طالبت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الاثنين 11 مارس، بوقف الضغوط التي تُمَارس على أئمة المساجد لتوجيه خُطب دينية تدعم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في مساجد الجزائر، مضيفة أنها ستطلب من وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري محمد عيسى بوقف هذه الضغوط، بحسب ما نشرته مواقع محلية.
ودعت جمعية العلماء في بيان نشرته الأحد، إلى إلغاء العهدة الخامسة وفتح حوار سياسي جاد وتحرير وسائل الإعلام من الرقابة والتضييق.
ودعت الجمعية إلى الاستمرار في الحراك السلمي الحضاري، والحذر مما قالت إنه محاولات للالتفاف على المطالب التي رفعها المتظاهرون في جميع أنحاء البلاد.
وجاء في البيان أن الجمعية تدعو السلطة القائمة إلى تحمل مسؤولياتها التاريخية في هذا الجو المشحون، بإعلان إجراءات فورية قد تكون كفيلة بتهدئة المواطنين، وإرساء قواعد الخروج من الأزمة.
ورفضت جمعية العلماء المسلمين أيَ تدخل أجنبي من أي طرف كان، في الأزمة التي وصفتها بأنها أزمة سياسية داخلية.
كما أعلنت أنها بصدد طرح مبادرة جامعة متكاملة للخروج من الأزمة التي تتخبط فيها الجزائر، وهي المبادرة التي قالت إنها تجمع وترأب الصدع، مشيرة إلى أنها على أتم الاستعداد لعرضها ومناقشتها إذا طُلب منها ذلك.
كذلك حذرت جمعية العلماء المسلمين في البيان نفسه من مغبة السقوط في ما لا يحمد عقباه بعد الدعوات التي شهدتها الجزائر الأحد للعصيان المدني.
وقالت الجمعية إنها ترفض دعوات العصيان المدني، الذي تقف وراءه جهات وصفتها بالخفية لما له من آثار غير محمودة على الحراك السلمي، وأضافت أنه مغامرة غير محسوبة العواقب نظراً لآثاره السيئة على الشعب الجزائري.
خطب جمعة في خدمة "الاستقرار"
وفي فبراير الماضي سربت وسائل إعلام محلية ونشطاء خطابات وزعتها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف على أئمة المساجد تطلب منهم تهدئة الشارع الجزائري ودعم بوتفليقة الذي دفع ترشحه لولاية خامسة رغم مرضه وعجزه عن قيادة البلاد، بعشرات الآلاف من الجزائريين للانضمام لأكبر احتجاجات تشهدها الجزائر منذ 28 عاماً.
وطالبت الوزارة الأئمة بتسليط الضوء في الخطب الدينية الجمعة على "نعمة الأمن" وضرورة "الحفاظ على مكاسب الوطن" وتذكير جموع المصلين بـ "العشرية السوداء" التي عاشتها الجزائر خلال تسعينيات القرن الماضي إثر انفلات الوضع الأمني بعد توقيف المسار الانتخابي سنة 1992.
كذلك أكدت الوزارة نفسها في بيان وجهته للأئمة ضرورة "كشف أن كثيراً من النداءات الداعية إلى العصيان والاحتجاج مما تنشره وسائط التواصل الاجتماعي ويتناقله الناس لا يعرف مصدره".
جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تطالب بوقف الضغوط التي تُمَارس على أئمة المساجد لتوجيه خُطب دينية تدعم الرئيس بوتفليقة في المساجد معلنة أنها ستطلب من وزير الشؤون الدينية بوقف هذه الضغوط.
لكن مصلين جزائريين رفضوا تسييس الخطب في مساجد بلادهم، ويوم الجمعة 22 فبراير الماضي، أظهرت صور نشرها مستخدمون على وسائل التواصل الاجتماعي خروج الكثير من المصلين من مسجد اعتراضاً على تحول خطبة الجمعة إلى خطبة سياسية مؤيدة لبوتفليقة.
أيضاً خرج مصلون آخرون إلى الشوارع مباشرة بعد انتهاء صلاة الجمعة، ضاربين عرض الحائط بنصائح الأئمة، بل منهم من انتفض مقاطعاً الإمام وهو على المنبر.
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=550226922127433&id=487664915050301وعاد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى الجزائر مساء الأحد قادماً من جنيف حيث كان يتلقى العلاج في المشفى الجامعي بحسب بيان للرئاسة الجزائرية.
وقبل وصول بوتفليقة، دخل الجزائريون في إضراب جزئي الأحد للتعبير عن رفضهم ترشحه لولاية خامسة في حركة عصيان مدني كانوا قد لوحوا بها في حال عدم التراجع عن ترشحه.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...