هاجم رئيس الحكومة المغربية السابق، والأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران "متحرشين" بـ"الأخوات" داخل الحزب الإسلامي، وطالبهم بالخروج منه، محذراً من انهياره نتيجة "الانحرافات الأخلاقية التي تحدث داخله".
وأقر بنكيران في كلمة نشرها على صفحته الرسمية على فيسبوك، مساء يوم 28 يونيو، وألقاها خلال استقباله عدداً من شبيبة حزب العدالة والتنمية في الدار البيضاء، بأن أحد أعضاء الحزب، أو أحد "الإخوة" على حد قوله، يتحرش بـ"الأخوات"، في إشارة إلى المنتسبات إلى الحزب، وقال مستنكراً: "هل هذا هو عمل الصالحات؟".
ووجّه رسالة إلى هؤلاء المتحرشين من أعضاء الحزب مفادها أنهم لو كانوا يريدون ممارسة هذه التصرفات فعليهم الخروج من الحزب، أو أن يطلبوا من هؤلاء الذين يرفضون هذه التصرفات أن يغادروا هم الحزب.
واعتبر أن العدالة والتنمية ليس حزب النصابين والمهرجين، والباحثين عن المغانم.
وهذه ليست أول مرة يتحدث فيها بنكيران عن وجود حالات تحرش داخل الحزب الإسلامي الأكبر في المغرب، فقد اعترف بوجود هذه الظاهرة وانتقدها في كلمة ألقاها في مارس الماضي أثناء لقاء جمعه بقادة حزبيين في مدينة مراكش.
ولاحقت فضائح أخلاقية كثيرة قيادات في الحزب المغربي في السنوات الأخيرة، أثارت ضجة كبيرة، وكان كثيرون يتحدثون عن أن خصوم الحزب هم مَن يروّجون لهذه الأمور لاستهدافه، كما وصلت بعض قضايا التحرش داخل الحزب إلى القضاء المغربي.
وخلال الشهر الجاري، نشرت وسائل إعلامية تقارير عن تبادل أحد كوادر الحزب، هشام الحساني، صوراً جنسية مع فتاة مجهولة قامت بنزع ثيابها أمام كاميرا هاتفها، وطلبت منه القيام بالمثل، لكن الحساني نفى صحة هذه الصور، وقال إنه تعرض لعملية ابتزاز قادتها عصابة مختصة باستغلال الضحايا عبر الإنترنت.
"لسنا إسلاماً سياسياً"
وقال رئيس الحكومة المغربية السابق إن أعضاء الحزب لا ينتهجون "الإسلام السياسي"، مشدداً على أنهم يمثلون الإسلام في إطار الجدية، والذي رد الأمور إلى نصابها الصحيح، بحسب تعبيره، مشيراً إلى أنه هو صاحب هذه المراجعة داخل حركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوية للعدالة والتنمية، حين كان رئيساً لها.
وأضاف أنه منذ البداية قال للإخوان إنهم لم يأتوا لإقامة الدولة الإسلامية، وإنما جاؤوا من أجل الله، على حد تعبيره، مذكراً بأن البند الأول في ميثاق حركة التوحيد والإصلاح، والهدف الأول هو "ابتغاء وجه الله والدار الآخرة".
وأكد أنهم في المراحل الأولى من التجربة شرعوا يرتبون الأولويات والأهداف والوسائل، واعتبروا أن السياسة تأتي في المرتبة الثامنة كوسيلة، أي أنها واجب، على حد تعبيره، مضيفاً: "نحن مغاربة نعيش مع المغاربة، وتدبير الشأن العام هو تدبير من الجميع، كما أننا سكان عمارة، ونظافة الشارع مسؤولية السكان، وهذه هي السياسة".
رئيس الحكومة المغربية السابق عبد الإله بنكيران يهاجم "متحرشين" بـ"الأخوات" داخل حزب العدالة والتنمية الإسلامي، ويطالبهم بالخروج منه، محذراً من انهياره من الداخل نتيجة "الانحرافات الأخلاقية التي تحدث داخله"
رئيس الحكومة المغربية السابق، والأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران يقر بأن أحد أعضاء الحزب يتحرش بـ"الأخوات"، ويتساءل: "هل هذا هو عمل الصالحات؟"
وطالب بنكيران جميع أعضاء الحزب بأن يكون هدف ابتغاء مرضاة الله، الذي اجتمعوا عليه منذ اليوم الأول، هو الهدف الذي يجب أن يظلوا متشبثين به، إن أرادوا أن يبقوا أوفياء لذواتهم، وفق قوله.
"أعضاء العدالة والتنمية ليسوا أنبياء"
وشدد بنكيران على أنه لا يهمه أن يخسر الحزب في الانتخابات، لافتاً إلى أن أعضاءه ليسوا أنبياء، بل هم أناس يحاولون خدمة الناس، متابعاً أن الناس في المغرب يراقبون وينظرون ليحكموا، وختم: "لا خوف عليكم ما دمتم لم تبدلوا من أنفسكم".
وقال بنكيران إن على أعضاء الحزب أن يشعروا بأنهم روح جديدة تجري في البلد، طالباً منهم عدم الاهتمام بامتلاك "كرسي" حتى يجلسوا عليه، في إشارة إلى حكم البلاد، وموجهاً رسالة لكل عضو في الحزب: "لست وحدك من يريد الجلوس على الكرسي، مليون إنسان يريدون الجلوس على الكرسي، لذلك علينا الاستقامة واستحضار رقابة الله".
ووصف بنكيران الذي انتُخب أميناً عاماً للعدالة والتنمية، عام 2008، وأعيد انتخابه مرة أخرى عام 2012، وظل في هذا المنصب حتى عام 2017، تاريخ خلافة سعد الدين العثماني له، بعض أعضاء الحزب بأنهم يتهافتون على المناصب ويحلمون بالظهور على التلفاز فقط.
وعام 2016، صرح بنكيران بأن العدالة والتنمية لا علاقة له بجماعة الإخوان المسلمين، متسائلاً: "ألا يوجد أحد يمكن أن يصدق أن لا علاقة لنا بالإخوان؟"، ومضيفاً في حوار مع فضائية الحرة الأمريكية أن علاقة الحزب بالإخوان المسلمين انتهت عام 1981.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين