بالتعاون بين مهرجان كان – فرنسا، المعهد الفرنسي في بيروت، ومؤسسة سينما ميتروبوليس، تُعرض في بيروت أفلام تظاهرة "أسبوع النقاد" المرافقة في كل عام لفعاليات مهرجان كان السينمائي. تقدم الأفلام في سينما ميتروبوليس أمبير صوفيل بين 22 تموز – 3 آب 2019.
هي الدورة 58 من أسبوع النقاد، وهي التظاهرة الأقدم والأكثر أهمية من التظاهرات المرافقة سنوياً لمهرجان كان السينمائي في فرنسا. تركّز تظاهرة أسبوع النقاد على اكتشاف المواهب السينمائية الشابة، وذلك بعرض الأفلام الأولى لصانعيها. كان لتظاهرة أسبوع النقاد دور في اكتشاف بعض أهم المخرجين في الساحة السينمائية العالمية مثل: وون كار واي، غاسبار نو، كين لوتش، جاك أوديارد، جولي بيرتوشيللي، جيف نيكولاس وريبيكا زلوتوسكي.
استُهلَّ حفل الافتتاح بفيلمٍ فرنسي قصير بعنوان "الثلاثاء من 8 وحتى 18" للمخرجة سيسيليا دي آرسيه، عبر شخصية ناظرة المدرسة "نيفين" نتابع تفاصيل يومٍ كامل من حياة مدرسة إعدادية في فرنسا. عبر حكايةٍ بسيطةٍ، نتابع تفاصيل تتعلق بأسلوب التعامل بين الإدارة والطلاب، نتساءل عن مهنة المعلم بين ما هو إنساني وما هو مهني، وتطرح عبر الفيلم أسئلةً عن الجانب الأخلاقي في المهنية المدرسية.
لقاء مع مخرجة الفيلم:
بعد الفيلم القصير، قُدِّم في عرض الافتتاح الفيلم الطويل الحائز على جائزة أسبوع النقاد لهذا العام، وهو فيلم تحريك بعنوان "فقدت جسدي" للمخرج الفرنسي جيريمي كلابان، فيلم رسوم متحرّكة بالأسلوب الواقعي، يجعل من أحد أعضاء جسم الإنسان "اليد" الشخصية الرئيسية في الفيلم، حكاية يدٍ مقطوعةٍ تهرب من المشرحة، ونتابع عبر الفيلم مغامراتها في مدينة باريس في طريق عودتها إلى صاحبها الأصلي، الفتى نوفل، الذي فقد والده في حادث سيارة، وبُترت يده أثناء عمله في مجال النجارة.
يتناول الفيلم حساسية ودور اليد في جسم الإنسان، فهي أداة تلمّس العالم، تحسّس الأشياء، استعمال الأدوات، العزف على الآلات الموسيقية، واليد جزء أساسي من شخصيتنا. عنوان الفيلم "فقدت جسدي" كأن عضو اليد هو الذي ينطقه، في هذا الفيلم نتابع اليد تتحسّس، تتذكر، تتمنى وتحلم، كأنها شخصية إنسانية مستقلّة متكاملة.
تريلر فيلم فقدت جسدي:
فيلم "فخ" للمخرجة المصرية ندى رياض، وُصِف بأنه فيلم خانق، نتابع فيه علاقة ثنائي عاشق، وبسبب صعوبة إيجاد المكان الملائم لممارسة الجنس، يلجآن إلى مكانٍ متخف، شاليه بحري معزول عن الأنظار، على أمل استكمال علاقتهم العاطفية.
لكن هذه الإقامة تتحوّل إلى تجربتهما الأخيرة، خصوصاً حين ترغب العاشقة بإنهاء العلاقة، فتبدأ موازين القوى والتسلّط بين العاشقين بالتأرجح.
قالت المخرجة ندى رياض: "لقد أردت عبر هذا الفيلم، التطرّق إلى العلاقة بين المعتدي والضحية، حيث كلاهما يفقدان بين الحين والآخر القدرة على التحكم بالأحداث".
تريلر فخ:
فيلم "فخ" للمخرجة المصرية ندى رياض، وُصِف بأنه فيلم خانق، نتابع فيه علاقة ثنائي عاشق، وبسبب صعوبة إيجاد المكان الملائم لممارسة الجنس، يلجآن إلى مكانٍ متخف، شاليه بحري معزول عن الأنظار، على أمل استكمال علاقتهم العاطفية. لكن هذه الإقامة تتحوّل إلى تجربتهما الأخيرة: من أفلام تظاهرة "أسبوع النقاد" في بيروت
في فيلم "معجزة القديس المجهول" للمخرج المغربي علاء الدين الجم، يخفي السارقُ 'أمين' حقيبةً من المال تحت الرمال في منتصف الصحراء، يتم القبض عليه، وبعد قضاء عقوبة السجن، يخرج ليجد أن مزاراً لقديسٍ مجهول بُني فوق مكان طمر المال، ومن حوله بدأت تظهر علائم قرية جديدة.
فيلم "معجزة القديس المجهول" للمخرج المغربي علاء الدين الجم، فيلم مميّز يأخذنا إلى منتصف الصحراء، حيث يُخفي السارقُ أمين، حقيبةً من المال تحت الرمال، وذلك قبل لحظات من القبض عليه من قبل الشرطة التي تلاحقه. يقضي عقوبته في السجن، ولكنه حين يخرج ليستعيد حقيبة المال، يجد أن مزاراً لقديسٍ مجهول بُني فوق مكان طمر المال، ومن حوله بدأت تظهر علائم قرية جديدة تتشكّل، وُصِف بأنه فيلم كوميدي يعالج مسألة توظيف الدين في التحكم بالناس.
تريلر فيلم القديس المجهول:
فيلم "بلا سوء نية" للمخرج السويدي أندرياس هوجيني، هو حكاية علاقة بين ثنائي أصدقاء، ألينبورغ وآميتا، تروى عبر لقاءٍ عابر في السوبرماركت. أيضاً فيلم "تستحقّين الحب" للمخرجة الفرنسية من أصول مغاربية حفصة حرزي، يطالعنا عن العلاقات الغرامية الثنائية، فبسبب عدم إخلاص ريمي في العلاقة، تعيش ليلى، التي تتعلّق به بشدّة، مرحلةً من الانفصال.
على إثر ذلك، يعلن ريمي رغبته بالسفر إلى بوليفيا للاختلاء بنفسه والتأمّل بفعلته. لكنه ما يلبث أن يتواصل مع ليلى من بوليفيا، يخبرها بأن قصتهما لم تنته بعد، فيدخل الثنائي في جدلٍ من العشق والغضب، في خضمِّ هذه التقلّبات، وتشجيع الأصدقاء لهما على العودة والمحاولة من جديد، تكتشف ليلى أنها هي من تفقد نفسها إلى التردد والضياع.
تريلر فيلم بلا سوء نية:
فيلم "مجتمع الحدائق" للمخرج الليتواني فيتوتاس كاتكوس، أيضاً يتناول العلاقات الإنسانية لكن هذه المرة من زاوية الأبوّة والبنوّة. هي حكاية علاقة بين أبٍ وابنه، علاقة تتسم باللا تواصل وتجاهل الآخر، تشي بتفكّكٍ كامل للعائلة.
تريلر مجتمع الحدائق:
الفيلم الإيسلندي الدنماركي "أبيض، يوم أبيض"، للمخرج لينيور بالماسون، يمتلك نوعاً من تلك الحبكات التي تقود أبطال الحكاية فيها رويداً رويداً، في مدينةٍ معزولةٍ من إيسلندا، يستشعر رجل بوليس متقاعد، أن علاقة كانت تربط بين زوجته المتوفاة منذ سنتين في حادث مأساوي، وبين أحد جيرانه. فيتحول سعيه لاكتشاف الحقيقة إلى نوعٍ من الهوس، ويقوده إلى الخطر هو والبعض من أقربائه. هي حكاية حزنٍ وانتقامٍ ولكن أيضاً حكاية حب غير محدود. أثنى النقاد على الكاميرا وإيقاع الفيلم، وبعض اللحظات التي تتسم بالشاعرية العالية.
تريلر فيلم يوم أبيض:
الفيلم البريطاني "نافتا" للمخرج موان حسين، أيضاً عن علاقة الأبوّة والبنوّة. يروي الفيلم قصة فرانز، العامل في محطة الوقود والذي يعيش حياة من العزلة، لا تلبث أن تنقلب رأساً على عقب مع ظهور والده، الذي يشرع بمحادثته بلغةٍ منسيةٍ من قبلهما، الأب يصرّ على العودة إلى كنف العائلة.
تريلر فيلم نافتا:
يبحث الثنائي جيرمان وتوم، عن منزل سكنهما المشترك الأول، هذا ما سيقودهما للقاء رجل العقارات الغامض مارتن، لاحقاً سنكتشف أن المغامرة برمّتها لم تكن إلا فخاً أجبرا فيه على العيش بمنطقةٍ معزولة. هذه هي حكاية فيلم "فيفاريوم" للمخرج الإيرلندي لوركان فينيغان.
تريلر فيفاريوم:
الفيلم الفرنسي "رحلة في جسد" للمخرجة كامي دوغييه، يتابع فيه المشاهد حياة موسيقي سويسري – ألماني محصور في منزله بسبب كسرٍ في القدم، نراه مع الجبيرة ينتقل في غرف البيت في محاولةٍ لتأليف مقطوعةٍ موسيقية، لكن هذا الروتين ما يلبث أن يتغيّر حينما يجد ضيفاً غير متوقع يدخل منزله ويجبره على تغيير أسلوب حياته.
تريلر فيلم رحلة في جسد:
الشخصية الرئيسية في الفيلم القصير الكندي "أرجوك التحدّث ببطء، ووصف التجارب كما حصلت معك بالضبط"، للمخرج براندون كروننبورغ، هي إيميلي، وهي مقيمة في مشفى الأمراض العقلية التجريبي، حين تجري عملية زراعة للمخ تجد نفسها قادرة على معايشة أحلامها مرة أخرى.
تريلر فيلم تحدّث ببطء:
يعيدنا الفيلم الأسترالي "دومنيك أو شيطاني" للمخرجة بيا بورج، إلى ما سمّي "الموجة الشيطانية" التي انتشرت بقوة في الثمانينيات من القرن الماضي، هذه الموجة نشأت حين بدأت جماعات من مناطق متفرقة من العالم برواية تجاربها في الفسق، تجارب قتل، تجارب القرابين البشرية وتجارب الطقوس الشيطانية. يدمج الفيلم الأرشيف بمصادر الأحداث التاريخية، وهو يحاول أن يُميط اللثام عما هو نفسي، ما هو متعلق بالميديا، وما تم التدقيق بأنه شهادات غير حقيقية.
لقاء مع مخرجة فيلم شيطاني:
من الأفلام الطويلة التي ستُعرض أيضاً في أسبوع التظاهرة، الفيلم الصيني "الإقامة في جبال فوشون" للمخرج غو جياو كانغ، وهي حكاية مميزة لعائلة تعيش حياتها على إيقاع الطبيعة، على إيقاع دورات وتبدّل الفصول، ويرتبط مصير العائلة بحياة أحد الأنهار في جبال فوشون..
تريلر الفيلم الصيني:
من الأفلام المنتظرة في التظاهرة فيلم "أبو ليلى" للمخرج الجزائري أمين بومدين، هو الفيلم الثالث للمخرج، يروي حكاية صديقين سي ولطفي، يحاولان عبور الصحراء الجزائرية للبحث عن إرهابي يدعى أبو ليلى، تجري أحداث القصة خلال فترة العشرية السوداء في جزائر التسعينيات من القرن الماضي.
رحلة البحث في الصحراء تصبح عبثية، ورغم ذلك، فإن سي، المضطرب عقلياً، يعتقد بقوةٍ بإمكانية العثور على ضالّتهما، بينما صديقه لطفي لا هم له سوى محاولة إبعاد صديقه سي عن العاصمة ليحميه من آثار العنف، لكن الصحراء ستكشف لهما عن مظاهر جديدة من العنف التي عرفتها الجزائر في تلك الفترة.
تريلر أبو ليلى:
من الأفلام الطويلة الهامة ذات الصبغة السياسية، فيلم من إنتاجٍ مشترك بين غواتيمالا وبلجيكا بعنوان "أمهاتنا" للمخرج سيزار دياز، تجري أحداث الفيلم في غواتيمالا عام 2018، في ظلِّ واحدةٍ من أعنف وأطول الحروب في أميركا اللاتينية، يتابع الفيلم حكاية الأمهات اللواتي يبحثن عن أقاربهن من المفقودين المختفين، أما الشخصية الرئيسية فهو الطبيب الشرعي أرنستو، الذي يحاول العثور على رفات المفقودين، وحين تروي له إحدى العجائز شهادتها، يتلمس أرنستو إمكانية العثور على والده المختفي. فيلم عن الحرب وأثرها على المدنيين وصعوبات الخسارة والفقد.
تريلر الفيلم:
وأخيراً، نذكر من الأفلام الطويلة "الأبطال لا يموتون أبداً" للمخرجة الفرنسية أودية رابين.
تريلر فيلم الأبطال لا يموتون أبداً:
في باريس، يكتشف جواشيم بأنه ولد في نفس يوم وفاة جندي في البوسنة يدعى أيضاً جواشيم، لقد ولد في يوم وفاته 21 آب 1983، وها هو لقاء مع عابر سبيلٍ مجهول يُطلعه على شبهٍ كبير بينه وبين الجندي المتوفى. فينطلق جواشيم في رحلةٍ لاكتشاف حقيقة الأمر، هل يمكن أن يكون تناسخ أرواح بينه وبين الجندي المتوفى؟ هل هي حكاية تقمّص؟ هذا ما يحاول الفيلم الإجابة عنه خلال ساعة ونصف من السينما المميزة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ يومينحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ 4 أياممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 5 أيامtester.whitebeard@gmail.com