"خسارتهم مكسب لينا"... بهذه الكلمات عبّرت مغردة في تويتر مساء 6 يوليو عن مشاعرها حيال خسارة المنتخب المصري أمام منتخب جنوب أفريقيا وتوديعه دور الـ16 في كأس أمم أفريقيا المقام في مصر قائلةً إنها سعيدة بالخسارة لأن "المتحرشين لا يمثلون مصر".
وتنوعت التغريدات التي أطلقها المصريون تعليقاً على خسارة المنتخب المصري بهدف في مرماه دون مقابل، لكن اللافت كان تعليق بعض المغردين بأنها "خسارة متوقعة" بعدما رُفعت عقوبة الإيقاف و"الاستبعاد تماماً من بطولة أمم أفريقيا" عن اللاعب عمرو وردة، لاعب "أتروميتوس" اليوناني، المتهم في أكثر من واقعة تحرش جنسي، والسماح له بالعودة إلى معسكر منتخب مصر.
وجاءت عودة وردة بعدما تلقى كل الدعم من لاعبي المنتخب، على رأسهم اللاعب الدولي محمد صلاح، لاعب "ليفربول" الإنجليزي،
بقوله في تغريدة على تويتر: "ينبغي أن تعامل النساء بأقصى مراتب الاحترام، فلا تعني لا. هذه مبادئ ينبغي أن تكون راسخة، لكنني أعتقد أن من يخطئون قد يتغيرون للأفضل"،
مُضيفاً في تغريدة أخرى: "نحن بحاجة للإيمان بالفرصة الثانية، وبحاجة للتثقيف والتوجيه. الاستبعاد ليس حلاً أبداً".
واتهمت عارضة الأزياء المصرية المقيمة في الإمارات مريهان كلير عدداً من لاعبي المنتخب بالتطفل عليها قائلةً "عملت ستوري إمبارح واليوم كان جميلاً لحد ما ظهر عندي الناس دي اللي هما عمرو وردة وأحمد كوكا وأيمن أشرف وحمدي الونش".
وتابعت: "وردة دخل كتبلي على الخاص بوكسينغ (ملاكمة) هاها، وبعده الونش عملي علامة قلب ولحد كده عادي مفيش مشكلة. واحد من الأساتذة بعت يقولي أنا هعرف أجيب رقمك وأنتِ متعرفيش أنا مين وأنا محدش يطنشني"، ولكن ما زاد تورط وردة نشر فتاة مكسيكية محادثات بينها وبينه تضمنت محادثات جنسية كما كشفت عن فيديو يُظهر فيه اللاعب المصري عضوه الذكري.
"خسارة المنتخب المصري مكسب لينا"... هل أطاح التحرش منتخب مصر؟ تعليقات كثيرة لرواد مواقع التواصل ربطت بين هزيمة منتخب مصر وواقعة الدفاع عن أحد لاعبيه تحرش بعارضة أزياء
فئات واسعة من الجمهور المصري لم تهزها هزيمة منتخبها في كأس أفريقيا بعد دفاع عدد من اللاعبين عن زميل لهم متهم بالتحرش معتبرين الدفاع عن "متحرش" أكبر من هزيمة الفريق قائلين إنها نهاية متوقعة لفريق دافع عن متحرش.
#عمرو_وردة_متحرش
وتعليقاً على صورة صلاح المتوج بأفضل لاعب أفريقي للعام الثاني على التوالي وهو يمسح دموعه بقميصه الأحمر،
غرّد الصحافي المصري عمرو خليفة: "دي آخرة اللي يدافع عن متحرش يا أبو مكة. دة أنت عندك بنت يا راجل. لكل فعل رد فعل، ليس فقط الخسارة لكن خسارة نسبة من أرصدتك مع جمهورك"، مُرفقاً هاشتاغ (وسم)
#عمرو_ورده_متحرش.
و
قال الصحافي الرياضي المصري وليد الحسيني إنه “حزين على حزن الجمهور المصري الذي كان يبحث عن فرحة"، مُضيفاً "ولكن ليس لدي أي نوع من التعاطف مع من دعم لاعباً متحرشاً ولم يعتذر، لعله درس قد يستوعبوه".
أما الكاتبة النسوية المصرية غدير أحمد (
مساهمة في رصيف22)، فاستحضرت مشهداً من فيلم 678 (2010) للمخرج محمد دياب والذي تدور أحداثه حول ظاهرة التحرش الجنسي
قائلةً في تغريدة: "بتحضر بطلات الفيلم ماتش (مباراة) في بطولة كأس الأمم الأفريقية. وفي وسط مدرجات مشجعي منتخب مصر، هتفت نيللي كريم، ناهد السباعي، وبشرى: زامبيا. زامبيا. زامبيا. دة حال ستات كتير النهاردة وفي أي ماتش لمنتخب مصر، بنشجع الفريق المنافس"، مرفقةً تغريدتها بوسمي
#عمرو_وردة_متحرش و#منتخب_المتحرشين.
و
قال الكاتب والحقوقي المصري عمرو مجدي إن خسارة المنتخب لم تحزنه، مُشيراً إلى أن المحزن في مصر "وقائع التحرش التي ساندها اللاعبون تضامناً، وما فعله اتحاد الكرة منذ كأس العالم بلا حساب أو سؤال"، مُضيفاً "نحن نعيش في 'شبه دولة' حيث الفساد والإفساد يمثلان النموذج المسيطر".
أنا متحرش… أنا صاحب المتحرش
وتداول روّاد التواصل الاجتماعي صورة جمعت وردة وصلاح، وعلّق أحدهم
قائلاً: "عمرو وردة واقف مع محمد صلاح في الركنية زي ما وقف معاه في موقف التحرش"، بينما سخر المحلل الرياضي والصحافي محمد بركات معلقاً على الصورة: "أنا متحرش… أنا صاحب المتحرش".
وانهالت التغريدات الساخرة بعد خسارة المنتخب المصري، من بينها "
اللي حصل من جنوب أفريقيا يعتبر تحرش بمنتخب مصر، فاحنا في انتظار تويتة (تغريدة) صلاح للدفاع عن جنوب أفريقيا"، و"
معروفة، دعوات البنات اللي تحرش بهن عمر وردة ما راحت هدر".
و
وجهت مغردة رسالة لـ"فخر العرب" قائلةً: "ميهمكش كلام الناس، المهم تفتكر إنجازك العظيم وهو إنك كأفضل لاعب في أفريقيا جيت مصر ودعمت التحرش ومشيت"، مضيفة: "نورت والله".
و
اعتبر مغرد آخر أن خسارة المنتخب المصري مستحقة لأنهم سمحوا "للاعب متهم بجريمة تحرش باللعب دون أي اعتبار أخلاقي"، مؤكداً: "لا عزاء للمتحرشين"، فيما
قال آخر إنها "خسارة تليق بعمرو وردة ومن دعمه بقضية التحرش".
تحية غير عادية
و
نقل رئيس تحرير موقع "يلا كورة" والمحلل في قناة "أون سبورت"، كريم سعيد، من داخل استاد القاهرة أن "أكثر لاعب تم تحيته من الجماهير الحاضرة لمباراة مصر وجنوب أفريقيا خلال فترة الإحماء كان عمرو وردة"، رغم وجود من وبّخه أثناء دخوله.
وتعليقاً على التشجيع الذي حظي به وردة،
قال مغرد "وردة خد تحية مكنش بياخدها في العادي، واضح أن التحرش هو الحل".
وفي حين أعرب أحد المغردين عن استهجانه تصفيق الجمهور لوردة، رد عليه مواطن مصري
قائلاً: "لا عادي أنت في مصر وإحنا هنا بنشجع التحرش وبنسقف للمتحرشين وبنعملهم أبطال ونشهرهم".
وحملت إحدى المشجعات داخل الاستاد صورة لوردة، ما دفع مغردة
لتقول "علموا بناتكم أن المتحرش عار مش فخر".
وفي السياق ذاته،
قال الصحافي مهند صبري: "كده منتخب مصر المعروف بـ'منتخب المتحرشين' خد اللي يستاهلوا، فضيحة وهزيمة ومرمطة، فاضل بقى نصيب المدافع الأشهر عن التحرش الجنسي المدعو محمد صلاح أول ما يرجع ليفربول. ألف مبروك يا مصر".
ما بعد المباراة
لكن إزاء ربط خسارة المنتخب المصري بالتحرش، علق آخرون ساخرين من ربط الأمرين بقولهم: "تنظيم المنتخب هو سبب الخروج المفاجئ".
وقدم رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم هاني أبو ريدة، بعد منتصف الليل استقالته، وأُعلنت إقالة الجهاز الفني للمنتخب الوطني، وعلى رأسه المدرب المكسيكي خافيير أغيري، بحسب بيان أصدره الاتحاد عقب الهزيمة.
ومن ناحية أخرى، خصم مسؤولو منتخب مصر 35 ألف جنيه من عمرو وردة لغيابه عن مباراتي الكونغو وأوغندا على خلفية إيقافه. وخُصم هذا المبلغ من مكافأة مالية حصل عليها كل لاعب يوم 6 يوليو قبل بدء المباراة لوصولهم الدور الـ16.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...