توزّع مؤسسة بوغوصيان جوائزها السنوية على سبعة فنانين/ات شباب في لبنان، نتعرف عليهن/عليهم في هذه المادة.
أُنشئت "مؤسسة بوغوصيان" مع بداية القرن الماضي من أجل دعم مشاريع الشباب والشابات في الفن والتربية والثقافة والمساهمة في الارتقاء بالذوق. يقع مركزها الرئيس في بروكسيل (بلجيكا)، وهو عبارة فيلا أثرية معروفة باسم "أمپان"، يعكس خارجها روعة العمارة العتيقة بكل دلالاتها التاريخية، أما داخلها فينبض، منذ العام 2010، بحوارات معاصرة حول الثقافات بين الشرق والغرب.
هذا لأن الفيلا تفتح أبوابها أمام الجمهور من أجل عروضٍ مُختارةٍ بعناية في الرقص، الموسيقى، المسرح، الأفلام، وكذلك من أجل الندوات والمؤتمرات العالمية.
كما تتحقق ضمن رحابها الفسيحة، على مدار السنة، استضافات لباحثين/ات وطلاب بهدف تبادل الخبرات فيما بينهم، والاستفادة من النشاطات المُقامة هناك.
هكذا، وتأكيداً على هذه الرؤية بالذات، والتي تُختصر عبر مقولة وليم سارويان المكثفة: "إن دور الفن هو خلق عالم يمكن تحمله"، تمنح المؤسسة جائزة الفنانين/ات اللبنانيين/ات دون الأربعين (ما عدا في السينما، حيث يمكن أن تُمنح للأكبر سناً)، خلال احتفالية صارت معتادة على الروزنامة البيروتية، في فيلا عودة، متحف الفسيفساء بحي السراسقة الراقي.
ولقد أُقيمت الأخيرة مساء الأربعاء 18 أيلول، بحضور د. وليد مسلم، المدير السابق للكونسرڤاتوار الوطني ممثلاً وزير الثقافة د. محمد داود، هوبير كورمان، سفير بلجيكا لدى لبنان، ماري بوغوصيان سلامة، مديرة المؤسسة في بيروت، ومجموعة من العاملين/ات والمهتمين/ات في مجالات السينما، أدب الناشئة، الرسم، الفوتوڠرافيا والڠرافيكس. تخللها كلمات لكل من وليد مسلم، ماري بوغوصيان، أنطوان بولاد ومايا دو فريج، وقدمتها الصحافية مارلين جلاد.
أما الفائزون/ات الجدد، فهم/ن:
جوان باز (33 سنة)
عن فئة الرسوم التعبيرية، أستاذة بالجامعة الأميركية في بيروت، مديرة في مهرجان "Beirut Animated Festival"، عُرضت أعمالها في باريس، الشارقة والعاصمة اللبنانية، تتميز بالفرادة، إذ تحمل لغتها الخاصة المفعمة بالشاعرية، الفكاهة وأحياناً النوستالجيا. صورة المقال من أعمالها.
روجيه مُقبل (35 سنة)، عن فئة التصوير
بدأ بدراسة الهندسة والتكنولوجيا الحيوية لكنه ما لبث أن وجد ضالته في الكاميرا. ذاع صيته كالبرق واستطاع ان يخلق لنفسه أسلوباً مميزاً يقع بالتساوي بين العتمة والضوء. ينتقي أماكن وثيمات جلّها مرتبطة بالإنسان - الفرد مباشرة أو المعاناة الجماعية. اختير من بين مصورين كثر في العام 2018 ليدخل "برنامج التصوير الوثائقي العربي" الداعم لهم.
سُحرت لجنة التحكيم بمشروعه "صف السماء لي" لكونه وثائقياً مشغولاً لا يخلو من الشاعرية. تتكلم صوره عن المأساة المستجدة لعشرات السكان المهمّشين في منطقة برج حمود، في أطراف شرق المدينة، بعد أن حُرمت بيوتهم من الشمس، بسبب إنشاء جسر يرڤان، الذي يربط الأشرفية بسن الفيل.
ميشال كمون (50 سنة)، عن فئة السينما
درس السينما في باريس شاركت أفلامه القصيرة في مهرجانات دولية ثم بُثت على نطاق واسع. حاز فيلمه الروائي "فلافل" على عدة جوائز دولية، وشارك بمهرجانات كبرى في أنحاء العالم.
في هذه المسابقة، فاز فيلمه الطويل "بيروت هولدم" الذي سيعرض قريباً. يروي حياة "زيكو" المقامر السابق والبالغ مؤخراً الـ 40، كيف نشأ مع أصدقائه الثلاثة داخل حي شعبي فقير، أثناء الحرب الأهلية، وكيف جعل جنون القتال آنذاك حياتهم اليومية شكلاً من أشكال المقامرة الفعلية.
جوني سمعان (36 سنة)، عن فئة الرسم
درس في كليات الفنون بين سوريا ولبنان. عُرضت لوحاته في العديد من الصالات والصالونات، فلفتت الأنظار من حيث الهوية الخاصة التي صنعها لنفسه، المضمون التأملي – الصوفي، والتقنية العالية بمزج الألوان. غالبية لوحاته غامضة، تتكون من عناصر مركبة وشخصيات بلا ملامح واضحة، مما يضع مجمل أعماله بين التجريد والواقعية.
مُنح كل من هؤلاء مبلغ مالياً وقدره 10,000$ مع إقامة في فيلا أمپان، تخولهم زيارة متاحف المدينة، محترفاتها، غاليرياتها ومساحاتها الثقافية الأخرى المتنوعة.
ولقد تألفت لجنة التحكيم للجوائز الثلاثة الأول من زينة أبي راشد، مارك ديبة، أورليان زوكي، وترأستها لوما سلامة، مديرة فيلا أمپان.
تجدر الإشارة هنا إلى أن لجنة التحكيم التي ترأسها مايا دو فريج، قد نوّهت بالفيلم الوثائقي "نفس" للمخرجة ريمي عيتاني، فمنحتها أيضاً إقامة هناك ولمدة 3 أشهر.
أما الفائزتان عن فئة أدب الناشئة باللغة العربية، للمنشورات الصادرة أصلًا والتي تستهدف القرّاء بين 12 و14 سنة، فهما الكاتبة ميس داغر، والرسامة لينا مرهج عن الشريط المصور "الأسطورة".
تُمنح هذه الجائزة بالشراكة مع "جمعية السبيل للمكتبات العامة" ومؤسسة "Liban Cinema"، مع العلم أنها خُفّضت هذه المرة استثنائياً إلى قيمة 3,000$ فقط لكل فائزة.
ختاماً، وبمراجعة للخط الكرونولوجي، فإن جائزة "مؤسسة بوغوصيان" تُمنح منذ العام 1992 لفنانين/ات مختلفين/ات يسعون/ين لتقديم إضافات مبدعة وجادة في فضاءات الفنون اللامتناهية، ولقد ساعدتهم المؤسسة كثيراً في تحقيق ذواتهم أولاً، والانفتاح على العوالم الخارجية ثانياً، القريبة منها (العربية) والبعيدة (الأجنبية).
آخرهم وليس أخيرهم كان وليد مونّس الذي فاز العام الماضي عن فئة الأفلام، ثم علا اسمه في مهرجان تورونتو السينمائي حيث نال جائزة أخرى قيّمة أيضاً. فهل فيما سبق تنبؤ بأسماء سوف تلمع في فضاء العالمية وتدهشنا؟
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.