شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
نصب تذكاري للهولوكوست بأيدٍ ألمانية في مراكش يثير غضباً في المغرب

نصب تذكاري للهولوكوست بأيدٍ ألمانية في مراكش يثير غضباً في المغرب

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 26 أغسطس 201902:49 م

بعدما روجت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية قبل أيام أنباء عن تأسيس أول نصب تذكاري لضحايا الهولوكوست في المغرب، انتشرت موجة من الغضب والدهشة بين المغاربة والمعنيين بمناهضة التطبيع في البلاد.

وفي 22 آب/أغسطس الجاري، كشفت الصحيفة الإسرائيلية عن انطلاق منظمة "بيكسل هيلبر" الألمانية الهادفة إلى تعزيز حقوق الإنسان ومحاربة العنصرية في أنحاء العالم، في تشييد أول نصب تذكاري لضحايا الهولوكوست في شمال إفريقيا بالقرب من مراكش (جنوب وسط المغرب) اعتباراً من 17 تموز/يوليو الماضي.

"اختراق صهيوني للمغرب"

لم ترق الخطوة الألمانية الكثير من المغاربة ولاسيما النشطاء والحقوقيين المناهضين للتطبيع، فتساءل معلقون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن "الجهة التي رخصت لتشييد المشروع"، متهمين الحكومة المغربية بالضعف والخضوع للكيان الصهيوني، في حين نقلت مواقع محلية عن رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع أحمد ويحمان إدانته الشديدة هذه الخطوة، معتبراً تشييد نصب تذكاري لضحايا الهولوكوست بمراكش "اختراقاً صهيونياً بلغ مستويات غير مسبوقة للمغرب".

أما الحقوقي المغربي عزيز هناوي فكتب، عبر حسابه على فيسبوك، متسائلاً عن علاقة المغرب بالهولوكوست حتى يتم فيه بناء أكبر نصب له في العالم، مستفسراً عن سبب عدم بناء نصب تذكاري لضحايا المحارق الإسرائيلية بحق أطفال صبرا وشاتيلا ودير ياسين وغيرهم من ضحايا المجازر الإسرائيلية أو حتى نصب تذكاري لحارة المغاربة في القدس التي اغتصبها اليهود الصهاينة.

كذلك صرح عضو المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان عمر أربيب، لأحد المواقع المحلية، مذهولاً من اختيار المغرب لاحتضان أكبر نصب تذكاري لما يسمى"الهولوكوست"، مبيّناً أن "أصحاب المشروع يتحدثون عن التعذيب، في حين أن الكيان الصهيوني هو آخر من يمكن أن يتحدث عن الحماية من التعذيب والجرائم ضد الإنسانية، كونه يمارس الإبادة في حق الشعب الفلسطيني يومياً".

"أفظع ما يمكن تصوره"

في حين اعتبر الرئيس السابق للجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني خالد السفياني أن هذه الخطوة، إن صحت، تمثل "أفظع ما يمكن أن يتصوره إنسان في بلد عربي مسلم كالمغرب".

وشدد السفياني، وهو عضو مؤسس لبضع هيئات حقوقية، والمنسق العام للمؤتمر القومي المغربي الإسلامي، على أن "الموضوع يتطلب أكثر من إدانة، لأن تلك جريمة كبرى بالمفهوم الجنائي في حق الشعب المغربي والشعب الفلسطيني، ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية بالأراضي المحتلة، ولأنها تتضمن إشادة بالإرهاب الصهيوني في الوقت الذي بدأ فيه العالم ينتبه لموضوع الابتزاز الصهيوني الكبير باسم الهولوكوست ومعاداة السامية".

وطالب الناشط الحقوقي المغربي حميد الوالي، عبر فيسبوك، الحكومة المغربية بتوضيح الأمر وإظهار الحقيقة في ظل التقارير الإعلامية المتعددة عن إنشاء النصب التذكاري.

الأكبر في العالم والأول في شمال إفريقيا

ووفق ما نشرته جيروزاليم بوست، فإن "بيكسل هيلبر" لا تعتزم إنشاء نصب تذكاري لضحايا الهولوكوست فحسب، بل كذلك إنشاء مركز تعليمي يقدم دورات ومعارض "لتعليم الكبار وأطفال المدارس تاريخ المحرقة وأهوالها".

وسيقع موقع المركز على بعد حوالى 26 كيلومتراً جنوب شرقي مراكش، أي على الطريق إلى استوديوهات ورزازات السينمائية التي تجتذب الآلاف من السياح.

الأكبر في العالم، والأول في شمال إفريقيا وفي البلدان العربية والإسلامية… مزاعم إسرائيلية بإقامة نصب تذكاري لضحايا الهولوكوست بأيدٍ ألمانية في المغرب تثير غضباً وتساؤلات
"اختراق صهيوني بلغ مستويات غير مسبوقة للمغرب" و"أفظع ما يمكن تصوره من بلد عربي مسلم"... نشطاء مغاربة يتساءلون عن علاقة بلدهم بالهولوكوست حتى يؤسس فيه أكبر نصب تذكاري لضحاياها

وقال أوليفر بينكوفسكي للصحيفة إن هذا النصب يعد الثاني في إفريقيا بعد ذلك القائم في جنوب إفريقيا، وأضاف "بصفتي ألمانياً ذا جذور بولندية وخلفية ماسونية، بدأت مباشرةً بناء النصب ليرى العالم كله ما يمكن البشر فعله في البشر الآخرين بسبب الديكتاتورية مثلما فعلت ألمانيا النازية في عهد أدولف هتلر".

وأكد بينكوفسكي أن الزائر سيتمكن من السير على أكثر من 10000 قطعة حجرية تكوّن النصب التذكاري.

وأشار إلى أنهم سيضعون "كل بلد في العالم على صخرة حجرية على مسافة معينة من مراكش، ونأمل أن يكون نصبنا هذا هو الأكبر في العالم".

"لتوضيح المحرقة في أذهان الصغار"

وبيّن بينكوفسكي أن المنظمة ستقيم عروضاً "صوتية ومصورة" داخل المركز التعليمي لتوضيح ما جرى في معسكرات الاعتقال من خلال ممثلين وغرف تحاكي ما تعرض له اليهود في تلك الحقبة، مشيراً إلى أنهم يفكرون في إنشاء مسارات سكك حديدية ووضع قطار قديم لجعل الصورة أقرب لما حدث و"نسخة طبق الأصل من أفران معسكر بيرغن بيسلن" النازي.

وأكد أن "العروض المسرحية ومقاطع الفيديو والتسجيلات الصوتية بإمكانها تقريب صورة ما حدث في الهولوكوست لطلاب المدارس والكبار أيضاً وجعلها أكثر وضوحاً في أذهانهم وقلوبهم".

وانطلاقاً من اعتقاده بأن "الثقافة والتبادل التاريخي أفضل مغذيين للتسامح بين البشر" أعرب بينكوفسكي عن أمله "أن يعزز هذا النصب التذكاري للمحرقة الصداقة بين الدول الإسلامية واليهود".

وبحسب جيروزاليم بوست، يوجد حوالى مليون يهودي إسرائيلي مغربي أو من أصل مغربي.

يذكر  أن مصر والأردن وحدهما من الدول العربية تقيمان علاقات دبلوماسية علنية مع إسرائيل وفق اتفاقيتي سلام موقعتين بينهما وبينها. وعلى الرغم من نفي المغرب مراراً إقامة علاقات مع تل أبيب، تشير تقارير إلى تبادل سياحي وتجاري نشط بين البلدين.  ولم يعلق المغرب رسمياً على أنباء إنشاء هذا النصب بالتأكيد أو النفي حتى موعد نشر هذا التقرير.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image