"تقدمت ببلاغ للنائب العام، ضد علاء مبارك نجل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، أتهمه فيه بالتضامن مع جماعة إرهابية"، هذا ما أكده المحامي المصري سمير صبري لرصيف22، في 28 تموز/يوليو. وذلك في خطوة رآها البعض تبشر بـ"أزمة محتملة" بين نظام الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي وعائلة المخلوع حسني مبارك.

"يثير الرأي العام ضد النظام"

وقال صبري إنه اتهم في بلاغه نجل الرئيس الأسبق بـ"إثارة الرأي العام المصري ضد النظام، والتضامن مع جماعة إرهابية (في إشارة لجماعة الإخوان) بهدف هز الثقة بسمعة الدولة".

تأتي خطوة المحامي المقرب من الدولة، متزامنة مع حملة هجوم ضارية في وسائل الإعلام المصرية ضد علاء مبارك، من قبل إعلاميين، إما مقربين من النظام أو يعملون في قنوات مملوكة له.

بلاغ صبري ضد نجل مبارك، والذي حمل رقم "2123 لسنة 2019 بلاغات النائب العام"، أحيل في نفس اليوم، إلى نيابة أمن الدولة العليا للفحص والتحقيق، بحسب ما أكده المحامي لرصيف22، في إجراء بدى استثنائياً في ظل دولاب الإجراءات الطويل لحق التقاضي في مصر.

وكتب صبري في بلاغه أن علاء مبارك اعتاد التحريض في الفترة الأخيرة، من خلال تغريداته على مواقع التواصل الاجتماعي، ضد الدولة، بهدف إثارة الرأي العام،كما أنه هاجم وزيرة الهجرة المصرية نبيلة مكرم، وكتب عنها تغريدة استغلتها وسائل الإعلام المحسوبة على الإخوان في تشويه الدولة المصرية.

وكانت الوزيرة المصرية قد ظهرت في مقطع مصور خلال زيارة لها إلى كندا، وهي تقول إن كل من ينتقد بلادها من الخارج يستحق أن "يُقطع"، وانتقد علاء مبارك تصريحها في تغريدة له، قبل أن يعود ويحذفها.

وفي السنوات الأخيرة قدّم صبري العديد من البلاغات ضد شخصيات معارضة أو مختلفة مع النظام وسياساته، بحجة أنهم يسيئون لسمعة مصر. ففي تشرين ثاني/نوفمبر من العام 2017، تقدم ببلاغ إلى النائب العام ضد صنّاع الفيلم السويدي "حادثة النيل هيلتون" بدعوى أنه مسيء للشرطة المصرية،.

كذلك تقدم ببلاغ إلى النائب العام، ضد الفنانة شيرين عبدالوهاب بتهمة الإساءة لمصر، بعد حديث جانبي لها في إحدى الحفلات عن وجود "بلهارسيا" في مياه النيل.

وفي تشرين ثاني/نوفمبر من عام 2016، تقدم صبري ببلاغ ضد قناة الجزيرة القطرية بسبب عرضها فيلم "العساكر"، والذي اعتبره مسيئاً للجيش المصري.

أما في حزيران/يونيو من العام 2018، فتقدم المحامي ببلاغ آخر يطالب فيه بوقف عرض مسلسل "لا تطفئ الشمس" إذ ظهرت فيه شعارات مطبوعة على الطرقات تعارض السيسي.

الإعلام المصري يهاجمه، ونيابة أمن الدولة ستحقق في بلاغ يتهمه بالتحريض ضد الدولة والتضامن مع "الإخوان المسلمين"... تفاصيل الأزمة بين علاء مبارك ومقربين من النظام

القبض على "الأدمن"

وفي 9 تموز/يوليو، ألقت قوات الأمن المصرية القبض على المسؤول عن صفحة "أنا آسف يا ريس" على موقع فيسبوك، كريم حسين، وهو نفسه كان من المسؤولين عن إدارة حسابات علاء مبارك على مواقع التواصل الاجتماعي.

واعتادت صفحة "أنا آسف يا ريس" في الفترة الأخيرة بث منشورات تنتقد اتباع سياسات صندوق النقد الدولي ورفع الدعم عن السلع الأساسية وتدهور الوضع الاقتصادي، كما نشرت مقاطع مصورة لمبارك يحذر فيها من سياسات الغلاء خلال فترة حكمه.

وبحسب المحامي الحقوقي محمد كارم، فإن أزمة النظام المصري الحالي مع علاء مبارك، سببها أن له شعبية كبيرة بين مصريين من المؤيدين لسياسات والده.

ويقول كارم لرصيف22 إن "النظام بدأ يتخوف من نشاط علاء مبارك الكبير على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً وأن العديد من المصريين أصبحوا يقارنون بين الأوضاع في الوقت الحالي، وهي أوضاع لا ينكر أي شخص أنها صعبة جداً، وبين الأوضاع في عهد مبارك التي كانت أفضل من الناحية الاقتصادية على المصريين، خصوصاً الفقراء منهم".

ويضيف "النظام متخوف من أي شخص يمكن أن يهدد شعبية السيسي، لذلك فهو حريص على عدم السماح لأي شخص بأن يسرق الأضواء منه ويصبح هناك اهتمام إعلامي بما يقوله"، مشيراً إلى أنه يرى أن هذا البلاغ هو بمثابة تهديد لمبارك بأن يوقف أي طموحات سياسية لديه.

هجوم الإعلام المقرب من الدولة

وفي سياق متصل، بدأت وسائل إعلام مصرية حملة ضد علاء مبارك، ظهرت بشكل أوضح في موقع "اليوم السابع"، الذي يرأس تحريره الصحافي المقرب من النظام خالد صلاح.

على سبيل المثال نشر الموقع يوم 27 تموز/يوليو تقريراً بعنوان "مذيعو الإخوان فى تركيا يبايعون علاء مبارك ويدافعون عن الحزب الوطني".

وجاء في التقرير أن "قنوات مكملين، والشرق، ووطن، التابعة للجماعة الإرهابية، لم يخلُ برنامج بها إلا وخرج مذيعها مدافعاً عما يكتبه علاء مبارك عبر صفحته الرسمية بموقع التدوينات القصيرة تويتر، ومروجون له، مؤكدين أنه لا ينطق إلا صدقاً ولا يكتب إلا حقاً".

كما نشرت اليوم السابع رسماً كاريكاتورياً يظهر علاء مبارك وهو يمسك هاتفه المحمول ويغرد من خلاله، فيما تصفق له جماعة الإخوان وتقول له "برافو يا علاء".

وفي تقرير آخر حمل عنوان "لصالح من يلعب علاء مبارك؟.. يهاجم الحكومة ومنظومة الرياضة.. وإعلام الإخوان يحتفي"، جاء فيه: "دائماً يثير علاء مبارك الجدل، بطرح قضايا على موقع التدوينات القصيرة تويتر، فمرة يهاجم مسئول بالحكومة المصرية، وتارة يسخر من المنظومة الرياضية، وتارة يحاول تشويه قرارات الحكومة، فيما يقوم إعلام جماعة الإخوان الإرهابية بالاحتفاء بتغريداته وتدوينه على أعلى مستوى، الأمر الذي يثير تساؤلاً لصالح من يلعب علاء مبارك؟".

الحملة التي بدأتها "اليوم السابع"، ومن ثم بدأت تنتشر في باقي الصحف المقربة من السلطة، تعطي إنطباعاً وكأن هناك تعليمات سياسية بالهجوم على نجل مبارك.

وفي هذا السياق، نشرت صحيفة "صوت الأمة" تقريراً بعنوان "الطيور على أشكالها تقع.. وائل قنديل (الصحافي المعارض) يدافع عن علاء مبارك"، قالت: "الطيور على أشكالها تقع، مثل شعبي يجسد المرحلة التي نعيشها، والتي يظهر فيها المخبرون جنباً إلى جنب اللصوص، ليس لشيء سوى التخطيط لهدم الوطن ومؤسساته، تماماً كما هو الحال بين الجماعة الإرهابية وعلاء مبارك، نجل الرئيس المعزول".