"من الآخر ولنقطع الشك باليقين، أنا مع الحريات الشخصية وضد المحاكمات الاجتماعية المرتبطة بتابوهات يرسمها كل مجتمع على مزاجه. وبالتالي أنا مع حقوق المثليين"... هذا ما أعلنته الممثلة السورية سوسن أرشيد مساء 21 تموز/يوليو بعد نحو 10 أيام من نشرها مقطعاً من أغنية "I don't give a fu*k" (لا يهمني شيء) لشقيقها ميغا أرشيد.
جاء رد أرشيد بعدما استعرضت بعض التعليقات التي تلقتها إثر إعلانها ذاك، ومن بينها "إن شاء الله بتموتي"، قائلةً: "هذه بعض النماذج الموجودة على صفحاتنا واللي الكل بذبح حاله ليجمّع لايكاتهم (إعجاباتهم على المنشورات)، وأضافت"في كتير من هدول و18+، كمّل ولا بكفي؟".
وكانت أرشيد قد نشرت صورة مع شقيقها ميغا قبل نحو سنتين، متلقية تعليقات مشابهة من قبيل: "متأكدة أنه شب؟" و"فكرته أختك"، وهذا ما دفعها لإنهاء المسألة بطريقة قد تكون غير مباشرة، إذ لم تؤكد أو تنفي مثلية شقيقها.
أما زوج أرشيد، الممثل السوري مكسيم خليل، فاكتفى بالقول: "أنا حبيت"، علماً أن من أخرج الكليب كان شقيق سوسن وميغا، جميل أرشيد.
أدافع عنها كإنسان
بعدما ترددت في البوح عن موقفها من المثلية الجنسية، قائلةً في مقدمة حديثها: "هذا رأيي الشخصي، لا أستطيع قوله عبر التلفاز"، عادت الممثلة السورية ديما بياعة لتدافع عن حقوق المثليين رداً على سؤال الممثل السوري باسم ياخور في برنامجه "أكلناها"، وهو "هل أنت مع المثلية أم ضدها؟".
وتابعت: "مع احترامي لجميع الأديان ولكل الآراء، ليس لي علاقة بخيارات الأشخاص الجنسية".
وحين قال لها ياخور إن "الدين يرفض المثلية"، ردّت: "لا أتحدث عن الموضوع بشكل ديني. الدين يرفض العديد من الأشياء التي يقوم بها المجتمع"، معلقة على أن "مجتمعاتنا تتقبل رجلاً ثمانينياً يتزوج فتاة قاصراً، وتتقبل امرأة ثمانينية تتزوج من شاب عشريني، وتتقبل رجلاً يضرب زوجته لأنه لا يعرف أن يقيم علاقة جنسية بدون الضرب… ولكنها لا تتقبل المثلية الجنسية".
واختتمت حديثها بالقول: "لا علاقة لي بالخيارات، لا علاقة لي بالمثلية الجنسية، ولكنني أدافع عنها كإنسان".
"#كفاية_عك"
يخوض الممثل المصري خالد أبو النجا معارك شبه يومية على تويتر مع رهاب المثلية الجنسية. وفي إحدى تغريداته قال: "ده جهل لأنها 'صفة' شخصية وليست الفعل الجنسي، المثلية ليست اختياراً ولا مرضاً ولا انحرافاً بل طبيعة إنسانية والعلم الحديث يؤكد ذلك"، مرفقاً هاشتاغ "#كفاية_عك".
وتعليقاً على تقرير نُشر في رصيف22 عن شاب ليبي مثلي احتجزته "قوات الردع الخاصة" المعروفة بتشددها والتابعة لـ"حكومة الوفاق الوطني" الليبية وعذّبته، تساءل أبو النجا: "إلى متى هذا الجهل بالأمور؟ إلى متى يتعرض المثليون للظلم وللتعذيب كما تعرض أصحاب البشرة السوداء للعبودية يوماً ما؟".
وتابع: "كفى صمتٌ. كفى جهلٌ. لن يتوقف الظلم إلا إذا وقفنا جميعاً ضد كل هذا الظلم والجهل. للمرة الألف ليست المثلية اختياراً ولا مرضاً. إنما المثلية هي صفة يولد بها البعض".
"أنا مع الحريات الشخصية وضد المحاكمات الاجتماعية المرتبطة بتابوهات..."، ردت الممثلة السورية سوسن أرشيد على شتائم وصلتها نتيجة مشاركتها أغنية لشقيقها، لتنضم إلى فنانين رفضوا إدانة المثلية الجنسية والوصاية الأخلاقية للمجتمع
"مجتمعاتنا تتقبل رجلاً ثمانينياً يتزوج بفتاة قاصر... لكنها لا تتقبل المثلية"... فنانون عرب بينهم ديما بياعة وزياد الرحباني ومايا دياب وآسر ياسين وإليسا يكسرون قواعد المجتمع
وأوضح أبو النجا سابقاً أنه يقول "ما يمليه عليه ضميره"، مشيراً إلى أن "المثليين ولدوا بميول رومانسية لنفس الجنس وأن هذا موثق علمياً ومؤكد ككروية الأرض"، وأن "جهل هذه الحقائق هو ما ينقص المجتمع لفهم ما يعانيه المثليون".
دفاعه عن المثلية الجنسية، أتاح لبعض وسائل الإعلام المصرية "فرصة" لمعايرته بها، رغم أنها بالنسبة إليه بعيدة كل البعد عن أية "إساءة".
فلمعارضته نظام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اختارت مجلة "حريتي" المصرية صورة مفبركة تجمعه مع الممثل عمرو واكد كما لو كانا في مسبح متعانقين، ونشرتها على غلافها في نيسان/أبريل الماضي، مع عنوان: "عملاء وأشياء أخرى"، وذلك للنيل من الفنانين بعد شهادتيهما أمام الكونغرس الأمريكي حول واقع الحريات في مصر وما أعقبها من مطالبات بإسقاط الجنسية المصرية عنهما.
صحيفة "اليوم السابع" خوّنته كذلك، معنونة أحد تقاريرها: "'الانبطاح' يلازم خالد أبو النجا...".
وجاء في نص التقرير: "الانبطاح ليس أمراً جديداً على الممثل خالد ابو النجا أو 'الممثل الأصفر' كما يُطلق عليه في الوسط الفني، لتأييده المثلية الجنسية، وأنه أصبح داعماً للمثليين في جميع فعالياتهم ومشاركاً حتى أصبح 'معروفاً' بينهم ولم يقتصر الأمر على كونه من المؤيدين للمثلية فقط بل أصبح يتحدث نيابة عنهم ويدافع عن حقوقهم كما يزعم، ويروج لأفكارهم عبر وسائل التواصل المختلفة".
لم يستسلم أبو النجا. لا يزال يواصل دفاعه لتوعية متابعيه، أو على الأقل للرد على من يهاجمه كلما تطرّق للمثلية الجنسية.
أحيت حفلاً في نادٍ خاص بالمثليين
بدورها، لم تتردد الفنانة مايا دياب في دعم حقوق المثليين علناً، ولم تخف من "خسارة" بعض جمهورها.
اللافت أن دعمها لم يكن مجرّد تصريح في مقابلة تلفزيونية، ولا تغريدة على تويتر، بل بإحيائها حفلاً غنائياً في نادي "بوش" (شمالي بيروت)، الخاص بالمثليين في التاسع من أيلول/سبتمبر 2016.
هاجمها العديد آنذاك، واتهمتها بعض المواقع الإخبارية الصفراء بـ"الترويج للشاذين". وبدلاً من إلغاء الحفل، أو التهرب من مواجهة الهجوم، قالت دياب: "إلى ذوي العقول المريضة، في كل المجالات، الذين يعيشون في النكران، ويحكمون على الآخرين، ويرفضون تقبلهم، لدي سؤال واحد: قولوا لي انتو مين؟ افتحوا عقولكم قبل أن تفتحوا أفواهكم. تعلموا أن تتقبلوا بعضكم بعضاً. الموسيقى ليس لها حدود، ولا عرق، ولا دين".
وقالت دياب، في مقابلة مع المذيع اللبناني هشام حداد، إن ما فعلته "ليس عيباً، بل العيب ما قيل من الصحافة وما كُتب عن الموضوع"، مشيرة إلى أن المثلية الجنسية "شيء عادي بين الناس، وأن الذين كتبوا مثل هذه الأخبار يختبئون وراء أقلامهم نظراً لمجتمعاتهم المغلقة".
ولفتت إلى أنها تهتم بأفعال الإنسان، لا بخياراته الجنسية، مؤكدة أن "حديثها هذا ليس فلسفة بل هو كلام نابع من داخلها ومن قهرها من كل شخص يحاسب الآخر ويكتب كلاماً غريباً عنه (لعدم قبوله الاختلاف)".
أحترم حرية الاختيار والاختلاف
في سياق متصل، أعربت الفنانة إليسا عن تأييدها حقوق المثليين جنسياً، رداً على بضعة أسئلة وُجهت إليها على تويتر، قائلةً إنها تحترم خيارات الجميع.
وبالتزامن مع إصدار القاضي ربيع معلوف حكماً يقضي بأن المثلية الجنسية حق وليست جريمة، أعلنت الفنانة كارول سماحة كذلك تأييدها حرية الاختيار قائلة: "كل الاحترام للقاضي ربيع معلوف الذي تحدى السلطات الدينية، وحكم بأن المثلية حق طبيعي وليست جريمة".
وخلال استضافتها في برنامج "عايشة شو"، سألتها المذيعة التونسية عائشة بوجبل عن تصريحها "الذي يخالف الطبيعة والفطرة وأي حاجة في الدنيا"، على حد تعبيرها، قالت سماحة: "لم أقل إني أشجع المثلية الجنسية. ولكنهم خلقوا كذلك، لن أحكم عليهم بالإعدام. فأنا أحترم الإنسان كيفما كان، واحترم اختلافه عني".
عالم الحرية والحب والتسامح
في شباط/فبراير الماضي، أطلقت الفنانة هيفاء وهبي خط أزياء جديداً يحمل اسم "Beau Voyou"، ملمحةً إلى أنها تدعم المثليين من خلاله بقولها إنه "عالم الحرية والحب والتسامح".
ونشرت وهبي على إنستغرام صورة لإحدى قطع علامتها التجارية، وهي سترة جلدية مزينة بشرائط ألوان قوس القزح (الراية الناطقة باسم الأقليات الجنسية)، قائلةً: "من قلب بيروت لكل العالم، رسالة حب بكل ألوانه لكل شب وصبية بآمنوا بالحب".
ونظراً لاهتمامها بـ"المساواة"، قالت وهبي إن علامتها التجارية ستضم ملابس للرجال كذلك، مضيفة: "استعدوا للاحتفال بالحب غير المقيد وغير المحدود".
هجوم على نانسي
كانت الفنانة نانسي عجرم قد تعرضت لهجوم حاد في آب/أغسطس الماضي بعدما تداولت مواقع إخبارية، من بينها النهار اللبنانية، طلب مدير أعمالها جيجي لامارا من الجهة المنظمة لحفل أحيته في السويد ضمن فعاليات مهرجانات غوتنبرغ الثقافي، بالتزامن مع "أسبوع الفخر"، عدم رفع أعلام قوس القزح الداعمة للمثلية الجنسية.
التزمت عجرم الصمت خمسة أيام، وهذا ما أكد للكثيرين صحة الخبر، و"عدم تأييدها للمثليين جنسياً"، لتخرج وتقول: "يهمني توضيح نقطة أساسية جداً وهي أنني وإدارة أعمالي لا علاقة لنا على الإطلاق بموضوع أعلام المثليين وأن إزالة الأعلام تم بقرار من منظم الحفل وليس منا".
وتابعت: "يهمني أيضاً أن أوضح لمرة واحدة وأخيرة أنني أحترم خيارات جميع الناس من دون أي تفرقة وتمييز، ولم أكن يوماً في موقع الإدانة أو الأحكام المسبقة لأي كان، خصوصاً أن الحياة الشخصية أمر يتعلق بالإنسان نفسه ولا علاقة لأحد بها، وواجبنا أن نحترم ذلك". وتكون عجرم بذلك قد انضمت للأصوات المؤيدة، ولكن تأييدها هذا أتى بعدما وُضعت في مأزق لم تتدارك الخروج منه بسرعة.
"مشروع ليلى"
تدعم "فرقة مشروع" ليلى الممنوعة في مصر والأردن، المثلية الجنسية كذلك، علناً من خلال أغانيها، وهو ما يعرضها للكثير من الانتقادات أينما حلّت، خاصةً بسبب وجود مثلي الجنس بين أعضائها، وهو حامد سنّو، الذي تعرّف على مثليته الجنسية في سن المراهقة، مؤكداً أن هذا "شيء لا يستطيع تغييره".
وتتعرض الفرقة حالياً لموجة انتقادات وتهديدات على خلفية الإعلان عن مشاركتها في مهرجانات جبيل اللبنانيّة، في ظلّ حملة من مؤسسات وجهات دينية لمنع الحفل.
وليست هذه الأسماء الوحيدة المؤيدة لحقوق المثليين، إذ ينضم إليها كل من الموسيقي زياد الرحباني، الممثل آسر ياسين، الممثل أحمد مجدي، المغني جاد شويري والعديد غيرهم، لكن يبقى هناك من يخاف منهم البوح برأيه خشية من خسارة أشخاص "يُحرّمون المثلية" و"يُحلّلون الشتائم والتجريح".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ ساعة??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 21 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون