بعد أيام من الأخبار غير الرسميّة، أكد اتحاد الكرة المصري، صباح الجمعة، إصدار رئيسه هاني أبو ريدة، قراراً برفع عقوبة الإيقاف عن اللاعب عمرو وردة، لاعب "أتروميتوس" اليوناني، المتهم في أكثر من واقعة تحرش جنسي والسماح بعودته لمعسكر منتخب مصر الذي يُشارك حالياً في بطولة أمم أفريقيا 2019.
بدأت أزمة وردة (25 عاماً) مطلع الأسبوع الماضي حين اتهمته عارضة أزياء مصرية مقيمة في الإمارات، إلى جانب ثلاثة لاعبين آخرين، بالتحرش بها. غير أن الاتحاد المصري لم يتحرّك ضد اللاعب إلا عندما نشرت فتاة مكسيكية أجزاء من محادثات بينها وبين اللاعب الشاب تضمنت أحاديث جنسية فضلاً عن مقطع فيديو يظهر فيه اللاعب عارياً.
وفي البيان، أوضح الاتحاد المصري لكرة القدم تخفيض فترة إيقاف اللاعب لتنتهي بنهاية الدور الأول من البطولة الأفريقية التي تستضيفها البلاد حالياً، أي أن وردة سيتوقف مباراة واحدة إضافية فقط أمام أوغندا الأحد 30 يونيو، بعدما كان قد تقرّر استبعاده من البطولة تماماً.
تضامن وضغط من اللاعبين
وجاء قرار الاتحاد استجابةً لضغوط من لاعبي المنتخب لمنح زميلهم "فرصة ثانية"، وهو ما أثنى عليه الاتحاد في بيانه معتبراً أنه "روح التكاتف بين اللاعبين ورغبتهم في العفو عن زميلهم والتزامهم أيضاً بقرارات الاتحاد".
ولفت البيان إلى أن أبو ريدة اتخذ قراره بعد جلسة مع اللاعبين بحضور وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي، مساء الخميس.
وكان وردة قد استُبعد قبل ساعات من المباراة الثانية للمنتخب المصري أمام الكونغو، والتي فاز بها الفريق بهدفين دون رد ليضمن التأهل لدور الـ16 بالبطولة. وبدأ ضغط اللاعبين على اتحاد الكرة مطالبين بعودة زميلهم كما بثوا رسائل عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي مطالبين الجماهير بمنحه "فرصة ثانية".
وكان قائد المنتخب المصري أحمد المحمدي أظهر الدعم لوردة بعد إحرازه الهدف الأول في مباراة الكونغو بعلامة "قلب" لرقم 22 الذي يرتديه اللاعب، وقال بعد المباراة "وردة واحد من العائلة وكلنا بشر ونخطئ. لن نتركه وسنقف بجانبه وندعمه".
وفي تغريدة كتبها بالإنكليزية، قال نجم ليفربول والمنتخب المصري محمد صلاح بعد المباراة: "ينبغي أن تعامل النساء بأقصى مراتب الاحترام، فلا تعني لا. هذه مبادئ ينبغي أن تكون راسخة، لكنني أعتقد أن من يخطئون قد يتغيرون للأفضل".
وفي تغريدة ثانية أضاف:"نحن بحاجة للإيمان بـ(الفرصة الثانية)، وبحاجة للتثقيف والتوجيه. الاستبعاد ليس حلاً أبداً".
وعلى خلفيّة التغريدة، تعرّض صلاح لانتقادات عديدة، منها نشر موقع "فوكس سبورت جنوب شرق آسيا" تقريراً بعنوان "محمد صلاح يظهر الدعم لزميل له متهم بالتحرش الجنسي". ونقل الموقع عن "الغارديان" البريطانية أن وردة سبق اتهامه بالتحرش باثنتين من زوجات اللاعبين في نادي "فييرينسي" البرتغالي أثناء إعارته إليه عام 2017، ما أدى لتقليص فترة إعارته آنذاك رغم إنكاره التهم.
وبث وردة، عبر حسابه على فيسبوك، مقطعاً مصوراً، الخميس، بدا واضحاً أنه من مقر غرفته في الفندق الذي يقيم فيه المنتخب، وقال فيه "أعتذر عما بدر مني، أعتذر لأهلي وللاعبين والجهاز الفني. أي شخص أزعجته أعتذر منه. أعدكم أن تكون الفترة القادمة أفضل ولا أزعج أي شخص آخر".
بعد ضغوط وتدخلات من لاعبي المنتخب المصري وبينهم محمد صلاح، وافق الاتحاد المصري لكرة القدم على عودة عمرو وردة إلى صفوفه... ليأتي الردّ من كثر عبر وسم "منتخب المتحرشين"
بعد إعطاء وردة "فرصة ثانية" رغم اتهامات التحرّش... دخلت الفنانة رانيا يوسف على خط الأزمة، فذكرّت بحادثة فستانها الشهيرة متسائلةً "لم الكيل بمكيالين؟"
ووصف كثيرون هذا الاعتذار بالباهت لأنه لم يتضمن إقراراً صريحاً منه بجسامة الخطأ الذي ارتكبه، خصوصاً أنه نفى خلال الفترة الماضية أن تكون الاتهامات التي وُجّهت إليه حقيقة. وتعجّب البعض لماذا قُبِلَ اعتذار وردة بهذه السهولة بينما لم يقبل المجتمع اعتذارات وتوسلات الفنانتين الشابتين شيما الحاج ومنى فاروق بعد الفضيحة الجنسية التي طالتهما مؤخراً.
"مُنتخب المتحرشين"
فور تداول بيان الاتحاد المصري بالعفو عن اللاعب وتخفيض عقوبته، تصدّر وسم "منتخب المتحرشين" قائمة الأعلى تداولاً في مصر. وتباينت الآراء حول عودة وردة بشدة و"حدة" في بعض أحيان، فمنهم من دافع عن "ستر العيوب" و"حق اللاعب في فعل ما يحلو له في حياته الخاصة"، مقابل استياء آخرين من "تخلي الاتحاد عن موقف اعتبره سابقاً (حفاظاً على الأخلاق)".
وفيما بارك البعض "الفرصة الثانية" آملين أن يتعلم اللاعب ولا يعيد الكرة، ومتمنين أن يكون ما حدث له "عبرة" لأي متحرش آخر، استنكر آخرون العفو عنه "بتلك البساطة، وبهذه العقوبة الهزيلة". وسخركثيرون من تحول شهرة المنتخب المصريين من "منتخب الساجدين" إلى "منتخب المتحرشين".
واعتبر كثيرون السماح عن وردة انعكاساً لـ"ذكورية المجتمع وتغاضيه عن أخطاء الرجال مهما بلغت من السوء"، متسائلين عن "موقف لاعبي المنتخب إذا كان وردة تحرش بزوجاتهم"، كما دعوهم للاحتفال بعودته عبر دعوته إلى عشاء أسري وسط أسرهم.
أما الفنانة المصرية رانيا يوسف فدخلت على خط الجدل، معتبرة أن ما يحدث "كيل بمكيالين". وذكّرت يوسف بما تعرضت له من هجوم شديد بسبب فستان ارتدته واعتبر "فاضحاً وحاضاً على الرذيلة" وقُدّمت بلاغات قضائية ضدها، فيما يتسامح المجتمع مع "متحرش". وأرفقت منشورها بصورة الفستان المثير للجدل.
الجدير بالذكر أن البعض أبدى تعاطفه مع اللاعب بالإشارة إلى أن "هوسه الجنسي نتاج تربية دينية متشدّدة من والده مدحت وردة لاعب كرة السلة الشهير الذي رفع المصحف ذات مرة بدلاً من الكأس".
وفي حوار مع الأب، مدحت وردة، مارس/آذار الماضي، كان قد قال رداً على اتهامات لابنه بتعدد علاقاته النسائية في اليونان:"ابني مش بتاع بنات البنات هي اللي بتجري وراه وأنا أوصيه بالصلاة دائماً. ابني قرر تأجيل الزواج سنتين أو ثلاثة على الأقل من الآن"، واعتبر كل ما يُروّج حوله مجرد "شائعات".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...