شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!

"أفكر بعقل رجل وأتصرف كامرأة"... كيف ترى نادين نجيم عقل المرأة؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 24 يوليو 201904:51 م

"أفكر بعقل رجل وأتصرف كامرأة"... بهذا العنوان ظهرت ملكة جمال لبنان لعام 2004 والممثلة نادين نجيم على غلاف مجلة "لها" في 23 تموز/يوليو، مثيرة الجدل مجدداً حول معتقداتها تجاه المرأة. وسبق أن صرّحت بأنها ضد المساواة بين الجنسين. 

واعتبر بعض روّاد التواصل أن في هذه العبارة تحجيماً لعقل المرأة وتأكيداً على محدوديته في اتخاذ القرارات، وهو ما دفع نجيم "لتفكر بعقل رجل"، لتردّ الممثلة اللبنانية في تغريدة على تويتر: "للتوضيح: (أفكر كرجل وأتصرف كإمرأة) هو مقتبس عن عنوان أحد الكتب المفضلة لدي للكاتب ستيف هارفي، وهو من أكثر الكتب مبيعاً في العالم".

وتابعت: "لذلك توجيه الإهانات لي تبعاً للتفسير الخاطئ للعنوان ينم إما عن الجهل أو الإساءة المتعمدة. كما أنني إمرأة وأفتخر بنفسي وبعقلي كما افتخر بجميع النساء".

ولكن توضيحها هذا زاد من تورطها إلى حد ما. هل قرأت نادين الكتاب؟

يتحدّث ستيف هارفي في كتابه "تصرفي كسيدة وفكري كرجل" الذي روّجت له نجيم بشكل رئيسي عن الطرائق التي من خلالها قد تصل النساء إلى قلوب الرجال و"يحصلن على خاتم الزواج" في نهاية المطاف، إذ يطلع هارفي القرّاء (النساء بشكل خاص)، على طريقة تفكير الرجل.

ومن النقاط التي سلّط الكاتب الضوء عليها هي ابتعاد الرجال عن النساء اللواتي يقلن إنهن "مستقلات، ولا يحتجن إلى رجل في حياتهن"، مشيراً إلى ضرورة أن يشعر الرجل بأنه هو من يوفر "الحماية" للمرأة، وإلا فسيكون "بلا فائدة".

وأشار الكاتب إلى أنه حين يتعرف رجلٌ إلى امرأة أعجبته، يدور في مخيلته أمران: "الأول: ممارسة الجنس معها، والثاني: كم سيستغرق الأمر لتحقيق ذلك". 

هذه لمحة عن الكتاب، الذي قد تتسارع الفتيات المغرمات بملكة جمال لبنان السابقة لقراءته. عدا تقديمه المرأة سلعة جنسية، يتجاهل الكاتب قدرتها على إيقاع رجل بحبها، كما يُظهر أن فشل العلاقات يعود إلى تفكير المرأة التي لا تتدارك كيفية اتخاذ قراراتها، وهو ما يجعلنا نتساءل: كيف ترى نادين نجيم المرأة؟

نادين نجيم تروّج لكتاب يقدم المرأة سلعة جنسية، ويلوم قدراتها العقلية إذا فشلت في علاقة عاطفية… كيف ترى نجيم عقل المرأة لتقول إنها "تفكر بعقل رجل وتتصرف كامرأة"؟
"أفكر بعقل رجل وأتصرف كامرأة"، "لا أعارض كف (على الوجه) عالماشي من باب الغيرة"، "التمرد ليس الطريق الصحيح لتنعم المرأة بحريتها"... فنانات عربيات ينتقصن من حقوق المرأة.

ضد المساواة بين الجنسين

لم تكن عبارة "أفكر بعقل رجل وأتصرف كامرأة" لتثير هذه الزوبعة، لولا تصريح سابق لنجيم، قالت فيه إنها "ضد المساواة بين الرجل والمرأة"، رداً على سؤال "هل تسمحين لابنك بإقامة علاقة جنسية مع فتاة يحبها في عمر الـ18؟".

وقالت نجيم آنذاك إنها ستشجعه على ذلك، لأنه 'رجال بالنهاية'، ولا يعيبه شيء، بينما لن تسمح لابنتها بإقامة علاقة جنسية قبل الزواج". وأضافت: "بالعكس يجب على الرجل أن يخوض علاقات عدة، ويعيش حياته، ليُسعد زوجته حين يتزوج".

وتابعت: "أنا ضد المساواة. يجب على المرأة أن تبقى امرأة، ولو ساووني بالرجل، فسأشعر أنني رجل". 

وبعد سنوات من تصريحها هذا، أطلّت في نيسان/أبريل الماضي في مقابلة أُخرى لتوضّح: "كنت حاملاً بابنتي، وأعرف جيداً المجتمع حولي. اختبرت الحياة، ولذلك أقلق على ابنتي أكثر مما أقلق على ابني". 

وأشارت إلى أنه لا يمكن إنكار حقيقة أن المجتمع يقسو على المرأة أكثر من الرجل، مضيفة: "ماذا كان من المفترض أن أقول؟ نعم سأعامل ابنتي مثل ابني وسأسمح لها بقيام علاقة جنسية قبل الزواج؟ سيتهمونني بالفجور والفسق وأبشع الاتهامات"، مؤكدة من جديد: "نعم أخاف على ابنتي أكثر من ابني، وهذا شيء طبيعي". 

ليست وحدها

ليست نجيم الأولى ولن تكون الأخيرة. فقد أشارت أكثر من فنانة عربية إلى الفكرة المتداولة ومفادها أن "المرأة هي عدوة المرأة". ومنهن الفنانة اللبنانية ميليسا، التي كشفت خلال مقابلة تلفزيونية في شباط/فبراير الماضي عن أنها لا ترفض تعنيف المرأة، إذا كان "كفاً خفيفاً" على الوجه، من باب "الغيرة أو كذا أو شي"، على حد تعبيرها، دون تقديم معنى لـ"الكذا والشي"، ولكنها في الوقت نفسه "ضد تعنيف المرأة".

وحينما سألها المذيع اللبناني بيار رباط هل ضربها أحد، قالت "لا، ضاربة كف"، مشيرة إلى أنها تؤيّد تعنيف الرجل، من جهة أخرى.

في سياق متصل، كانت المغنية الإماراتية أحلام قد سخرت من مطالبة السعوديات بحق قيادة السيارة، معارضة ذلك بحجة أنه "لا يجوز أن تقود النساء السيارات في بلاد الحرمين".

وقالت في مقابلة تلفزيونية عام 2014: "تخيّل امرأة تقود السيارة في السعودية وهي تقول 'يلا نروح عمرة بنات'. لا أدري، أشعر أنّ هذا الأمر غير صحيح".

وتراجعت أحلام عن رأيها هذا في 24 حزيران/يونيو 2018 حينما سُمح للمرأة بالقيادة في السعودية، إذ حرصت على تهنئة النساء في ذاك اليوم الذي وصفته بـ"التاريخي" قائلةً: "السعادة اللي شهدتها في عيونكم أسعدتني بالرغم من إني كنت ضد السواقة في السعودية بشكل عام، ولكن فعلاً هو حق للمرأة السعودية الناجحة في كل مجالاتها".

حصر حقوق المرأة 

واتُهمت الفنانة نجوى كرم عام 2016 بالإساءة للمرأة اللبنانية بعدما صرّحت بأنها "ضد أن تزيد حقوق المرأة عن حدها، وتقل رجولية الرجل عن حدّها"، مضيفة: "بخاف يصير الرجال بالآخر يقوم يسهر مع الأولاد بالليل والمرأة تيجي تقول له أنا تعبانة اليوم قوم إنت اعمل حليب للولد، والصبح يقول لها شو طابختيلنا تجيبه أنا مش قادرة اليوم، عندي شغل". 

وعارضت كرم كذلك عمل المرأة إلا إذا كان زوجها "بحاجة مادية، لا لتعبئة وقتها".

وتابعت: "بدك تنظفي بدك تطبخي. أنا بفضل تكوني بقمة أنوثتك وجمالك قدام مشروع هالحياة، الزواج وتربية جيل صالح لا يُترك للخدم". 

وبعدما تعرضت لنقد لاذع، أوضحت: "بدنا نفرّق بين حق المرأة الاجتماعي، وبين دورها بالحياة"، مشيرة إلى أنها ليست "ضد تحقيق وجودها ونجاحها" إذا كان ذلك متوازياً مع "واجباتها وأهمية دورها بتأسيس عائلة".

"لا للتمرد"

وانتقدت الفنانة الكويتية نهى نبيل في تشرين الثاني/نوفمبر 2018 بعض الحسابات المدافعة عن حقوق المرأة على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلةً إن هذه الحسابات "تُعلّم الفتيات كيفية الدفاع عن حقوقهن بطريقة خاطئة، عبر التمرد على كل شيء... على الأهل والتقاليد والمجتمع، وكأننا نعيش في غابة ونخوض حرباً".

ولفتت إلى أن "الفتيات الصغيرات يتأثرن بذلك ويصدقن أن التمرد والعناد هما الطريقة الوحيدة لتنعم المرأة بحريتها"، داعيةً المرأة إلى الحصول على حقوقها بـ"طريقة راقية"، لا من خلال تمرّدها.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard