شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"مشروع ليلى" تخرج عن صمتها: "لسنا فرقة شيطانية ولا فرقة ماسونية"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 30 يوليو 201908:05 م

بعد أيام من الحملة التي شُنّت عليها، والتي تضمنت تهديدات لأعضائها، انخرطت فيها جهات دينيّة ورسميّة وشعبية، بحجّة أن أعمالها "تمس بالمعتقدات المسيحية"، خرجت فرقة "مشروع ليلى" الفنية اللبنانية عن صمتها وأصدرت في 30 تموز/ يوليو بياناً قالت في إنها "لا فرقة شيطانية ولا فرقة ماسونية".

البيان أتى بعيد إلغاء لجنة "مهرجانات بيبلوس (جبيل) الدوليّة" إحياء الفرقة لحفل كان مقرراً إقامته مساء التاسع من 9 آب/ أغسطس، وقولها إنها أجبرت على ذلك "منعاً لإراقة الدماء وحفاظاً على الأمن والاستقرار".

وقبل أيام عُقد اجتماع في مطرانية جبيل شارك فيه عضوان من الفرقة، وقال راعي أبرشية جبيل إنهما أقرا بأن بعض أغاني الفرقة تمس بالشعائر الدينية وأظهرا نية للاعتذار عن ذلك واستعداداً لحذف ما يجب حذفه "احتراماً لمشاعر الديانتين المسيحية والإسلامية في لبنان".

ولكن الفرقة لم تعقد مؤتمراً صحافياً تعتذر فيه، وبقيت القضية تتفاعل، وآخر حلقاتها بيانها، وهذا نصه:

من نحن؟

نحن فرقة لبنانية تأسست منذ 10 سنوات. كان أحد أهم أسباب فخرنا هو تعددنا. فنحن من طوائف ومناطق وهويات مختلفة في بلد تكثر فيه مشاريع اللون الواحد. حملنا اختلافاتنا على طول لبنان وشاركنا في أكثر مهرجاناته، حتى وصلنا إلى العالمية.

في الأسبوع الماضي، قيل عنا الكثير وعن مشاريع خفية نخدمها في السر. كل ما نريد أن نقوله أننا كلنا نكنّ لوطننا لبنان وشعبه حباً كبيراً، أننا كغيرنا لنا أفكارنا عن هذا الوطن... كيف يكون أجمل وأفضل... انبنى مشروعنا على حق الاختلاف والاحترام والتسامح المتبادلين وسنبقى دوماً حريصين على هذه القيم.

هذه هي فرقة مشروع ليلى، نهدف لما هو جميل ومبدع. ليست هي لا فرقة شيطانية ولا فرقة ماسونية وليس لها أي هدف أو مشروع سري.

كيف تطورت أحداث الأسبوع الماضي؟

خلال الأسبوع الماضي، شهدنا تحاملاً واسعاً على فرقتنا. بدأ كل شيء مع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، قيلت فيه أشياء مريعة وبالتأكيد غير صحيحة. قيل إن تسمية ليلى إنما تشير إلى ليل الظلم الأبدي. سألنا عن الكاهن الذي أنتج الفيديو ففهمنا أنه صدر بحقه حكم كنسي تأديبي بوجوب تعليق جميع نشاطاته الكنسية. إلا أنه لم يلتزم بذلك.

لم تنقضِ ساعات حتى نشطت العديد من صفحات التواصل الاجتماعي. ما صدمنا هو حجم التهم وتحوير معاني الأغاني والأكاذيب وصولاً إلى فبركة الصور. الحملة المبرمجة وصلت إلى حد التهديد المباشر وإهدار الدم. بل تم إطلاق هاشتاغات كثيرة منها: #دمكم_عليكم، و#ما_رح_تقطع و#إذا_ما_التغى_نحنا_منلغي (أي الحفلة).

بعد تمادي هذا الخطاب، طلبت منظمات حقوقية من الدولة التدخل لوضع حدّ للمحاكمة ضدّنا في الشارع. لكن تم التحقيق معنا للمرة الأولى في مسيرة فرقتنا بشأن أغنيتين من مجموع أغانينا، من دون اتخاذ أي موقف لحمايتنا. ورغم أنه لم يتبين من التحقيق أننا ارتكبنا أي جرم جزائي، فإن الأمور لم تتغير أبدا وبقيت حالة التهجم على حالها. قلة كانوا يسمعون وغالباً ما كان الرأي المسبق يسبقنا حيث نذهب.

فرقة "مشروع ليلى" تخرج عن صمتها وتنتقد "الحملة المبرمجة" ضدها والتي "وصلت إلى حد التهديد المباشر وإهدار الدم"، وتقول: "الفرقة ليست لا فرقة شيطانية ولا فرقة ماسونية وليس لها أي هدف أو مشروع سري"
فرقة "مشروع ليلى" تخرج عن صمتها: "بقينا نحاكم في الشارع، يتحول كل من يرغب إلى قاضٍ يصدر الأحكام، وينفّذها بحقنا. هذا الأمر نعدّه خروجاً عن منطق الدولة، خروجاً يضرب في الصميم أي شعور بالأمان لدينا وأي قدرة على الفن والإبداع"

بقينا نحاكم في الشارع، يتحول كل من يرغب إلى قاضٍ يصدر الأحكام، وينفّذها بحقنا. هذا الأمر نعدّه خروجاً عن منطق الدولة، خروجاً يضرب في الصميم أي شعور بالأمان لدينا وأي قدرة على الفن والإبداع.

توضيح وتصحيح:

بدأ كل الهجوم علينا بنشر صورة للفنانة مادونا، قيل إن الفرقة كلها مسؤولة عن فبركتها. هذه الصورة لم تفبركها الفرقة ولم تنشرها أبداً على أي من صفحاتها. جلّ ما حصل هو أن أحد أعضائها نشر على صفحته في عام 2015 مقالاً كتبه الكاتب سكوت لونغ يحتوي على هذه الصورة، وهو مقال تناول تحويل الثقافة الشعبية لبعض الناس إلى أيقونات ثقافية، قبلما يعود ويحذفها عن صفحته في عام 2016. كل ما عدا ذلك من صور نسبت إلى الفرقة أو لأي من أعضائها هي صور مفبركة وملفقة وغير صحيحة.

أما عن كل التحوير والتفسير الخاطئ لبعض العبارات الواردة في أغنتين للفرقة من أصل 50 ("الجن" و"أصنام")، يهمّنا التوضيح بأن هاتين الأغنيتين تمت تأديتهما في لبنان منذ 2015 ولم يعترض عليهما أحد منذ ذلك. ونكتفي هنا بالقول والتذكير إن المعاني التي يحملها العمل الفني غالباً ما تختلف عن المعاني اللغوية المباشرة، وبخاصة إذا نزعت من سياقها. وهذا هو سبب كل هذا اللغط.

الموقف:

هناك مبدأ ثابت لدينا: وهو الحافز والدافع في عملنا: حبنا للوطن، لمجتمعنا. انطلاقاً من هذا الحب، يهمنا أن نوضح وأن نعلن:

ـ أننا نأسف حقيقة وبصدق تجاه أي شخص استشعر مسّاً بمعتقداته في أي من أغانينا. ونؤكد له وللجميع أن هذه الأغاني لا تمسّ بأي من المقدسات أو المعتقدات، وأن المسّ بمشاعره إنما حصل بالدرجة الأولى نتيجة حملات تلفيقية وتشهيرية واتهامات باطلة، كنا نحن أول ضحاياها ومن غير العادل تحميلنا مسؤوليتها. فاحترامنا لمعتقدات الآخرين راسخ بقدر احترامنا لحق الاختلاف، وما حصل أخيراً سيزيدنا حرصاً على ذلك.

ـ أن الظروف التي مررنا فيها والتي انتهت بقرار لجنة مهرجانات بيبلوس الدولية بإلغاء الحفل، كانت قاسية وضاغطة جداً. وقد شعرنا فيها بهشاشة الوضع في لبنان. وإذ نعمل جاهدين لتجاوز هذه المشاعر، فإننا نشكر جزيل الشكر جمهورنا الوفي وجميع الذين وقفوا معنا قولاً وفعلاً من منظمات حقوقية وثقافية وإعلامية محلية وعالمية وناشطين وأصدقائنا وعائلتنا، في هذه الفترة العصيبة، آملين أن نعود لنلتقيهم جميعاً حاملين إليهم أجمل ما لدينا. وعلى أمل أن يتم ذلك في أجواء أكثر تسامحاً وتقبلاً لما هو مختلف، في وطن يشبه فعلاً ما يتباهى به مقولة".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image