شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
بينما يشيد ترامب بـ

بينما يشيد ترامب بـ"الاستثمارات" القطرية... جدل بشأن التمويل القطري للجامعات الأمريكية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 11 يوليو 201907:06 م

بينما كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستقبل أمير قطر الأمير تميم بن حمد آل ثاني قبل يومين، ويحتفي به مرة في مقر وزارة الخزانة ومرة في البيت الأبيض، كان مسؤولو التعليم في الإدارة الأمريكية يحققون في خفايا "الإنفاق القطري على المؤسسات التعليمية الأمريكية" ومقداره.

وبحسب تقرير لوكالة أسوشييتد برس، تحقق وزارة التعليم الأمريكية "بهدوء" في تلقي أربع جامعات هي جورج تاون وتكساس أي آند إم وكورنيل وراتغرز، تمويلاً من قطر التي تعد "أكبر مانح أجنبي للمؤسسات الأكاديمية الأمريكية".

كشف إخفاء تمويلات

وخلصت الوزارة إلى أن هذه الجامعات "فشلت في إبلاغ المسؤولين الفدراليين عن هدايا وعقود مؤكدة من مصادر أجنبية"، وفقاً لما يقتضيه القانون الفدرالي الأمريكي الذي يلزم جميع المؤسسات الأكاديمية بتقديم سجلات المعلومات الخاصة بإيراداتها الأجنبية، مع تحديد مصدرها.

وكشفت أسوشييتد برس أن الرسائل التي اطلعت عليها تركز على التمويل الوارد من دولتين فقط هما، الصين التي باتت علاقاتها الأكاديمية مصدر توتر في ظل حرب تجارية مشتعلة بينها وبين أمريكا، وقطر الغنية بالنفط والتي تكافح للتخلص من اتهامات بتمويل الإرهاب.

ولم تشرح الإدارة الأمريكية المختصة بالتعليم موقفها من التمويلات القطرية، رافضةً التعليق على الأمر. لكنها أبدت ملاحظة في رسالة موجهة إلى المجلس الأمريكي للتعليم، المؤسسة غير الربحية التي تمثل عشرات رؤساء الجامعات، بتاريخ 3 يوليو/ تموز، أوضحت فيها أن اهتمامها الأوسع يتعلق بـ"الأمن والحرية الأكاديمية وغيرها من المخاوف المرتبطة بالتمويل الأجنبي".

وكان مسؤولو التعليم قد بدأوا حملة التدقيق بعد اتهام لجنة تابعة للكونغرس في فبراير/ شباط الماضي للوزارة بالفشل في الإشراف على التمويل الأجنبي للمؤسسات الأكاديمية الأمريكية. وركزت هذه اللجنة على الصين فقط، مشيرةً إلى أن "هدايا بكين تهدف إلى شراء النفوذ في الفصول الدراسية في الولايات المتحدة"، من دون أي إشارة إلى قطر.

وأثير الحديث عن تمويل قطر للأكاديميات الأمريكية فجأةً بعدما قال الأمير تميم إن البلدين يعملان على إنشاء اقتصادات "مع التركيز على التعليم والانفتاح ومنح الفرصة للجميع".

وكان رئيس جامعة جورج تاون، وهي واحدة من ست مؤسسات تعليمية أمريكية لديها فروع في قطر، أحد المدعوين إلى مأدبة عشاء أقامها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء 8 يوليو/ تموز على شرف أمير قطر في "Treasury Cash Room" التي كانت ذات يوم خزينة مكتظة بالعملات الذهبية والفضية والورقية في وزارة الخزانة.

وفي ما يتعلق بالتحقيق، قالت جامعة جورج تاون إنها "تقدم تقارير منتظمة عن المدفوعات من مؤسسة قطر"، في حين أكد بيان لجامعة راتغرز أن "عدم الإبلاغ عن أي منحة قطرية كان مجرد سوء فهم من جانب الجامعة" وأن المسؤولين يعملون على الامتثال للقانون.

وأوضحت المتحدثة باسم الجامعة ميغان دوبياك أن رئيس الجامعة جون ديجيويا حضر حفل عشاء الأمير "لوجود فرع للجامعة في قطر، ساهم في تثقيف أكثر من 400 طالب في الشؤون الدولية".

بالتزامن مع زيارة أمير قطر للولايات المتحدة أثير الجدل حول التمويل القطري الضخم لمؤسسات أكاديمية أمريكية والذي بلغ في أحد التقديرات 1.4 مليار دولار أمريكي خلال العقد الماضي
محاربة الشفافية والحرية البحثية، استغلال النفوذ، ترويج الفكر المتطرف، مزاعم تمويل الإرهاب... جميعها أمور دفعت مؤسسات معنية بالشأن الأكاديمي في الولايات المتحدة لدعوة ترامب إلى الضغط على أمير قطر من أجل تغييرها

قطر "الممول الأكبر" للجامعات الأمريكية

وبحسب تحليل أسوشييتد برس لبيانات التعليم الفدرالي، قدمت قطر أكثر من 1.4 مليار دولار إلى 28 مؤسسة أكاديمية أمريكية، خلال العقد الماضي، لتصبح أكبر المانحين تليها إنكلترا بحوالى 900 مليون دولار.

وذهب 98٪ من الدعم القطري إلى ست جامعات أمريكية فقط، هي: تكساس أي آند إم، وجورج تاون، وكورنيل، وكارنيغي ميلون، وفيرجينيا كومنولث، ولكل منها حرم جامعي في قطر تغطي تكاليف تشغيله مؤسسة قطر، المجموعة غير الربحية التي تديرها العائلة المالكة في البلاد.

وتتلقى جامعة فيرجينيا كومنولث قرابة 40 مليون دولار سنوياً لإدارة فرعها في قطر بالقرب من العاصمة الدوحة، وفق ما يظهره عقد مقدم من الجامعة للإدارة التعليمية الفدرالية.

"استغلال النفوذ وترويج التطرف"

وكانت مؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات"، المؤسسة الفكرية التي تتخذ من واشنطن مقراً، قد دعت، في 9 يوليو/ تموز، ترامب لجعل الأمير "ينظف" هدايا قطر للجامعات الأمريكية.

وأشارت إلى أن مؤسسة قطر "تشتهر باستضافة دعاة متطرفين بشدة في مسجدها المبهج في المدينة التعليمية في قطر، والقريب من حرم الجامعات الأمريكية"، مردفةً: "على الرئيس ترامب أن يخبر الأمير أن أمريكا ترحب باستثمارات حقيقية في نظامنا التعليمي، لكن ليس لاستغلال النفوذ".

محاربة "الشفافية والحرية البحثية"

كما طالبت مؤسستان أخريان هما معهد Zachor القانوني وJudicial Watch، جامعة تكساس أي آند إم، بالكشف عن مزيد من التفاصيل بشأن تمويلاتها من قطر، معتبرتين أن مؤسسة قطر "تروج الأفكار المتطرفة والمعادية لإسرائيل في الجامعات الأمريكية".

في العام الماضي، رفع محامو مؤسسة قطر دعوى قضائية في تكساس سعياً لمنع جامعة تكساس أي آند إم من إصدار سجلات حول تبرعات البلاد، بزعم أنها ترقى إلى "الأسرار التجارية" وقد تمنح المنافسين ميزة غير عادلة. ويعارض Zachor هذا الطلب الذي لا يزال معلقاً في المحكمة.

وفي مقال رأي في "فوكس نيوز"، أكدت الباحثة والمحللة الخاصة لشؤون الخليج العربي فارشا كودوفايور أن "قطر أنفقت عشرات الملايين من الدولارات على جماعات الضغط في واشنطن، لكنها تنفق أكثر على الهدايا المقدمة إلى الجامعات الأمريكية الكبرى".

ولفتت إلى أن "المشكلة، بحسب رسالة لوزارة التعليم الأمريكية تعلن فيها عن تحقيق، هي أن تقارير الإفصاح المقدمة من جورج تاون وتكساس إيه آند إم ربما لا تكشف بشكل كامل عن هدايا قطرية".

وأشارت إلى أن قطر "بدلاً من المساعدة في توضيح الأمور، تحارب الشفافية (في إشارة إلى الدعوى القضائية في تكساس). وهذا ما يثير مخاوف حول الحرية الأكاديمية، ويدفع ترامب إلى الطلب من أمير قطر تغييره".

الجدير بالذكر أن ترامب كان ناقداً لقطر في البداية، إذ وصفها في عام 2017 بأنها "ممول للإرهاب على مستوى عالٍ للغاية"، لكنه عاد ووصفها بـ"الحليف العظيم" في 8 يوليو/تموز، معتبراً أميرها "صديقاً رائعاً".

وأثنى ترامب هذا الأسبوع، بشكل خاص، على استثمارات قطر وإنفاقها قرابة 8 مليارات دولار لتحسين القواعد العسكرية الأمريكية الموجودة على أرضها، متحدثاً عن "خطوات واسعة (لقطر) في مكافحة الإرهاب".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image