في العام 2005، رسم فنان الكاريكاتور التركي موسى كارت، رسماً كاريكاتورياً للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي كان حينذاك رئيساً للوزراء، أظهره فيه على شكل قطة عالقة في كرة من خيوط الصوف. سببت الرسمة جدلاً واسعاً وصل لدرجة رفع قضية على الفنان التركي بتهمة السخرية من أردوغان.
الموقف السابق كان بداية لأزمات لم تتوقف بين رسام الكاريكاتور الشهير وبين نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، آخرها حكم صادر بحقه بالسجن في نيسان/أبريل الماضي، بعد أن وافقت محكمة الاستئناف على حكم بالسجن مدته ثلاث سنوات وتسعة أشهر عقب إدانته بـ"مساعدة منظمات إرهابية".
وفي الأسبوع الماضي، أفرج عن كارت بانتظار الطعن في الحكم، ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية، في 18 أيلول/سبتمبر، قوله إنه "على مدى 15 عاماً أصبحت السجون وقاعات المحاكم بيتي الثاني".
ويقول إنه أمضى في السجن والمحاكم فترة مساوية للفترة التي أمضاها في العمل منذ تولي الرئيس التركي الحكم.
"أتبادل النكات مع زواري في السجن"
واعتقل كارت في العام 2016، بعد أن أطلق أردوغان حملة قمع كبيرة ضد المعارضة في بلاده عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة.
ونقلت فرانس برس عن كارت قوله: "أمضيت في أروقة المحاكم الوقت نفسه الذي أمضيته في العمل. وهذا مؤسف للغاية".
ويؤكد رسام الكاريكاتور أنه لا يزال متفائلاً ومتواضعاً، رافضاً أن تتغلب عليه محنة السجن، مضيفاً أنه يبذل جهداً كبيراً حتى يبدو بحالة جيدة أمام زواره في السجن.
يقول الرسام التركي الشهير موسى كارت إنه أمضى في السجن والمحاكم فترة مساوية للفترة التي أمضاها في العمل منذ تولي الرئيس التركي الحكم... تعرفوا على قصته
يرسم موسى كارت الكاريكاتور منذ نحو 40 عاماً، مؤكداً أنه رسم العديد من ساسة بلاده في أوضاع ساخرة، لكن لم يرفع أحد دعوى قضائية عليه، إلا أردوغان، مضيفاً أن "هامش التسامح أصبح ضيقاً جداً في تركيا اليوم"
ووفق كارت، فإنه لا يقابل زواره مطلقاً وهو في حالة بائسة، بل يستعد لمقابلتهم وهو في أفضل حال، يحلق ذقنه، ويرتدي قميصاً نظيفاً، ويرحب بهم، ويمضي معهم الوقت في تبادل النكات، بحسب تعبيره. مؤكداً أن السبب في ذلك هو إيمانه بأنه لم يقترف خطأ.
ويقول: "إذا كنت مؤمناً أن موقفك صحيح، وإذا كنت تتمتع بسلام داخلي بشأن ما فعلته في السابق، فليس صعباً تحمل ظروف السجن".
ويرسم موسى كارت الكاريكاتور منذ أكثر من 40 عاماً، مؤكداً أنه رسم العديد من الزعماء السياسيين الآخرين في أوضاع ساخرة، لكن أحداً منهم لم يرفع عليه دعوى في المحاكم، ويضيف أن "هامش التسامح أصبح ضيقاً جداً في تركيا اليوم".
وفي القضية الحالية، تتهم السلطات التركية كارت بالاتصال بحركة الداعية الإسلامي فتح الله غولن المتهم بأنه وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في العام 2016. لكن يرفض كارت هذه الاتهامات قائلاً: "اليوم اتهامات الإرهاب تتجاوز أي منطق. عندما تنظر إلى رسوماتي ترى مدى معارضتي أية منظمة إرهابية وانتقادي الشديد والقوي لها".
وتنص التهمة كذلك على أن 14 من موظفي صحيفة جمهورييت التي يعمل فيها موسى كارت تآمروا لتغيير سياسة التحرير في الصحيفة لدعم الموالين لغولن والمتمردين الأكراد وأعضاء "جبهة حزب تحرير الشعب الثورية" اليسارية المتطرفة.
وتعد صحيفة جمهوريت، أقدم صحيفة يومية تركية، إذ أُسست في العام 1924، وقد فر رئيس تحريرها السابق جان دوندار إلى ألمانيا بعد إدانته بسبب مقال يزعم أن تركيا زودت جماعات إسلامية في سوريا الأسلحة.
وكانت منظمات حقوقية من بينها "مراسلون بلا حدود" قد دعت تركيا إلى مراجعة قوانينها ضد الإرهاب والتشهير إذ يتم استغلالها لإسكات المعارضين.
وبحسب تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش صدر هذا العام، فلا تزال تركيا الأولى عالمياً في سجن الصحافيين، إذ يوجد فيها العشرات من الصحافيين والعاملين في المجال الإعلامي رهن الحبس الاحتياطي أو في السجن بتهم إرهابية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أيامرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ 5 أياممقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ اسبوعينخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين