"إنها صفقة لشراء الكثير من طائرات بوينغ... كثير من الأموال التي تنفق في بلدنا، وهذا يعني الكثير من الوظائف"، هكذا علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، 9 يوليو/تموز، على صفقات تجارية وقعتها واشنطن مع قطر بمناسبة زيارة يؤديها الأمير تميم بن حمد آل ثاني للولايات المتحدة.
جاء هذا التصريح أمام الصحافيين عقب استضافة ترامب للأمير تميم بن حمد آل ثاني في البيت الأبيض، من دون أن يوضح ما إذا كان وقع اتفاقية جديدة مع أمير قطر لشراء طائرات بوينغ أو أنه يقصد استكمال اتفاقات سابقة كان آخرها صفقة بقيمة 1.8 مليار دولار لشراء خمس طائرات شحن تابعة لشركة بوينغ 777 أعلن عنها يونيو الماضي خلال معرض باريس الجوي.
وأثير الكثير من الجدل حول طائرات بوينغ في الآونة الأخيرة بعد تحطم اثنتين من طراز بوينغ 737 ماكس، الأولى في إندونيسيا خلال أكتوبر/تشرين الأول عام 2018 والثانية في إثيوبيا خلال مارس/آذار عام 2019، راح ضحيتهما 346 شخصاً.
ووفق ما نشرته وكالة بلومبيرغ، لم يكن بيع الطائرات الخمس مدرجاً على قائمة بوينغ في يونيو/حزيران، وهذا ما يرجح عدم توقيع العقود النهائية.
تقرباً من أمريكا
وكشفت الوكالة الأمريكية عن أن الصفقة ربما تأتي في إطار "مساعي قطر لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، التي بدا للوهلة الأولى أنها تدعم بشدة السعودية التي تقاطع قطر منذ عامين" وإلى جانبها مصر والإمارات والبحرين.
واستشهدت بلومبيرغ بتصريح الأمير تميم بأن بلاده "ملتزمة مضاعفة الشراكة الاقتصادية مع الولايات المتحدة"، وتصريح سابق لرئيس هيئة الاستثمار القطرية منصور بن إبراهيم آل محمود، خلال العام الجاري، قال فيه إن صندوق الثروة السيادية للبلد سيتطلع إلى زيادة محفظة استثماراته في الولايات المتحدة من حوالى 30 مليار دولار إلى حوالى 45 مليار دولار على مدار العامين المقبلين.
صفقات أكثر
وعقب لقائهما في البيت الأبيض، الثلاثاء، أصدر ترامب وتميم بياناً مشتركاً كشفا فيه عن أبرز الصفقات التجارية التي وقعها الطرفان للفترة المقبلة، معتبراً إياها "دليلاً جديداً" على الروابط التجارية والسياسية والأمنية الوطيدة بين البلدين.
وبحسب البيان الذي نقلته شبكة سي أن أن الأمريكية، تلتزم الخطوط القطرية شراء طائراتGulfstream فضلاً عن طائرات البوينغ. ومن التبادلات التجارية الموقعة بين البلدين أيضاً اتفاقية بين شركة شيفرون فيليبس للكيماويات وشركة البترول القطرية لـ"تطوير وبناء وتشغيل مجمع بتروكيماويات في قطر".
ويندرج "التزام وزارة الدفاع القطرية شراء منظومتيRaytheoun NASAM وباتريوت"، واختيار الخطوط الجوية القطرية لمحركات وخدمات GE Jet، لتشغيل طائرات بوينغ 787 و777 ضمن الاتفاقات.
"الحمد لله على أموالكم"
ويأتي الكشف عن هذه التبادلات التجارية عقب تصريح مثير للرئيس الأمريكي شكر فيه الله على أن توسعة قاعدة العديد ستتكفل بها الدوحة ولن تنفق واشنطن أموالاً فيها.
وعلى هامش مأدبة عشاء للاحتفاء بأمير قطر في الـ"Cash Room" التي كانت خزينة مكتظة بالعملات الذهبية والفضية والورقية بوزارة الخزانة الأمريكية مساء 8 يوليو/تموز، قال ترامب للأمير: "أنتم حليف عظيم. قدمتم لنا المساعدة في منشأة عسكرية رائعة، ومطار عسكري لم ير الناس مثيلاً له منذ وقت طويل. حسبما أفهم، استثمرت 8 مليارات دولار، والحمد لله كانت أغلبها من أموالكم وليست من أموالنا".
وأردف: "استثماراتكم في الولايات المتحدة من أكبر الاستثمارات في العالم، وهي موضع تقدير كبير. وأعلم أن الطائرات التي ستشترونها وكل الأشياء التي ستستثمرون فيها، أراها وظائف (فرص عمل للأمريكيين) لأنها بالنسبة لي وظائف".
صفقات تجارية ضخمة بين قطر والولايات المتحدة وقعها الأمير تميم بن حمد مع الرئيس ترامب وصفها الأخير بأنها تعني "الكثير من الأموال التي تنفق في بلدنا والكثير من الوظائف”. وكالة بلومبيرغ رجحت أن تأتي الصفقات في سياق مساعي الدوحة لتحسين العلاقات مع واشنطن بعد دعمها القوي للسعودية
"أنتم حليف عظيم. قدمتم لنا المساعدة في منشأة عسكرية رائعة، ومطار عسكري لم ير الناس مثيلاً له منذ وقت طويل. حسبما أفهم، استثمرت 8 مليارات دولار، والحمد لله كانت أغلبها من أموالكم وليست من أموالنا”، ترامب مخاطباً أمير قطر
لقاءات أمنية
وأجرى الأمير تميم عدة لقاءات مع كبار المسؤولين الأمنيين والاقتصاديين في واشنطن، 10 يوليو/تموز، إذ استقبل مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون بمقر إقامته في واشنطن واستعرضا العلاقات الثنائية الإستراتيجية، فضلاً عن أبرز التطورات الإقليمية والدولية، لا سيما الأوضاع في ليبيا وسوريا والسودان.
أعقبه لقاء مع وزير الأمن الوطني بالإنابة في الولايات المتحدة الأمريكية نوقش فيه التعاون الأمني بين الدوحة وواشنطن، بما في ذلك الأمن السيبراني وسبل تطوير التعاون المشترك فيه خلال استضافة قطر كأس العالم 2022 وأمريكا 2026، بحسب وكالة الأنباء القطرية.
كذلك التقى الأمير تميم وزير الطاقة الأمريكي ريك بيري لمناقشة سبل التعاون بين البلدين في مجالات الطاقة والاستثمار.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...