شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!

"يراعي رفاهية السكان"... طالبة عمارة إسرائيلية تضع تصوراً لإعادة إعمار حلب

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الجمعة 9 أغسطس 201905:13 م

متأثرة بحكايات جدها عن "مسقط رأسه"، قدمت طالبة هندسة معمارية إسرائيلية مشروعاً لإعادة إحياء مدينة حلب السورية، يراعي "السمات البشرية والتاريخية للمدينة" و"رفاهية السكان"، جنباً إلى جنب مع الحاجة الملحة لإسكان الأشخاص الذين دمرت الحرب منازلهم.

استمعت تشن شيموني، منذ طفولتها المبكرة، إلى قصص عن حلب من جدها جميل كاسر الذي نشأ فيها قبل أن يهاجر إلى فلسطين وهو في الـ14 من العمر.

متأثرة بـ"اقتلاع يهود حلب"

تدرس شيموني الهندسة المعمارية في كلية "NB Haifa" للتصميم، وقررت أن تقدم مشروعها النهائي بالكلية عن حلب، متأثرةً  بالمحاضرِة ألين خوري، التي تحدثت عن ارتباط جدها بقرية سحماتا الفلسطينية (شمال عكا).

تقول شيموني لصحيفة هآرتس الإسرائيلية: "عندما تحدثت عن جدها (تقصد خوري) فكرت في جدي، لكن من منظور آخر: اقتلاع يهود حلب"، في إشارة إلى "اقتلاع اليهود من حلب وهجرتهم إلى فلسطين"، مردفةً "خلال عملي على مشروعي المعماري، قرأت واستمعت لكثير من القصص عن حلب، وقد تحولت هذه الكلمات إلى صور تعكس واقعاً مغايراً".

دُمْر جزء كبير من حلب القديمة، المصنفة ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو، خلال الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ عام 2011. سعت شيموني عبر فيسبوك للتواصل مع طلاب الهندسة في حلب وبعثت برسائل إلكترونية إلى شركات الهندسة المعمارية هناك، لكنها لم تتلق أي رد.

وتفسر ذلك بالقول: "نظراً لاقتلاع قرابة مليوني شخص من المدينة، أعتقد أن بعض هذه الحسابات غير نشط"، مردفةً "عثرت على مجموعات مغلقة لسكان من حلب عبر فيسبوك، تشاركوا فيها ذكرياتهم حول تقاليدهم وطريقة حياتهم قبل الحرب".

لم تيأس شيموني وراسلت الأمم المتحدة وبرنامجها الخاص للمستوطنات البشرية. أجابها شخص أخيراً بأنه غادر حلب لتوه إلى دمشق بعدما أودع الملف التعريفي الخاص بالمدينة لدى السلطات السورية.

لكنها استطاعت، من خلال هذا الشخص، جمع بيانات كافية عن "حجم الكارثة وكمية الدمار غير المعقولة (التي لحقت بالمدينة)".

كما تواصلت مع شركة العمارة الألمانية التي وضعت الخطة الرئيسية للمدينة في عام 2009، ولم يكن بالإمكان إكمالها لتحديد المعلومات المتعلقة بالمدينة قبل الحرب. كتبت أيضاً للمهندسين المعماريين والمصممين الذين شاركوا في مؤتمر سابق نظم في هولندا حول مقترحات إعادة بناء حلب.

بعد جمع هذه المعلومات، قسمت شيموني خريطة المدينة أجزاء متقاطعة، وخططت كل منطقة بعدما عقدت مقارنة بين ما كانت عليه قبل الحرب وما آلت إليه حالياً، محددةً جميع الفجوات التي نشأت خلال تلك الفترة.

ما الذي تقترحه؟

تشير شيموني إلى أن مشروعها المقترح لإعادة إعمار حلب "يُعرف قنوات البنى التحتية اللازمة لاستمرار جهود إعادة إعمار المدينة، ولا يغفل خطة إعادة الإعمال المقترحة ‘رفاهية السكان‘ أثناء العملية وبعدها".

وتضيف: "هو لا يوضح كيف تنبغي إعادة إعمار المدينة، ولا يقدم أي ادعاءات حول اتخاذ قرار بشأن معيشة السكان. ما ينطوي عليه فعلاً هو اقتراح البنى التحتية المكانية لإعادة تأهيل المدينة".

يصلح المشروع النهائي لشيموني بشكل عام للمدن التي عانت الكوارث، كتلك التي دمرتها الحروب أو أصابتها الكوارث الطبيعية من زلازل وبراكين وغيرها.

متأثرة بحكايات جدها عن "مسقط رأسه"، تقدم طالبة هندسة معمارية إسرائيلية مشروعاً لإعادة إحياء حلب السورية، يراعي السمات البشرية والتاريخية للمدينة و"رفاهية السكان"
المحاضِرة تحدثت عن أصولها في فلسطين، فذكّرت طالبتها الإسرائيلية بأصولها السورية… ما حكاية هذه الطالبة التي وضعت تصوراً لإعادة إحياء حلب؟

وتكمل شيموني: "تمكن إعادة بناء حلب بالطريقة التي بنيت بها قبل الحرب كما حدث في هيروشيما اليابانية، أو بنهج أكثر حداثة كما جرى لدمشق، أو إعادة تصميمها على طراز تاريخي لا يرتبط بتاريخها، كما تم في سكوبيه (عاصمة مقدونيا)"، مشددةً على أن "تخطيط المدن الثلاث جرى تحت مسؤولية المجتمع الدولي والشركات الخاصة".

لكنها تعتقد أن أساليب التخطيط العصرية تنشىء مدينة معزولة عن ماضيها، وتفتقر إلى الرموز التاريخية والهوية المحلية، في حين لا تتطابق إعادة الإعمار المباشرة دائماً مع الأصل، لذا يدعو مشروعها المقترح إلى "إعادة بناء مدينة حلب القديمة واستعادة شكلها الأصلي".

ولأن "المناطق السكنية التي كانت تحت سيطرة المتمردين تعد الأكثر تضرراً من هذه الحرب، إذ تحولت 40٪ من أراضي المدينة إلى مساكن عشوائية"، وفق ما تقوله شيموني، فإنها تقترح "على 50 % من سكان المدينة إجراء تحرك داخلي يعانق الأنماط الثقافية السائدة في المجتمع المحلي على نحو يوفر الأدوات والفرص اللازمة لتمكين بناء الذات كحل لإعادة تأهيل المدينة".

من بين الأمور التي تقترحها شيموني في مشروعها بشأن حلب بناء مصنع لمواد البناء من أنقاض المنازل المهدمة، وإعادة تأهيل الأماكن العامة في الأحياء عبر أنظمة الري لتطوير المناظر الطبيعية، كما تطرح مقترحات خاصة بالأماكن التي من شأنها توفير خدمات طبية عاجلة والعلاج الطبيعي وعلاج المصابين بصدمات نفسية، فضلاً عن قاعات الطعام ورياض الأطفال والمدارس ودور العبادة وأنظمة الطاقة الشمسية.

وهي تنصح أن تتم "إعادة البناء تدريجياً على غرار ما كان يحدث في برلين طوال عقود"، معتبرةً أن هذه هي الطريقة "للحصول على مدينة ليست ‘مبهمة الملامح‘، مدينة تمكن فيها الموازنة بين الحاجة لإسكان جموع الأشخاص الذين دمرت منازلهم، والحاجة إلى وجود مدينة تستمر في البقاء على قيد الحياة آلاف السنين".

أما عن الجوانب الاقتصادية لمشروعها المقترح، فتؤكد شيموني أنه "وفقاً للمعلومات التي جمعتها، تقدر تكلفة إعادة بناء المدينة بمليارات الدولارات".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image