تنطلق في تل أبيب الثلاثاء 14 مايو الدورة الـ 64 من مُسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن" رغم دعوات المُقاطعة. وتقول هذه الدورة في محاولة للتصدي لمقاطعتها عبر العالم إنها تدعو إلى "الحُب والسلام" رغم أنها تقام على أراضٍ محتلة يرعاها نظام فصل عنصري، وفي تاريخ ذي دلالة كبيرة: قبل يوم واحد من ذكرى النكبة الفلسطينية الـ 71 وهي تاريخ احتلال فلسطين.
ورغم بدء العد التنازلي، لا تزال العديد من الأصوات حول العالم تُطالب بمُقاطعة المسابقة التي يُنظمها اتحاد الإذاعات الأوروبية مُنذ عام 1956، وعلى رأس هذه الأصوات حركة "المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات" BDS التي تُذكّر بشكل شبه يومي أن إسرائيل ستوظّف الفن من خلال "يوروفيجن" لتلميع وجه الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيلي.
وبدأت جهود الحركة مُنذ أن اختيرت إسرائيل في سبتمبر الماضي لاستضافة المُسابقة بعدما فازت المُغنية الإسرائيلية نيتا بارزيلاي بالنسخة الـ 63 العام الماضي في العاصمة البرتغالية لشبونة بأغنيتها "لعبة" المُنددة بالتحرش الجنسي. وجرت العادة أن تستضيف الدولة الفائزة مُسابقة العام التالي.
وجددت BDS دعوتها قبل أيام قليلة لكل متسابقي "يوروفيجن"، مُطالبةً بالانسحاب الفوري من المسابقة التي يُشاهدها نحو مئتي مليون مشاهد كل سنة، خاصةً في "ظل العدوان الإسرائيلي الأخير في غزة، والذي اقترفت فيه قوات الاحتلال مجزرة جديدة بحق نسائنا وأطفالنا ورجالنا"، وفقاً لبيان الحركة، مُذكرةً إياهم بالنجوم العالميين الذين دعموا المقاطعة الثقافية لإسرائيل وامتنعوا عن السماح لها باستغلال فنهم لتغطية "جرائمها ومجازرها" مثل شاكيرا ولانا ديل راي وروجر ووترز مؤسس فرقة "بينك فلويد".
#MadonnaDontGo لا تذهبي إلى إسرائيل مادونا
دعا ووترز نجمة البوب العالمية مادونا إلى العدول عن قرارها إحياء عرض في ختام مسابقة يوروفيجن يوم 18 مايو، إلا أنها لم تستجب حتى اللحظة إلى جميع الدعوات بما فيها دعوات من جمهورها على تويتر عبر هاشتاغ
#MadonnaDontGo (لا تذهبي مادونا)، وأُخرى من الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل PACBI ومنظمة الصوت اليهودي اللتين قالتا في بيان مُشترك: "العزيزة مادونا، لا يوجد حياد في حالات الظلم. ولا تمنحي شهرتك العالمية للحكومة الإسرائيلية التي تستخدم يوروفيجن للتغطية على انتهاكات حقوق الإنسان المستمرة".
احتجاجات في تل أبيب
بأيدٍ مُقيّدة، وعيون مُغمضة بقماشة سوداء وقمصان مكتوب عليه "فلسطين حُرّة"، احتجت مجموعة من الناشطين الحقوقيين الأحد في تل أبيب بصمتٍ على الأرض، البعض منهم كان يلقي جسده كاملاً وكأنه جُثة هامدة، قبل أن تجبرهم الشرطة الإسرائيلية على الرحيل وتُغلق عدّة شوارع استعداداً لوصول المُتسابقين الـ 41 الذين يمثّلون دولهم لحضور حفل الافتتاح في حين تنتظرهم سجادة برتقالية هذا العام وليست حمراء على جاري العادة.
و
قالت ناشطة تُدعى لارا: "إسرائيل تحاول من خلال المهرجان الثقافي تلميع صورتها، وحرف نظر الكثيرين عن انتهاكاتها من خلال العروض التي تحضّرها ونحن هُنا للمُطالبة بحق العودة، وفك الحصار عن غزّة التي شهدت رحيل العشرات قبل أيام قليلة".
و
كشفت المتحدثة باسم المُسابقة لإذاعة جيش الاحتلال شارون بن دافيد عن أن إسرائيل أنفقت 5.6 ملايين دولار من أجل "أمن يوروفيجن"، لافتةً إلى أنه "أكثر بكثير" مما أنفقته الدول المستضيفة الأُخرى إذ هنالك في الفترة الحالية عشرات آلاف رجال الشرطة.
وأشارت صحيفة
تايمز أوف إسرائيل إلى أن الاستضافة ستجلب ملايين الدولارات بفضل السياحة و"التغطية الإعلامية التي لا تُقدر بثمن"، مُضيفة أن إسرائيل تنظر إلى الحدث على أنه "فرصة نادرة" لتسويق "جانبها الودود" إلى العالم.
"العزيزة مادونا، لا يوجد حياد في حالات الظلم. لا تمنحي شهرتك العالمية للحكومة الإسرائيلية التي تستخدم يوروفيجن للتغطية على انتهاكات حقوق الإنسان المستمرة". مهرجان الأغنية الأوروبية "يوروفيجن" يقام في تل أبيب هذا العام..غناء بطعم الدماء.
وقّع أكثر من 100 فنان فرنسي، عريضة نددوا فيها بتنظيم مسابقة يوروفيجن في إسرائيل على أنقاض قرية الشيخ مونس، التي تعد من مئات القرى الفلسطينية التي أخليت من سكانها ودُمرت في عام 1948.
"لا شيء ليُغَنّى له في إسرائيل"…من دبلن إلى باريس، حملات عالمية تدعو لمقاطعة مسابقة "يوروفيجن" الغنائية التي تقام هذا العام في إسرائيل.
لا شيء ليُغَنّى له
بالتزامن مع موجة المقاطعة، أطلقت منظمة صداقة (التحالف الأيرلندي الفلسطيني) غير الربحية المُطالبة بحق العودة حملة عبر باصات تَجُوب شوارع العاصمة الأيرلندية دبلن تقول فيها: "يوروفيجن - تل أبيب 2019، لا شيء ليُغَنّى له".
إلى جانب شعار الحملة قالت: هُناك مئات من الأطفال الفلسطينيين الذين يحتجزهم جيش الاحتلال الإسرائيلي، ويحاكمهم ويعرضهم للتعذيب والمعاملة السيئة، عارضةً صورة طفل يقوده ضابط إسرائيلي.
ولمن يجهل هوية الطفل،
أوضحت المنظمة عبر موقعها الإلكتروني أنه عبدالله دويك الذي احتُجز عدة ساعات في 13 أكتوبر 2017، بسبب تصويره اعتداء عناصر من الجيش الإسرائيلي على إحدى المسيرات السلمية. وتقول المنظمة إن السلطات الإسرائيلية احتجزته مرتين بعد هذه الحادثة.
كذلك
تُنظّم حملة التضامن الإيرلندي الفلسطيني "فعالية بديلة" لختام يوروفيجن يوم
18 مايو في "شارع 66" في العاصمة دبلن، داعيةً الجميع للمُشاركة.
وقالت الحملة إن الفعالية ستكشف عن جرائم دولة الاحتلال ضد الفلسطينيين، بغض النظر عن محاولاتها في مجال "العلاقات العامة" لتحسين صورتها، خاصة ترويجها أنها صديقة للمثليين والمتحولين جنسياً، إذ تشهد تل أبيب الليلة 13 مايو عرضاً للمثليين بعنوان "ليلة الكبرياء" ضمن نشاطات أسبوع يوروفيجن.
لن نذهب
إلى جانب مئات المؤيدين لحملة مُقاطعة المُسابقة، وقّع أكثر من 100 فنان فرنسي، منهم موسيقيون ومخرجون وممثلون وكتاب وفنانون تشكيليون
عريضة نددوا فيها بتنظيم المسابقة على أنقاض قرية الشيخ مونس، التي تعد من مئات القرى الفلسطينية التي أخليت من سكانها ودُمرت في عام 1948 لتتحول اليوم إلى ضاحية من ضواحي تل أبيب.
ووجه الموقعون نداء للتلفزيون الفرنسي والوفد الفرنسي لـ "عدم خدمة السلطات الإسرائيلية"، لافتين إلى أن التمييز والإقصاء لهما جذور عميقة في إسرائيل التي أقرّت العام الماضي قانوناً تعتبر فيه نفسها "الدولة القومية للشعب اليهودي"، وبالتالي يقر رسمياً نظام الفصل العنصري.
وقالوا في رسالتهم إن إسرائيل تعتبر "الثقافة أداة للدعاية السياسية"، مؤكدين أنهم لن يذهبوا إلى تل أبيب لتبييض صورة نظام التمييز العنصري والإقصاء المطبق على الفلسطينيين.
تزوير هوية المدينة المقدسة
ويوم السبت الماضي،
قالت وزارة الخارجية الفلسطينية إنها وجهت رسالة الى اتحاد الإذاعات الأوروبية دعته فيها إلى "سحب أي مواد ترويجية لمسابقة يوروفيجن التي تم تصويرها في مدينة القدس احتراماً للقانون الدولي".
وأشارت الخارجية الفلسطينية إلى أن "ما تقوم به سلطات الاحتلال من بث مواد ترويجية تلغي وجود دولة فلسطين عن الخارطة المستخدمة كشعار للمسابقة، ودون وجود موقف رافض وواضح من اتحاد الإذاعات"، وهو ما يشكل اعترافاً من قِبل يوروفيجن بالسياسات الإسرائيلية التي تنتهك القانون الدولي وقانون حقوق الإنسان.
وقالت إن إصرار اتحاد الإذاعات الأوروبية على الاستمرار في بث المواد الترويجية لإسرائيل، رغم الضغط الدولي "يضع الاتحاد تحت مسؤولية التواطؤ المباشر في تزوير هوية المدينة المقدسة وتاريخها الوطني"، مُشيرة إلى أن "رسالة الفن، ورسالة يوروفيجن يجب أن تتنافى مع الاستعمار والاحتلال".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ ساعة??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 21 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون