شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
الجيش السوري ينشر قواته على الحدود مع تركيا وأردوغان لا يراها

الجيش السوري ينشر قواته على الحدود مع تركيا وأردوغان لا يراها "مشكلة"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 14 أكتوبر 201903:09 م

نشر الجيش النظامي السوري قواته على حدود البلاد الشمالية، في 14 تشرين الأول/أكتوبر، بعد ساعاتٍ من توقيع اتفاق بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)  التي يهيمن عليها الأكراد، لـ"صد العدوان التركي" في يومه السادس على التوالي.

وأفادت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)، في 14 تشرين الأول/أكتوبر، بأن "وحدات من الجيش العربي السوري دخلت بلدة تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي لمواجهة العدوان التركي وسط ترحيب الأهالي".
وأضافت أن "وحدات أخرى من الجيش العربي السوري دخلت إلى مدينة الطبقة وريفها ومطارها العسكري وبلدة عين عيسى وعدد كبير من القرى والبلدات في أرياف الرقة الجنوبي والجنوبي الغربي والشمالي".
كما أشارت إلى "رفع العلم السوري على عدد من مؤسسات الدولة، منها المدارس في مدينتي الحسكة والقامشلي"، مؤكدةً أن دخول القوات النظامية قوبل بترحيب الأهالي.


كذلك بث التلفزيون الرسمي السوري لقطات قال إنها تظهر ترحيب الأهالي بالقوات السورية النظامية عند مدخل عين عيسى.

 اتفاق لا بد منه

وتأتي إعادة تمركز الجيش النظامي السوري في تلك المنطقة بعدما وقعت قسد اتفاقاً مع النظام السوري بوساطة روسية. وعقب الاتفاق مباشرةً، تحركت وحدات من الجيش العربي السوري، مساء 13 تشرين الأول/أكتوبر، باتجاه الشمال لمواجهة العدوان التركي على الأراضي السورية.
وكانت الإدارة الذاتية الكردية في شمال سوريا وشرقها قد أعلنت، مساء 13 تشرين الأول/أكتوبر، اتفاقها مع الحكومة السورية على نشر قواتها على طول الحدود السورية التركية لصد "العدوان التركي".
وأضافت في بيان: "جرى الاتفاق مع الحكومة السورية التي من واجبها حماية حدود البلاد والحفاظ على السيادة السورية، ليتدخل الجيش السوري وينتشر على طول الحدود السورية التركية"، مبينةً أن القوات النظامية ستؤازر قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في التصدي لـ"هذا العدوان وتحرير الأراضي التي دخلها الجيش التركي والمرتزقة".
وأشارت إلى أن الاتفاق يتيح أيضاً الفرصة لتحرير المدن السورية الأخرى التي دخلها الجيش التركي مثل عفرين.
ولم يوضح الأكراد تفاصيل اتفاقهم مع الحكومة السورية، ولم يبينوا ما إذا كانوا قدموا تنازلات. لكن الإدارة الكردية عادت للتوضيح والتعقيب على الاتفاق، في 14 تشرين الأول/أكتوبر، مبينةً أنه "عسكري" فقط، ولن يؤثر على الإدارات الذاتية والمدنية السبعة التابعة لها.
وذكر بيان للرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية أنه "بناء على مقتضيات المصلحة العامة ولحسن سير العمل في الإدارة الذاتية لشمال سوريا وشرقها تتابع جميع الإدارات الذاتية والمدنية السبع ومؤسساتها أعمالها كما كانت سابقاً". 
وأكد اثنان من زعماء الأكراد السوريين، لوكالة رويترز، في 14 تشرين الأول/أكتوبر، أن الاتفاق أبرم مع دمشق بوساطة روسية، وأنه يقتصر حالياً على انتشار قوات الجيش السوري بطول الحدود، وبيّنا أن القضايا السياسية ستتم مناقشتها لاحقاً.
وحدات من الجيش النظامي السوري تدخل عدة بلدات حدودية لـ"مواجهة العدوان التركي" وسط ترحيب الأهالي… وأردوغان يعلق "توجد الكثير من الشائعات… لن تحدث مشكلة"
أكراد سوريا يؤكدون أن اتفاقهم مع النظام بوساطة روسية كان "اضطرارياً لحماية شعبهم من الإبادة" ويتحدثون عن "تنازلات مؤلمة"، وفرنسا تطالب الاتحاد الأوروبي بمواقف حاسمة ضد تركيا
ووصف السياسي الكردي البارز ألدار خليل الخطوة بـ"الإجراء الطارئ"، فيما أوضح المسؤول الكردي بدران جيا كرد أن "الاتفاق العسكري المبدئي مع دمشق يقتصر على انتشار الجيش على طول الحدود من بلدة منبج حتى ديريك في الشمال الشرقي".
وأضاف أن قسد اضطرت للبحث عن سبل لحماية المنطقة بعدما منحت واشنطن الضوء الأخضر للهجوم تركي.
وقال مستشار الحكومة السورية عبدالقادر عزوز، خلال مقابلة تلفزيونية، في 14 تشرين الأول/أكتوبر، إن دمشق ستتخذ السبل الدفاعية وتتواصل مع أهلنا الكورد والعرب والسريان والآشورييين لدرء العدوان التركي والدفاع عن الأرض وحماية الأهالي، مشدداً على أن “الكرد ليسوا مصدر خطر على الجانب التركي".
ويعد هذا الاتفاق تحولاً جديداً في مسار النزاع في سوريا، بعدما كانت مفاوضات سابقة بين الطرفين انتهت إلى طريق مسدود.
وهذا ما يبدو جلياً من مقال كتبه القائد العام لقسد مظلوم عبدي، في مجلة "فورين بوليسي"، في 13 تشرين الأول/أكتوبر، مما قال فيه: "نعرف أنه سيكون علينا تقديم تنازلات مؤلمة مع موسكو وبشار الأسد إذا اخترنا طريق العمل معهما. لكن علينا الاختيار بين التنازلات أو إبادةشعبنا، وبالتأكيد سنختار الحياة لشعبنا".
وجاء الاتفاق بعدما ناشد الأكراد السوريين واشنطن كثيراً مراجعة خياراتها وتحمل مسؤولياتها تجاههم. وقاتل الأكراد إلى جانب القوات الأمريكية تنظيم داعش لخمس سنوات ولعبوا دوراً مهماً في الحد من وجود التنظيم في سوريا.
لكن الرئيس الأمريكي رد على الأكراد داعياً إياهم إلى "القتال بمفردهم"، وهو الذي قرر، في 13 تشرين الأول/أكتوبر، سحب بقية قواته من سوريا سريعاً.

أردوغان يتحدث عن "شائعات"

وبعد التقارير عن انتشار القوات السورية على حدود كوباني (عين العرب)، أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في 14 تشرين الأول/أكتوبر، عن عدم اعتقاده بأن هنالك مشاكل ستقع في المدينة، لافتاً إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبدى "نهجاً إيجابياً".
وقال أردوغان: "هناك الكثير من الشائعات… يبدو أنه لن تحدث مشكلة" في كوباني.
وأكد أردوغان أن بلاده ستنفذ خططها بشأن بلدة منبج الشمالية وستقوم بتوطين عرب هناك، وقال: "عند إخلاء منبج سيدخلها أصحابها الحقيقيون"، مشيداً بالقرار الأمريكي بسحب نحو 1000 جندي من شمال سوريا، وواصفاً إياه بأنه "خطوة إيجابية".
وتحدث أردوغان عن تحييد (قتل) 550 "إرهابياً" منذ انطلاق "نبع السلام". 
وكان الرئيس التركي قد شدد، في 13 تشرين الأول/أكتوبر، على أن عمق نطاق العملية العسكرية التركية على سوريا سوف يمتد من 30 إلى 35 كيلومتراً داخل الأراضي السورية.
وأضاف: "لن نسمح بإنشاء دولة إرهابية في شمال سوريا، ولن نسمح بذلك في المستقبل... ليس لدينا مصلحة في أراضي الدول الأخرى، لكن هؤلاء الذين يضعون أعينهم على أراضينا لا يمكننا أن نغلق أعيننا عنهم، وليس لدينا رفاهية إظهار الرحمة".

حشد أوروبي 

في الأثناء، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، في 14 تشرين الأول/أكتوبر، إنه يتعين على وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي إدانة الهجوم التركي في سوريا مجدداً والدعوة لفرض حظر على صادرات السلاح لأنقرة، مع مطالبة واشنطن بعقد اجتماع للتحالفالدولي ضد داعش لبحث الهجوم.
وشدد لو دريان، في اجتماع طارئ لوزراء خارجية الاتحاد في لوكسمبورج، على أن "هذا الهجوم سيتسبب في مأساة إنسانية خطرة".
في الوقت نفسه، أكد متحدث باسم الخارجية الألمانية أن بلاده لا ترى أي مبرر قانوني لعمليات تركيا ضد الأكراد في شمال سوريا، موضحاً أنه برغم اعتراف برلين بأن لتركيا مصالح أمنية مشروعة لا يمكنها أن ترى كيف يمكن أن يساعد تدخل عسكري في استقرار المنطقة.

موقف إنساني يزداد تأزماً

وبموازاة التطورات السياسية المتلاحقة، يزداد الموقف الإنساني تأزماً في الشمال السوري، حيث أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في 14 تشرين الأول/أكتوبر، أن نحو 160 ألف شخص نزحوا من مدنهم إثر "نبع السلام".
وأعرب المكتب الأممي عن قلقه من اقتراب الغارات الجوية التركية من مخيم عين عيسى الذي يستضيف نحو 13 ألف نازح مدني.
ولفت إلى أنه برغم فرار بعض النازحين، وقد يكون من بينهم أفراد من عائلات مقاتلي داعش المحتجزين، بقي معظم سكان المخيم داخله.
وفي أحدث إعلان لها، قالت قسد إن نحو 750 من ذوي مقاتلي داعش هربوا من المخيم.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، أدى الهجوم التركي منذ اندلاعه في 9 تشرين الأول/أكتوبر، إلى مقتل 60 مدنياً و121 مقاتلاً من قسد، علاوةً على 86 من الفصائل السورية الموالية لأنقرة.
وقد أحصت أنقرة في المقابل مقتل 4 جنود أتراك في سوريا و18 مدنياً جراء قذائف اتهمت المقاتلين الأكراد بإطلاقها على مناطق داخل حدودها.
وصباح 14 تشرين الأول/أكتوبر، شهدت مدينة رأس العين اشتباكات عنيفة، بعد ليلة من القصف العنيف بالمدفعية والطائرات التركية.
وقتل عشرة مدنيين، بينهم صحافي، في 13 تشرين الأول/أكتوبر جراء غارة تركية استهدفت قافلة كان ضمنها صحافيون في رأس العين، بحسب المرصد. ونقل عشرات الضحايا إلى أحد مستشفيات مدينة القامشلي.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard