شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!

"دفاعاً عن المسيحية"... تحركات وتهديدات لمنع حفل "مشروع ليلى" في لبنان

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 22 يوليو 201908:30 م

"الإساءة للمقدسات المسيحية"، كان هذا الاتهام كفيلاً بانتشار الدعوة لإلغاء حفل لفرقة "مشروع ليلى" في بلدة جبيل اللبنانية. وتخطى الأمر الاستنكار عبر مواقع التواصل الاجتماعي وصولاً إلى الدعوة لتحركات على الأرض تقودها الكنيسة وانتشار تهديدات لأعضاء الفرقة. 

ودعت مطرانية جبيل المارونية، في بيان صدر في 22 تموز/يوليو، إلى إلغاء حفل "مشروع ليلى" ضمن مهرجانات جبيل الفنية، مشيرةً إلى أن دعوتها تأتي "بعد الاطلاع على أهداف الفرقة ومضمون الأغاني التي تؤديها، والتي تمس في غالبيتها القيم الدينية والإنسانية وتتعرض للمقدسات المسيحية".

"تعارض مع الإيمان المسيحي"

في البيان، قالت المطرانية إنها "تشجب شجباً قاطعاً إقامة الحفل المقرر في 9 آب/أغسطس المقبل، ضمن مهرجانات بيبلوس (جبيل) الدولية"، مضيفة: "جبيل مدينة التعايش والثقافة لا يليق بها استقبال حفلات مماثلة على أرضها وخصوصاً أنها تتعارض بشكل مباشر مع الإيمان المسيحي والأخلاق الدينية والإنسانية".

وطالبت المطرانية الجهات المختصة وكل المؤسسات الفاعلة في المدينة، لا سيما لجنة المهرجانات، بإيقاف عرض "مشروع ليلى" على "أرض القداسة والحضارة والتاريخ".

"إساءة وخطر على المجتمع"

من جهته، قال رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام عبدو أبو كسم إن "المركز كان منكبّاً منذ نحو عشرة أيام على درس ملف فرقة ‘مشروع ليلى‘ الذي يهين المقدسات في بعض أغانيه ويشكل إساءة إلى المجتمع وخطراً عليه".

وأضاف، في تصريح للوكالة الوطنية للإعلام، موضحاً أن المركز أجرى اتصالات مع نواب ومؤسسات في المدينة، بالإضافة إلى مسؤول رفيع في لجنة مهرجانات جبيل.

وشدد أبو كسم على أنه "سيكون لنا موقف حازم ككنيسة، وسنلجأ إلى القانون إذا لزم الأمر، فلا يجوز تحت ستار الحريات أن نهين الديانات"، لافتاً إلى وجود "اعتراضات من المرجعيات الروحية الإسلامية أيضاً على هذه الفرقة" وإلى أن "الكنيسة لن تسمح بأي مشروع أو حفل يهين مقدساتنا الدينية".

سنو يتحدث عن "رعب جماعي"

في مناسبات عديدة، تعرضت الفرقة لحملات سخرية وإهانات منصبة على الهوية الجنسية لعضو الفرقة حامد سنّو، لكن الحملة الحالية ركزّت على الجوانب الدينية، بعدما شارك سنّو مقالاً على موقع "فيسبوك"، مرفقاً بصورة للمغنية الأمريكية مادونا، اعتبرها البعض "مسيئة للمسيحية".

ورد سنو على هذه الحملة عبر حسابه على فيسبوك، في 21 تموز/يوليو، قائلاً: "للأسف في كمية تطرف هائلة وبلبلة على الفاضي. أكتر شيء مضحك بكل هل بلبله، أني بس حطيت مقال على صفحتي بيتعلق بالمغنية مادونا وكان بالمقال صورة، لا أنا عملتها، ولا أنا كتبت المقال".

وأضاف: "مش عم بفهم لوين وصلنا؟ حرية تعبير ما في. ماشي، هاجرت مثل نص البلد يلي مش حامل كمية القمع والتطرف، بس حتى حرية القراءة؟ طب ما تسكروا الإنترنت كلها فرد مرة مش أسهل؟". ثم تابع: "واضح إن محاولات المنع مش من ورا مقالات. بعدين يللي عاملينلي فيها إنهم عم يحموا أخلاق البلد، أقل شي بالأخلاق الواحد ما يكذب، لذلك بلا نفاق وكذب وحاج تنشروا أكاذيب أنني أنا يللي صنعت هذه الأشياء بمحاولاتكم التافهة بإيثار فتن أخلاقية ورعب جماعي".

مؤسسات وجهات لبنانية تدعو إلى إلغاء حفل فرقة "مشروع ليلى" بزعم إساءتها للمقدسات المسيحية وخطورتها على المجتمع... وأعضاء الفرقة يتلقون تهديدات 
فرقة "مشروع ليلى"، التي سبق أن واجهت دعوات منع وانتقادات في الكويت ومصر والمغرب والأردن بسبب المثلية الجنسية، متهمة الآن في لبنان بـ"إهانة المقدسات المسيحية"

لاحقاً، نشرت الفرقة توضيحاً على حسابها في فيسبوك جاء فيه أن أغنيات الفرقة لا تنتقص من القيم والأديان، مذكرة بأنها غنّت في مناسبات عديدة في بعلبك وعمشيت وحتى في جبيل نفسها. 

 

جدل لبناني عبر تويتر

تباينت مواقف اللبنانيين عبر تويتر، وعمت حالة من الاستنكار حول الدعوات للاعتداء على الفرقة وإلغاء حفلتها، كما تعجب البعض من "تفرغ" الكنيسة لملاحقة الفرقة، متناسيةً بقية مشكلات المجتمع.


وذهب منتقدون إلى اعتبار الحملة "موجة هيستيرية لدواعش مسيحية".


وبينما سخر آخرون من رداءة الغناء الذي تقدمه الفرقة، دعوا إلى دعمها دفاعاً عن "الحريات" والثورة ضدها من أجل "الفن".


في المقابل، دعم مغردون آخرون حملة منع الفرقة، مستنكرين "إهانتها المقدسات المسيحية".


سنوات من المنع والرفض

خلال عامي 2016 و2017، مُنعت حفلتان للفرقة في الأردن لـ "أسباب دينية واجتماعية أخلاقية" بحسب ما أشيع.

وشهد أيلول/سبتمبر 2017، قراراً قضى بمنع أي حفلة للفرقة في مصر بعدما رفع بعض الجمهور راية مجتمع الميم. ووصل الأمر إلى اعتقال عدد من المستمعين شهوراً عدة بتهمة "التحريض على الفسق والفجور".

وقررت الكويت منع حفل للفرقة في شباط/فبراير الماضي، بعد حملات معارضة لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ونقل عن وزارة الإعلام الكويتية آنذاك أنها "لم ولن تصرح للفرقة بإقامة أي حفل داخل الكويت تمسكاً بثوابتنا العقائدية".

ونهاية حزيران/يونيو الماضي، تسبب رفع راية مجتمع الميم خلال حفل الفرقة، ضمن مهرجان موازين الدولي السنوي في المغرب، بموجة من الاستنكار لدى الرأي العام المحافظ، دافعاً البعض إلى المطالبة بحظر إقامة الفرقة عروضاً في البلاد مستقبلاً.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image