شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!

"العمل القاتل"..محاكمة "أورانج" الفرنسية بسبب انتحار موظفيها

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 6 مايو 201905:28 م

بعد عقدٍ من اجتياح حالات الانتحار بين عمالها، بدأت، الاثنين، محاكمة عملاقة الاتصالات الفرنسية "أورانج" وسبعة من مدرائها السابقين بتهمة "التحرش الأخلاقي” وممارسة الضغط النفسي على الموظفين وارتكاب "المضايقات الاجتماعية".

وبين عامي (2008- 2009)، قضى 35 موظفاً في الشركة الفرنسية نحبهم، بينهم 19 إثر حالات انتحار. وشكلت هذه الوفيات "صدمة" للفرنسيين استقال على إثرها المدير التنفيذي للشركة حينذاك ديدييه لومبارد.

ومن العمل ما قتل

وتنظر محكمة باريس الجنائية اليوم في السبب وراء الوفيات ومحاولات الانتحار في صفوف عمال "فرانس تليكوم"، المعروفة حالياً باسم "أورانج"، خلال الفترة المشار إليها، بعد سبع سنوات من توجيه الاتهام للشركة وللومبارد بالوقوف وراءها.

إلى جانب الشركة ولومبارد، يحاكم 6 من المدراء والمسؤولين بالشركة بتهمة "التواطؤ" في محاكمة يتابعها، عن كثب، رجال الأعمال والنقابات وخبراء القوى العاملة في فرنسا وفي دول أخرى. وفي حال إدانتهم قد يعاقبون بالسجن سنةً واحدة بالإضافة إلى غرامة 15 ألف يورو (16783 دولار أمريكي).

أما في حال إدانة الشركة بـ"المضايقات الأخلاقية" وهي "أفعال متكررة هدفها الضغط على الموظفين" ستضطر الشركة لدفع غرامة مقدارها 75 ألف يورو (83872 دولار أمريكي).

ويتوقع أن تستمر المحاكمة، التي قد تفضي أيضاً إلى إدانة بـ "التحرش النفسي المؤسسي"، لأكثر من شهرين.

بعد عقد من وفاة 35 موظفاً في شركة الاتصالات الفرنسية العملاقة "أورانج" بينهم 18 ماتوا منتحرين، بدأت الاثنين، محاكمة الشركة وسبعة من مسؤوليها ومدرائها السابقين بتهم "التحرش الأخلاقي والضغط النفسي على الموظفين والتضييق الاجتماعي”.
حالات الانتحار بسبب العمل في تزايد مطرد في فرنسا بين أفراد الشرطة والمزارعين والممرضات ..إليكم ما تخلفه بيئة العمل السامّة الضاغطة.

بيئة عمل سامة

وكانت فرانس تليكوم شركةً عامةً قبل أن تتم خصخصتها في 2004، ترتبت عنها إعادة هيكلة، لتخفيض قوتها العاملة بمقدار 22 ألف موظف، وفقدان الكثير من الموظفين عملهم.

ويتهم الادعاء الشركة ورئيسها بتطبيق سياسة "تقويض وإزعاج الموظفين" من خلال خلق مناخ احترافي يثير القلق لإجبارهم على الاستقالة، بحسب مسودة الاتهام التي اطلعت عليها وكالة الأبناء الفرنسية. كما أشار إلى "إعادة الهيكلة العشوائية واضطرار العديد من الموظفين للتنقل جغرافياً مراراً لدفعهم للاستقالة".

خلال التحقيقات، ركز القضاة على حالات 39 موظفاً، انتحر 19 منهم و فشلت محاولات انتحار 12 آخرين، وأصيب 8 آخرون بالاكتئاب الحاد والمرض المزمن.

وانتحر عامل (51 عاماً) من مرسيليا، في يوليو 2008 تاركاً رسالةً يتهم فيها إدارة الشركة بـ "الإرهاب". وبعد شهرين من ذلك التاريخ، قفزت امرأة (32 عاماً) من نافذة مكتبها في باريس.

وشغل لومبارد منصب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي بين عامي 2005 و 2010. ونفى مسؤوليته عن انتحار العمال، معترفاً بارتكاب "غلطة هائلة" عندما تحدث عن "بدعة انتحارية". وكان لومبارد قال خلال اجتماع في 2006: "سأخرجهم (يقصد الموظفين) إما من الباب أو من النافذة".

وبالرغم من قوانين العمل القوية في فرنسا، بات الاكتئاب والأمراض المزمنة والإرهاق المهني وحتى الانتحار شائعاً بشكل متزايد. وتشير الاستشارية النفسية الفرنسية المختصة في أزمات العمل، ماري بيز، إلى أن "حالات الانتحار التي وقعت في فرنسا في عام 2019 بين المزارعين وأفراد الشرطة والممرضات ، تدفعنا للتساؤل عن التكلفة البشرية للعمل".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard