منذ مقتله عام 2011 لم يكشف عن الخفايا الكاملة لسيناريو مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ولا سبب إلقاء جثته في البحر. الجزئية المتعلقة بإلقائه في قاع البحر أسالت حبراً كثيراً وأثارت سلسلة من التخمينات. أمس الجمعة خرج الأمير السعودي تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، ليبرر تخلص القوات الخاصة الأمريكية من جثة زعيم القاعدة في البحر بدلاً من دفنها، بأن الولايات المتحدة لم تشأ أن يكون له مشهد أو مزار أو شيء يجلب الناس إليه.
وقال الفيصل في برنامج "الذاكرة السياسية" على فضائية "العربية" السعودية الجمعة 7 يونيو: "بحسب كلامهم (كلام الأمريكيين) لم يريدوا أن يكون له مشهد أو مزار أو شيء يجلب الناس إليه. فلو دفن في أرض معينة لربما أصبح مكاناً للزيارة من قبل البعض".
لا تزال الظروف المحيطة بمقتل بن لادن وبعد مرور 8 سنوات غامضة، ولم يكشف اللثام عن تفاصيلها إلى اليوم، لكن الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، كشف عن سبب إلقاء الأمريكيين جثة بن لادن في البحر وعدم اعتقاله حياً وهذا ما قاله.
وبشأن قتل الأمريكيين بن لادن بدلاً من اعتقاله، قال الأمير السعودي إنه ليس لديه أي تفسير لذلك. وتابع أنه حسب الرواية الأمريكية، فإن قوات الأمن الأمريكية حين دخلت على بن لادن في الغرفة كان يحمل السلاح، فقتلته على الفور لهذا السبب.
وكشف الفيصل في الحلقة نفسها عن أنه طلب من الملا عمر القائد الأعلى والزعيم الروحي الأسبق لحركة طالبان الأفغانية تسليم أسامة بن لادن للسعودية أكثر من مرة منذ العام 1998، مضيفاً أن ذلك كان بناء على طلب من الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز إبان توليه ولاية العهد، إلا أن الملا عمر رفض تسليم بن لادن.
وبحسب ما أعلنته الولايات المتحدة رسمياً، فقد قُتل أسامة بن لادن في مايو 2011 في إحدى ضواحي مدينة أبوت آباد الباكستانية، وبعد اختبارات الحمض النووي والتحقق من هويته، أُلقيت جثته في البحر في ظروف غامضة حتى الآن. وبعد قتله مباشرة، قالت وسائل إعلام أمريكية إن بن لادن أصيب برصاصتين في الرأس إحداهما فوق العين اليسرى مباشرة تسببت بانفجار الرأس.
"جثة بن لادن لم تلق في البحر"
وفي العام 2012 كشفت وثائق لموقع ويكليكس عن أن جثة بن لادن لم تلق في البحر، بل نقلت في طائرة خاصة الى الولايات المتحدة.
ونشر الموقع ما قال إنها ثلاث وثائق لشركة ستراتفور الاستخباراتية تفيد بأن جثة بن لادن مخبأة داخل معهد القوات المسلحة لعلم الأمراض في مدينة بيثيسدا بولاية ميرلاند الأمريكية.
الوثائق كشفن عن نقل جثمان بن لادن إلى الولايات المتحدة على متن طائرة تابعة لوكالة المخابرات المركزية "سي آي ايه".
وكان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قال لوسائل الإعلام: "لا يساورنا شك في أننا قد قتلنا أسامة بن لادن"، مبرراً عدم نشر صور لبن لادن بعد قتله بقوله: "المهم لنا ألا تؤدي صورة فوتوغرافية لشخص أصيب برصاصة في الرأس إلى إثارة أعمال عنف، وألا تستعمل وسيلة دعائية".
ماذا قال المشرف على قتل بن لادن؟
في مايو الماضي، نشر تلفزيون فوكس الأمريكي معلومات جديدة حول مقتل زعيم تنظيم القاعدة، ناقلاً عن الأدميرال المتقاعد ويليام ماكرافين، الذي كان قائد البحرية الأمريكية في ذلك الوقت، وأشرف مباشرة على قتل بن لادن، بواسطة قوات "سيلز" التابعة للبحرية، قوله "الرئيس الأمريكي (حينذاك) باراك أوباما كان يريد التأكد أن المقتول هو بن لادن، وأن جنديا أمريكياً اضطر لأن يرقد إلى جوار الجثة، ليقارن طوله بطول الجثة، للتحقق من هوية زعيم تنظيم القاعدة". مضيفاً أن "أوباما اتصل به، بعدما تلقى خبر مقتله، ليتأكد أن المقتول ليس شخصاً آخر، فأمرت واحداً من الذين قتلوا بن لادن بأن يرقد إلى جوار الجثة، ويقيس طوله بطول زعيم القاعدة الذي كان مؤكداً لدى الأجهزة الاستخباراتية". وتابع أنه أبلغ الجندي، وطوله نحو 6 أقدام، أن يستلقي بجانب جثة بن لادن للتثبت من أن الجثة هي جثة بن لادن".
وبحسب ماكرافين، فإنه حين أخبر الرئيس أوباما آنذاك بقصة الجندي والجثة، سخر الأخير منه وقال: "عندكم موازنة 60 مليون دولار، قيمة طائرة هليكوبتر، ولا تقدرون على شراء شريط قيس الطول سعره 10 دولارات"؟
في سياق متصل، قال روب أونيل، الذي أطلق النار على بن لادن أثناء مداهمة منزله في أبوت آباد، في باكستان، "كنت متأكداً عندما رأيت بن لادن أمامي، عرفت لحيته، وعرفت أنفه، كانت لحيته قصيرة، وبشرته بيضاء".
أضاف "كانت هناك مجموعة من النساء عندما دخلنا المبنى، وكانت واحدة منهن متأكدة مئة في المئة مما تقول، عندما قالت لنا إن بن لادن داخل غرفته، إذ قالت غاضبة: إذاً كنتم تريدون قتل بن لادن، فإنه في الطابق الثالث"، مضيفاً أن إحدى زوجات بن لادن الأربع أكدت لهم أن المقتول هو زوجها.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...