"بنشتم ونحرض، والدولة عارفة.. عن إعلام التحريض والتشهير في مصر"، هذا هو العنوان الذي اختارته "الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان" لتقريرها الذي يوثق "انتشار الخطاب التحريضي في أغلب وسائل الإعلام المصرية"، في الوقت الذي تتبع فيه معظم هذه الوسائل الدولة وأجهزتها "السيادية" بشكل مباشر.
وبحسب تقرير نشرته الشبكة العربية، ومقرها القاهرة، يوم 28 تموز/يوليو، فإن "الصياح والعراك والتخوين والتضليل"، باتت تنتشر بدرجة كبيرة في المواد التي تعرضها وسائل الإعلام في مصر، أو ما تبقى منها.
ووفق المنظمة فإن جميع التجاوزات التي تحدث في الإعلام المصري تتم على مرئى ومسمع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، و"الذي يُعاقب صحف وبرامج أخرى بدعوى انتهاكها قيم المهنة. والحقيقة أن هذا المجلس برئيسه يتغاضون غالباً، عن انتهاكات جسيمة في حق المهنة وحق المجتمع ككل، فقط لأنها انتهاكات تخدم السلطة وتدعم النظام".
ويأتي تقرير المنظمة المصرية بعد مرور ثلاثة أعوام من تشكيل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وهو كيان يرأسه الصحافي المصري المقرب من النظام مكرم محمد أحمد. ويرى التقرير أنه "بدأ السيطرة شبه الكاملة على ‘الكلمة’ سواء المسموعة أو المقروءة"، حيث "فرض سلطة عقابية تستخدم بشكل غير عادل ضد معارضي النظام، في حين يتغاضى بشكل فج عن مخالفات جسيمة من رموز إعلامية وصحافية مؤيدة للنظام".
وذكر التقرير نماذج لما أطلق عليها "إعلام الدم والسب"، ومنها ما يقدمه الصحافي المقرب من السلطة محمد الباز في برنامجه "90 دقيقة" على فضائية المحور الخاصة.
ويرى التقرير أن قناة المحور، من أبرز القنوات المصرية "في الانتهاكات المستمرة" حيث يتخلل برامجها "كذب وتحريض وسب وقذف"، وبرنامج محمد الباز يقدم نموذجاً جيداً على ذلك.
وكان الباز قد ظهر في إحدى حلقات برنامجه 90 دقيقة يوم 12 أيلول/سبتمبر من العام 2018، وحرض بشكل مباشر على معارضين مصريين متهمين في قضايا قيد التحقيقات، كما شكك في جدوى القانون والمحاكمات، وأكد على ضرورة قتل هؤلاء المعارضين بشكل مباشر من قبل أي شخص.
وقال الباز: "هؤلاء الناس يستحقوا القتل، لو حد مصري يطول (المعارض البارز) أيمن نور يقتله، يطول (المذيع) معتز مطر يقتله، يطول (المذيع) محمد ناصر يقتله، هتقولي بتحرض على قتلهم، هقولك آه، وغيرهم كل القيادات الإخوانية وكل الإعلاميين بتوعهم، اللى يطول حد منهم يقتله"، متابعاً "هتقولي قدم بلاغ ضدهم بالتحريض ونشر أخبار كاذبه، لا يا أخي إزاي، الأمر مش محتاج دعاوى تاخد وقت ورقم، قضايا ايه ودعاوى إيه؟".
كما قام الباز، بسب وقذف الكاتب المصري علاء الأسواني في حلقته بتاريخ 30 نيسان/أبريل من العام الجاري، حيث قال نصاً: "لما تكتب طول الوقت كأن لا شيء يحدث في مصر، يبقى أنت راجل مجنون ومختل"، وتابع: "معارض أبدي ده لازم يكشف على قواه العقلية، بياخد فلوس مقابل هذه المعارضة".
نموذج آخر تناوله تقرير المنظمة هو المذيع عمرو أديب، والقناة التي يعمل بها أون تي في (يسيطر جهاز المخابرات عليها)، ويقول التقرير إن القناة كانت منبراً للثورة والإعلام المهني في فترة الثورة المصرية، لكنها تحولت إلى منصة للصياح والصراخ "بهدف زيادة المشاهدة عن طريق الخلافات والفضائح والصوت العالي الذي تتميز به برامجها من بعد أحداث 30 يونيو، وعلى رأسهم برنامج كل يوم الذي يقدمه عمرو أديب".
وفي حلقة من البرنامج بتاريخ الأول من تموز/يوليو من العام 2017، وجه أديب سب وقذف علني بألفاظ واضحة ضد دولة قطر، والمذيع في قناة الجزيرة القطرية جمال ريان.
وقال أديب: "لقيت الواد بتاع الجزيرة، مأجرين واد لطخ علشان يشتمني، مضطر أقل أدبي قوي، أمهات المصريين يضربوك بالجزمة"، وتابع: "أمهات المصريين ضحوا بعيالهم علشان أنت و ‘أمك’ تعيشوا، والعيال ماتوا علشان ‘أمك’، إلا أمهات المصريين يا كلب، يا كلب سيدك كلب، بكرة تتعلق من رجليك وتترمي في الزبالة يا مرتزق، إيه الوساخة دي، كلب".
تقرير حقوقي لـ"الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان" يتحدث عن انتشار الخطاب التحريضي في أغلب وسائل الإعلام المصرية، خصوصاً تلك المقربة من السلطات... ما أبرز ما جاء فيه؟
بحسب تقرير "بنشتم ونحرض، والدولة عارفة... عن إعلام التحريض والتشهير في مصر"، فإن "التحريض والعراك والتخوين والتضليل"، باتت تنتشر بدرجة كبيرة في الإعلام المصري
تناول التقرير نموذجاً آخر، وهو الإعلامي توفيق عكاشة، والذي يقدم برنامج "مصر اليوم" على شاشة قناة الحياة المصرية (يسيطر عليها جهاز المخابرات)، ويقول التقرير إن البرنامج يبث "ثقافة غوغائية وتضليل وأكاذيب مستمرة ممزوجة بأسلوب من الصياح والتجاوزات اللفظية المستمرة على كثير من فئات المجتمع".
وإلى جانب النماذج السابقة، وثق التقرير كذلك تجاوزات إعلامية ظهرت في برامج "على مسؤوليتي" الذي يقدمه المذيع أحمد موسى، والمقرب من الأجهزة الأمنية، على شاشة فضائية صدى البلد. و"العاصمة" الذي يقدمه الممثل المغمور تامر عبد المنعم على شاشة فضائية العاصمة. وبرنامج "بالورقة والقلم"، الذي يقدمه نشأت الديهي على فضائية تن.
والإعلام المطبوع أيضاً
تناول التقرير أيضاً نماذج من التجاوزات الإعلامية في وسائل الإعلام المصرية المطبوعة، ومنها على سبيل المثال ما جاء في صحيفة اليوم السابع المصرية (المقربة من جهاز المخابرات)، من خلال مقالات الصحافي دندراوي الهواري، الذي يقول التقرير إن اسمه راج مقترناً بالهجوم والسب ضد المعارضين.
وكتب الهواري في مقال نشر يوم 30 آذار/مارس من العام الجاري بعنوان "خالد أبو النجا وعمرو واكد بالكونجرس.. بطولة هابطة +18 بفيلم خيانة الوطن". عبارات عدة منها "مواقع مواسير المجارى والمراحيض العامة"، و"من عينة خالد لا مؤاخذة أبوالنجا"، و"المطرب على ما تُفرج محمد عطية".
نموذج آخر، هو صحيفة الأهرام الحكومية، التي وصفها التقرير بأنها تمارس "تضليل واضح للرأي العام وكذب صريح"، خصوصاً "في مقالات صحافي له عمود ثابت، يدعى عمرو عبد السميع، الذي طالب صراحة بمحاسبة ثوار يناير، الثورة التي يعترف بها رسمياً الدستور الحالي، بل وقدم بعض الأسماء وحرض عليهم وطالب الشعب بأخذ حقه منهم".
وفي مقاله "إسراء ومستشارو مرسي" المنشورة بتاريخ 14 تشرين الأول/أكتوبر من العام 2018، كتب عبد السميع: "هناك مئات آخرين قادوا عملية هدم الدولة فى يناير 2011 ينبغى أن يأخذ الشعب حقه منهم".
وإلى جانب اليوم السابع والأهرام، رصد التقرير لما قال إنه انتهاكات إعلامية تحدث في صحف الأسبوع، وروزاليوسف.
ورفض مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، في اتصال هاتفي مع رصيف22 التعليق على تقرير "الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان"، قائلاً إنه يرفض الرد على تقارير لا يعرف القائمين عليها أو الهدف منها.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع