شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!

"مَن صبر ظفر"... الفنان القطري الذي رسم "تميم المجد" يدعم أردوغان بلوحة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 16 أغسطس 201805:19 م
بورتريه للرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرسوم بدرجات مختلفة من اللون الأزرق وأسفله رمز العملة التركية (الليرة) والمثل العربي "مَن صبر ظفر"... هي لوحة فنية اختار أن يعبّر الفنان القطري أحمد المعاضيد من خلالها عن دعم بلاده لأنقرة في أزمتها الأخيرة. AHMED-ALMAADHEED4 ويقول الفنان القطري الذي يبلغ من العمر 29 عاماً إن لوحته تأتي تعبيراً "عن دعمنا للشعب التركي الشقيق، وهذا واجب علينا، فقطر وتركيا دائماً يداً بيد في كل الأزمات وكل المحن". واشتهر المعاضيد بعد لوحته "تميم المجد" التي انتشرت في شوارع الدوحة، في أعقاب أزمة مقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر لقطر في الخامس من يونيو 2017. ووُضعت لوحة "تميم المجد" على مباني الوزارات والمؤسسات الرسمية في الدوحة، كما ظهرت على قمصان يرتديها مواطنون قطريون. كما صمم المعاضيد تعويذة بطولة كأس آسيا لعام 2011. وقال الفنان القطري إن لوحته تعبّر عن استنكار "ما تواجهه تركيا من حرب اقتصادية"، في تكرار للتعبير الذي يردده أردوغان الذي قال قبل أيام إن بلاده مستهدفة بحرب اقتصادية، موجهاً دعوات إلى الأتراك لبيع ما لديهم من دولارات ويوروهات من أجل دعم العملة المحلية. وأتى الإعلان عن اللوحة بعد يوم من تقرير غاضب نشرته صحيفة "تقويم" التركية يوم 14 أغسطس، وذكرت فيه أن هناك حالة من الإحباط لدى الأتراك بسبب ما وصفته بأنه صمت قطر تجاه الأزمة التي عصفت بالاقتصاد التركي مؤخراً، إثر قرار العقوبات الأمريكية ضد أنقرة. وبعد التقرير الذي حذفته الصحيفة لاحقاً من دون توضيح أسباب الحذف، توجّه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى تركيا، في زيارة عمل التقى خلالها الرئيس التركي. ووصف المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن الزيارة بأنها "تُظهر وقوف الدوحة إلى جانب بلاده". ومن أنقرة، أعلن الشيخ تميم وقوف بلاده "إلى جانب الأشقاء في تركيا التي وقفت مع قضايا الأمة ومع قطر"، كما أعلن خلال محادثاته مع أردوغان عن تقديم بلاده حزمة ودائع ومشاريع استثمارية بقيمة 15 مليار دولار في تركيا، مشدداً على أن الأخيرة "تمتلك اقتصاداً منتجاً قوياً ومتيناً". وحققت الليرة التركية بعض التقدم مقابل الدولار بعد يوم من هذه التعهدات القطرية.

كيف شرح المعاضيد لوحته؟

في تحليله لتفاصيل لوحته، أشار المعاضيد إلى أن "صورة الرئيس رجب طيب أردوغان تعبّر عن قوة الشعب التركي وصبره، وعن أنهم سينالون كل ما يريدونه، وأن قوتهم في صمودهم وفي صبرهم في هذه الأزمة". وأضاف: "من هنا تأتي عبارة ‘من صبر ظفر’، لأنه دائماً بعد الصبر ينال الإنسان ما يريده".
بورتريه لرجب طيب أردوغان مرسوم بدرجات مختلفة من اللون الأزرق وأسفله رمز العملة التركية (الليرة) والمثل العربي "مَن صبر ظفر"... فنان قطري يتضامن مع الأتراك بطريقته الخاصة
ويقول إن لوحته "تعبّر عن تقديرنا لمواقف تركيا مع قطر في الأزمة"، واصفاً نفسه بأنه فنان "يقوم برسومات كثيرة، من ضمنها رسومات تلمس بعض الأزمات المؤثرة في العالم الإسلامي". وتابع أنه والقطريين يرون في أردوغان "قائداً عظيماً في دولة عظيمة، ونحن فخورون بما يقدمه". وكان تقرير "تقويم" المقرّبة من أردوغان قد وصف موقف الدوحة في بداية الأزمة التركية بأنه "غير متوقع"، وقال إن الكثيرين من الأتراك كانوا يتوقعون من حكومة قطر دعم أنقرة، لكنها اختارت عوضاً عن ذلك الصمت، مذكراً بأن تركيا كانت من أوائل الداعمين للدولة الخليجية الصغيرة، في أعقاب أزمتها مع الدول التي قاطعتها. ومنذ البداية، اختار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الوقوف مع قطر، واعتبر في 13 يونيو 2017 أن ما أسماه "عزل قطر" أمر "لا إنساني ومخالف للتعاليم الإسلامية"، مضيفاً أن الأساليب المستخدمة مع الدوحة غير مقبولة وبمثابة "عقوبة إعدام". وبعد ساعات من نشر التقرير، قال المحلل السياسي والأكاديمي القطري علي الهيل، المقرّب من الحكومة القطرية إن الكثيرين من القطريين توجهوا إلى محلات الصرافة لشراء الليرة التركية بعشرات الملايين من الدولارات، متهماً "دول الحصار" بمحاولة إحداث وقيعة بين قطر وتركيا. وفي 16 أغسطس، قال وزير المالية التركي براءت ألبيرق إن بلاده تتفهم تماماً وتدرك جميع التحديات الداخلية التي تواجهها وإنها ستخرج أقوى من أزمة تقلبات سوق العملة.

واشنطن: لا شأن لنا بالأزمة التركية

ونفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر ناورت وجود علاقة مباشرة لواشنطن بالأزمة التركية، وقالت "إن هذه الأزمة تعود إلى أيام وشهور خلت، وإنها نتاج سياسات الحكومة التركية المالية والاقتصادية، وإن أنقرة وحدها مَن تتحمل مسؤولية الأزمة". وأضافت أن الوضع المالي في تركيا كان متقلباً منذ فترة وليس بسبب العقوبات الأميركية التي فرضت مؤخراً، مشيرة إلى أنه "لا يمكن أن تُلام الحكومة الأمريكية على ذلك". وتُظهر لوحة المعاضيد أن بلاده اختارت دعم تركيا بأشكال عدة حتى لو كان ذلك سيؤدي إلى استفزاز واشنطن. ولم تخرج تصريحات رسمية أمريكية حتى الآن حول موقف إدارة ترامب من تعهد قطر بتقديم مساعدات مالية للاقتصاد التركي.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard