شهد المغرب جدلاً واسعاً في الأيام الأخيرة عقب الإعلان عن إقامة نصب تذكاري للهولوكوست (محرقة النازية ضد اليهود) في مدينة مراكش، وفي 2 أيلول/سبتمبر، أكد ناشط يهودي معادٍ للصهيونية، قصة النصب، مؤكداً أن من سمّاه اللوبي الصهيوني هو الذي يقف وراء بنائه.
ونقل موقع مغربي عن الناشط الفرنسي المغربي جاكوب كوهين، قوله إن اللوبي الصهيوني العالَمي يعتمد سياسة بناء نصب للهولوكوست حيث يستطيع، كاشفاً أن اللوبي أقام أخيراً نصباً للمحرقة في البرازيل التي ليست لها علاقة بالهولوكوست، حتى يظهرَ للعالَم كم عانى الشّعب اليهودي، وإلى أي حدّ معاداة السّامية ظاهرة يجب القضاء عليها.
وكشف كوهين عن مشروع يطلق عليه "علاء الدين" يحاول اللوبي الصهيوني من خلاله أن يجعل العالم العربي يعترف بالمحرقة، لذلك كانت البداية بناء نُصُب تذكاري في مراكش، له الهدف نفسه دائماً، وهو فرض مأساة على المجتمع المغربي لا علاقة له بها، وتكييفها لمصلحة إسرائيل، بحسب قوله.
وتابع كوهين في حوار مع موقع هسبريس المغربي أن إسرائيل ترغب في إحراج المغرب لجعل سلطاته تشعر بالذّنب لارتكاب جريمة معادية للسّامية بشِعَة جدّاً من وجهة نظرها حين أمرت بهدم النصب التذكاري، وهذا ما يساعدها في ترسيخ التّعريف الجديد لمعاداة السّامية الذي يفرض نفسه شيئاً فشيئاً على العالَم وهو انتقادُ إسرائيل، مضيفاً أن "معاداة السامية هي ورقة "الجوكر" عند الدّعاية الصّهيونية".
وأقدمت السلطات المغربية على هدم النصب التذكاري المؤرخ لمحرقة الهولوكوست، في 26 آب/أغسطس، بمنطقة إيت فاسكا التي تبعد نحو 26 كيلومتراً جنوب مدينة مراكش، بحجة أن صاحب المشروع لم يحصل على التراخيص القانونية اللازمة.
وبحسب الناشط اليهودي، فإن إسرائيل تستغل المحرقة لأسباب سياسية وليست إنسانية، ويتساءل لماذا لا تشكل أيّ مأساة إنسانية، كالإبادة الشّاملة لشعوبِ الهنود الأصليين، أو تجارة الرّقيق الأسود طوال ثلاثة قرون وغيرهما، قائلاً "موضوع أيّ ذكرى؟ لماذا فقط المحرقة؟ ولمَ لا يمثّل التّطهير العِرقي لفلسطين والتدمير السوسيو- ثقافي لشعب بأكمله أزمة لإسرائيل”؟ مؤكداً أن المعارِضين لإقامة هذا النصب "يُدِينون بحقّ التّلاعبَ السياسي وراء هذا النُّصُب التّذكاري".
ناشط يهودي مناهض للصهيونية يكشف عن تفاصيل جديدة بشأن إقامة نصب تذكاري للهولوكوست في مراكش متحدثاً عن سعي اللوبي الصهيوني إلى أن يجعل العالم العربي يعترف بالمحرقة ويرسخ التّعريف الجديد لمعاداة السّامية وهو انتقادُ إسرائيل
المنظمة الألمانية التي تقف وراء بناء نصب تذكاري للهولوكوست في المغرب تطالب السلطات المغربية بمئة ألف يورو تعويضاً عن هدمه مناشدة الملك محمد السادس “التدخل لإعادة بنائه"
واستطرد كوهين قائلاً إن المغرب "ليس عليه أن يكون معنياً بما حدث في ألمانيا"، كاشفاً أن صمت السلطات على إقامة هذا النصب سببه أن المغرب "منذ استقلاله، وخصوصاً منذ عهد الحسن الثاني، انضمّ إلى أمريكا والغرب، وقبِل تصرّف الموساد بحريّة في البلاد، واستقبل قياديّين صهيونييّن عام 1986" مضيفاً أن المغرب "لا يمكن أن يرفض أيّ شيء لإسرائيل، لأنه يعتَقِد أن دعم اللوبي اليهودي يمكّنه من الحصول على الدّعم الأمريكي في قضية الصّحراء الغربيّة. لذا عندما يُؤمَر المغرب بإحياء ذكرى الهولوكوست، لا يستطيع أن يقول لا، وهو ما لا يمكن أن يَحدُث مطلقاً في دولة عربية أخرى".
النصب أو التعويض
تأتي تصريحات جاكوب كوهين، بعد أيام قليلة من مطالبة الألماني أوليفر بيانكوفسكي، مؤسس منظمة "بيكسل هيلبر"، السلطات المغربية بمئة ألف يورو تعويضاً عن هدم النصب التذكاري أو "تدخل ملك المغرب لإعادة بنائه".
ويوم 31 آب/أغسطس قال بيانكوفسكي، إن السلطات المغربية كانت تتابع يومياً أعمال البناء من خلال النقل المباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وكشف بيانكوفسكي عن أنه أبلغ السفارة المغربية في برلين بجميع مشاريعه المستقبلية في المغرب قبل انطلاق العمل بها سنة 2014، متابعاً أن منظمته أرسلت طلب الترخيص لتشييد النصب التذكاري في أيلول/سبتمبر 2018 لمحافظ المنطقة، "الذي تجاهل الطلب مدة سنة قبل أن نباشر العمل في المشروع بعد التثبّت من غياب التواصل مع السلطات المحلية".
وكانت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية قد كشفت في 22 آب/أغسطس الماضي، عن انطلاق منظمة "بيكسل هيلبر" الألمانية التي تقول إنها تهدف إلى تعزيز حقوق الإنسان ومحاربة العنصرية في أنحاء العالم، في تشييد أول نصب تذكاري لضحايا الهولوكوست في شمال إفريقيا بالقرب من مراكش (جنوب وسط المغرب) اعتباراً من 17 تموز/يوليو الماضي.
انضم/ي إلى المناقشة
jessika valentine -
منذ أسبوعSo sad that a mom has no say in her children's lives. Your children aren't your own, they are their father's, regardless of what maltreatment he exposed then to. And this is Algeria that is supposed to be better than most Arab countries!
jessika valentine -
منذ شهرحتى قبل إنهاء المقال من الواضح أن خطة تركيا هي إقامة دولة داخل دولة لقضم الاولى. بدأوا في الإرث واللغة والثقافة ثم المؤسسات والقرار. هذا موضوع خطير جدا جدا
Samia Allam -
منذ شهرمن لا يعرف وسام لا يعرف معنى الغرابة والأشياء البسيطة جداً، الصدق، الشجاعة، فيها يكمن كل الصدق، كما كانت تقول لي دائماً: "الصدق هو لبّ الشجاعة، ضلك صادقة مع نفسك أهم شي".
العمر الطويل والحرية والسعادة لوسام الطويل وكل وسام في بلادنا
Abdulrahman Mahmoud -
منذ شهراعتقد ان اغلب الرجال والنساء على حد سواء يقولون بأنهم يبحثون عن رجل او امرة عصرية ولكن مع مرور الوقت تتكشف ما احتفظ به العقل الياطن من رواسب فكرية تمنعه من تطبيق ما كان يعتقد انه يريده, واحيانا قليلة يكون ما يقوله حقيقيا عند الارتباط. عن تجربة لم يناسبني الزواج سابقا من امرأة شرقية الطباع
محمد الراوي -
منذ شهرفلسطين قضية كُل إنسان حقيقي، فمن يمارس حياته اليومية دون ان يحمل فلسطين بداخله وينشر الوعي بقضية شعبها، بينما هنالك طفل يموت كل يوم وعائلة تشرد كل ساعة في طرف من اطراف العالم عامة وفي فلسطين خاصة، هذا ليس إنسان حقيقي..
للاسف بسبب تطبيع حكامنا و أدلجة شبيبتنا، اصبحت فلسطين قضية تستفز ضمائرنا فقط في وقت احداث القصف والاقتحام.. واصبحت للشارع العربي قضية ترف لا ضرورة له بسبب المصائب التي اثقلت بلاد العرب بشكل عام، فيقول غالبيتهم “اللهم نفسي”.. في ضل كل هذه الانتهاكات تُسلخ الشرعية من جميع حكام العرب لسكوتهم عن الدم الفلسطيني المسفوك والحرمه المستباحه للأراضي الفلسطينية، في ضل هذه الانتهاكات تسقط شرعية ميثاق الامم المتحدة، وتصبح معاهدات جنيف ارخص من ورق الحمامات، وتكون محكمة لاهاي للجنايات الدولية ترف لا ضرورة لوجوده، الخزي والعار يلطخ انسانيتنا في كل لحضة يموت فيها طفل فلسطيني..
علينا ان نحمل فلسطين كوسام إنسانية على صدورنا و ككلمة حق اخيرة على ألسنتنا، لعل هذا العالم يستعيد وعيه وإنسانيته شيءٍ فشيء، لعل كلماتنا تستفز وجودهم الإنساني!.
وأخيرا اقول، ان توقف شعب فلسطين المقاوم عن النضال و حاشاهم فتلك ليست من شيمهم، سيكون جيش الاحتلال الصهيوني ثاني يوم في عواصمنا العربية، استكمالًا لمشروعه الخسيس. شعب فلسطين يقف وحيدا في وجه عدونا جميعًا..
محمد الراوي -
منذ شهربعيدًا عن كمال خلاف الذي الذي لا استبعد اعتقاله الى جانب ١١٤ الف سجين سياسي مصري في سجون السيسي ونظامه الشمولي القمعي.. ولكن كيف يمكن ان تاخذ بعين الاعتبار رواية سائق سيارة اجرة، انهكته الحياة في الغربة فلم يبق له سوى بعض فيديوهات اليوتيوب و واقع سياسي بائس في بلده ليبني عليها الخيال، على سبيل المثال يا صديقي اخر مره ركبت مع سائق تاكسي في بلدي العراق قال لي السائق بإنه سكرتير في رئاسة الجمهورية وانه يقضي ايام عطلته متجولًا في سيارة التاكسي وذلك بسبب تعوده منذ صغره على العمل!! كادحون بلادنا سرق منهم واقعهم ولم يبق لهم سوى الحلم والخيال يا صديقي!.. على الرغم من ذلك فالقصة مشوقة، ولكن المذهل بها هو كيف يمكن للاشخاص ان يعالجوا إبداعيًا الواقع السياسي البائس بروايات دينية!! هل وصل بنا اليأس الى الفنتازيا بان نكون مختارين؟!.. على العموم ستمر السنين و سيقلع شعب مصر العظيم بارادته الحرة رئيسًا اخر من كرسي الحكم، وسنعرف ان كان سائق سيارة الاجرة المغترب هو المختار!!.