اقترحت مجموعة من أئمة المساجد في الجزائر وضع خيام فوق قبور النساء لستر جثامينهن حتى إتمام عملية الدفن، الدعوة لاقت ردات فعل مستهجنة في الجزائر وخارجها لكن داعية أزهري اعتبرها "من صميم فقه الجنائز ومكارم الأخلاق".
وعبر حساب "أخبار أئمة المساجد في الجزائر” في فيسبوك، أطلقت الدعوة بوضع خيام فوق قبور النساء مبررة أن الهدف منها "رفع الحرج عن أهل المتوفاة من انكشاف أي جزء من جسدها خلال نقلها من اللحد إلى القبر، برفع غير متعمد للبطانية أو الفراش الساتر لها" و"للتعامل بكل "أريحية" خلال الدفن".
طرح وجدل
القائمون على حساب الأئمة حثوا المحسنين على توفير مثل هذه الخيام لمقابر النساء لنصبها حول محيط القبر كي تتيح لأهل المتوفاة دفنها بكل يسر وسهولة، مع مراعاة حرمة المرأة.
وفيما وصف الحساب الفكرة بـ"الرائعة" وناصرته في ذلك قلة، اعتبرها بعض المعلقين الجزائريين "بدعةً ما أنزل الله بها من سلطان"، ورفضها آخرون بحجة أن "الكفن ساتر كافٍ لجسد المتوفاة"، وأن "الأمة بحاجة للتركيز على قضايا أكثر حيوية"، وأن "الأولى بالأهل تربية أبنائهم على الستر والحياء في الدنيا".
"من صميم الدين"
في سياق متصل، أوضح الشيخ أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، لرصيف22، أن هذه ليست دعوة، وليست بجديدة بل هي من "صميم فقه الجنائز"، لكن الناس "غابت عنهم تعاليم دينهم وعمدوا إلى مقابلة كل توضيح من المشايخ لأمور الفقه بالجدال والتسفيه" معتبراً ذلك من مظاهر غضب الله.
أضاف: "عند إنزال جسد الأنثى، لا سيما إذا كانت بالغة، يفضل تغطية حواف القبر بملاءة أو غطاء، إذا كان القبر مكشوفاً للناس، حتى تعديل وضع الجثمان وتسويته لأن الجثمان لدى إنزاله من النعش ووضعه في القبر من الوارد أن يتعرى أي جزء منه، وما دام جسد المرأة كله عورة فإن انكشاف أي جزء منه غير مقبول".
وتابع كريمة: "ربما اقتراح وضع خيمة هو ما دفع البعض للاستغراب والظن أن هذه الدعوة بدعة. لكن من يعود إلى فقه الجنائز يجد أن تغطية قبر المرأة محبذ جداً". وأردف متسائلاً: "بمعزل عن الفقه، من يقبل أن تنكشف إحدى نسائه على غرباء؟".
اقترحت مجموعة من أئمة المساجد في الجزائر وضع خيام "ساترة" فوق قبور النساء لستر جثامينهن حتى إتمام عملية الدفن، وهذا ما اعتبره داعية أزهري "من صميم فقه الجنائز ومكارم الأخلاق”. ما رأيكم؟
"رفع الحرج عن أهل المتوفاة من انكشاف أي جزء من جسدها خلال نقلها من اللحد إلى القبر، برفع غير متعمد للبطانية أو الفراش الساتر لها” هكذا برر أئمة في الجزائر دعوتهم لإقامة خيام فوق قبور النساء “لسترهن” أثناء الدفن.
وبيّن أستاذ الفقه والشريعة أن تغطية قبور النساء أمر متعارف عليه، وثابت في صعيد مصر (جنوب البلاد) إذ تُغطى قبور النساء من الجوانب الأربعة بملاءة، واصفاً ذلك بأنه "من مكارم الأخلاق".
الجدير بالذكر أن حكم تغطية قبر المرأة عند الدفن يراه الشيخ عبد العزيز بن باز "أفضل"، من دون وجوب. أما الشيخ محمد ناصر الدين الألباني فقال "لا أرى فيه بأساً".
تعليقات الجزائريين على دعوة ستر قبر الميتة جاءت أغلبها رافضة بشدة الفكرة وربط بعضهم بينها وبين الجاهلية قائلين إن تخيل الميتة مثيرة بأي شكل من الأشكال لهو “مرض نفسي” وقال بعضهم إن الأولى إعادة تهيئة القبور وتنظيفها “فلا أحد يشتهي ميتة مكفنة ستدفن”، وقال أحدهم ساخراً “خلوني أفكر إذا يستطيع الواحد أن ينظر إلى الميتة ويتغزل بها”؟
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 15 ساعةاول مرة اعرف ان المحل اغلق كنت اعمل به فترة الدراسة في الاجازات الصيفية اعوام 2000 و 2003 و كانت...
Apple User -
منذ يومينl
Frances Putter -
منذ يومينyou insist on portraying Nasrallah as a shia leader for a shia community. He is well beyond this....
Batoul Zalzale -
منذ 4 أيامأسلوب الكتابة جميل جدا ❤️ تابعي!
أحمد ناظر -
منذ 4 أيامتماما هذا ما نريده من متحف لفيروز .. نريد متحفا يخبرنا عن لبنان من منظور ٱخر .. مقال جميل ❤️?
الواثق طه -
منذ 4 أيامغالبية ما ذكرت لا يستحق تسميته اصطلاحا بالحوار. هي محردة من هذه الصفة، وأقرب إلى التلقين الحزبي،...