أعلنت محافظة المثنى (جنوب العراق)، في 27 تموز/يوليو، العثور على مقبرة جماعية جديدة تضم رفات أسرى كويتيين فقدوا خلال حرب الخليج في تسعينيات القرن الماضي.
وفي بيان رسمي، قال محافظ المثنى أحمد منفي جودة: "عثرنا اليوم على مقبرة جماعية تشير المعلومات الأولية إلى أنها لأسرى كويتيين أعدمهم النظام البائد (نظام الرئيس السابق صدام حسين) في بادية المحافظة".
وأضاف: "جاء ذلك بعد معلومات أمنية واستخبارية"، لافتاً إلى أن "الحكومة المحلية أبلغت الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية للتثبت من المقبرة".
جثث كويتية في موقعين عراقيين
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أعلنت، في 20 حزيران/يونيو الماضي، العثور على رفات أسرى كويتيين في محافظة المثنى.
وقالت اللجنة في بيان آنذاك: "اكتشاف رفات عدد من الأشخاص (غير محدد) في المثنى، وتحديداً قضاء السماوة، ممن يظن أنهم فقدوا جراء النزاع (حرب الخليج الثانية)، يمنح الأمل بإعطاء بعض الأجوبة".
وأوضحت أنه عثر على "الجثث، التي يظن أنها تعود لمواطنين كويتيين من المدنيين وأسرى الحرب، في موقعين".
ولفتت اللجنة إلى أنه جرى استخراج الجثث بشكل كامل، وإيداعها لدى دائرة الطب العدلي في بغداد، لاستخراج الخريطة الجينية (DNA)، ومطابقتها لاحقاً مع البصمة الوراثية لعوائل المفقودين في تلك الفترة".
كما تحدثت اللجنة عن جهود مشتركة وحثيثة بين السلطات الكويتية والعراقية واللجنة الدولية للصليب الأحمر للبحث عن المفقودين، في مجال جمع المعلومات وتحليلها، والتوصل إلى شهود جدد، والتقاط صور الأقمار الصناعية التي من شأنها تسهيل عمل الفرق الميدانية على الأرض.
أزمة الأسرى والمفقودين
وبعد اتهامها بسرقة النفط العراقي وتدبير "مؤامرة نفطية" ضده، غزا الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين الكويت مطلع آب/أغسطس عام 1990 معلناً إياها "المحافظة العراقية الرقم 19". وذلك قبل أن تقود الولايات المتحدة تحالفاً عربياً دولياً لصد العدوان العراقي، نجح في "تحرير الكويت" نهاية شباط/فبراير عام 1991.
وظلت القطيعة بين البلدين حتى استؤنفت العلاقات بينهما في عام 2003، عقب الغزو الأمريكي للعراق وإسقاط نظام صدام حسين. ومنذ عام 2003 بدأ التعاون العراقي الكويتي للعثور على المفقودين من الجانبين.
وفي فترات متباعدة، كان يتم الإعلان عن العثور على رفات بعض الأسرى الكويتيين، ثم أعلن قائد شرطة البصرة، في شباط/فبراير الماضي، تسليم الكويت رفات 300 من 613 أسيراً كويتياً فقدوا في العراق، لافتاً إلى أنه جرى الكشف عن الرفات على مدار الـ15 عاماً الماضية، كان آخرها في محافظة ذي قار الجنوبية.
وتقدر الكويت، حالياً، عدد المفقودين من مواطنيها منذ دخول الجيش العراقي الكويت في عام 1990 بـ 320.
ولا يزال العراق يدفع فاتورة غزوه الكويت حتى الآن، إذ حصلت شركة كويتية على عشرات الملايين من الدولارات تعويضات عن الغزو، وفق ما أُعلن في 23 تموز/يوليو الجاري.
وسبق أن عُثر في العراق على العديد من المقابر الجماعية التي ضمت رفات معارضين لنظام صدام حسين في محافظة المثنى الجنوبية النائية. وشهد يوم 23 تموز/يوليو الجاري، العثور على مقبرة جماعية تضم 70 رفاتاً لنساء وأطفال أكراد أعدمهم النظام السابق في منطقة الشيخية ببادية السماوة في محافظة المثنى، بحسب المسؤولين العراقيين.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...