شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
من بينهم رئيس البيرو الأسبق...قِصص ساسة فضلوا الانتحار على السجن والفضيحة

من بينهم رئيس البيرو الأسبق...قِصص ساسة فضلوا الانتحار على السجن والفضيحة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 18 أبريل 201906:21 م

أعلنت البيرو الحداد ثلاثة أيام بدءًا من الخميس، بعد وفاة رئيسها الأسبق آلان غارسيا، منتحراً بإطلاق رصاصة صوب رأسه، أثناء محاولة الشرطة اعتقاله، مساء الأربعاء، على خلفية اتهامات بالفساد، نفاها مراراً.

وأوضح وزير الداخلية البيروفي كارلوس موران، أن غارسيا طلب من رجال الشرطة إجراء مكالمة هاتفية وذهب إلى غرفة أخرى، “ بعد دقائق، سمع ضباط الشرطة صوت طلق ناري فاقتحموا الغرفة ليجدوه ممداً على الأرض مضرجاً في دمائه".

فاسد أم ضحية مؤامرة؟

توفي غارسيا، مساء الأربعاء 17 أبريل/نيسان، في مستشفى كازيميرو أويوا في العاصمة ليما، عن عمر ناهز 69 عاماً، وذكرت وزارة الصحة البيروفية أن الرصاصة اخترقت دماغ غارسيا، وأنه تعرض لأزمة قلبية ثلاث مرات أثناء خضوعه للجراحة.

وكانت الشرطة تنفذ مذكرة اعتقال بحقه بتهم غسل أموال مرتبطة بفضيحة فساد واسعة تورطت بها شركة "أوديبريشت" البرازيلية للبناء، حين وقع الحادث.

وتؤكد وزارة العدل الأميركية أن "أوديبريشت" وزعت خلال أكثر من عقد 788 مليون دولار في نحو عشر دول في المنطقة للحصول على عقود. واعترفت المجموعة بدفع رشاوى بقيمة 29 مليون دولار في بيرو بين عامي 2005 و2014.

وتولى غارسيا رئاسة البيرو مرتين من 1985 حتى 1990، ومن 2006 حتى 2011.

وقال محققون إن غارسيا حصل على رشى من الشركة البرازيلية التي تقف خلف مشاريع بنى تحتية ضخمة حول العالم، خلال فترة رئاسته الثانية، فيما يتعلق بمشروع بناء خط للمترو في العاصمة.

لكن غارسيا، دأب في المقابل، على التأكيد بأنه "ضحية اضطهاد سياسي". وفي تغريدة عبر حسابه على تويتر، الثلاثاء الماضي، قال غارسيا إنه "ما من قرينة أو دليل" ضده.

انتحر رئيس البيرو الأسبق آلان غارسيا، بإطلاق رصاصة في رأسه، أثناء محاولة الشرطة اعتقاله على خلفية اتهامات بالفساد، كان نفاها.  سياسيون آخرون فضلوا الموت على تحمل اتهامات بالفساد، هذه قصصهم.

تعاطف بعد الموت

وتعليقاً على وفاته، قال عمر قيسادا، الأمين العام لحزب "التحالف الثوري الأمريكي الشعبي"، الذي ينتمي إليه غارسيا، "آلان غارسيا مات. يعيش الحزب".

أما الرئيس البيروفي الحالي مارتن بيثكارا، فأعرب عن تعاطفه، كاتباً على تويتر: "صدمتني وفاة الرئيس السابق آلان غارسيا. التعازي الحارة لعائلته وأحبائه". وخرج الآلاف مشيعين لغارسيا، ومنددين بما حدث معه الخميس، في حين خرج آخرون إلى الشارع متظاهرين ضد ما وصفوه بـ "الظلم الذي تعرض له".

ولم يكن غارسيا الوحيد من رؤساء البيرو الذي يواجه اتهامات بالفساد، إذ يخضع آخر أربعة رؤساء آخرين للتحقيقات بمزاعم الفساد نفسها، في حين يقضي الرئيس الأسبق ألبيرتو فوجيموري، عقوبة بالسجن لإدانته بالفساد وانتهاكات لحقوق الإنسان.

الفساد خلف انتحار الساسة والمسؤولين

وكان انتحار الساسة شائعاً في أزمنة سابقة مقارنةً بالآن، وتمحورت أسبابها في الخوف من الفضائح أو فقدان السلطة أو الوقوع في أسر الأعداء.

انتحر بيار بيرويغوفوي رئيس الحكومة الفرنسية الأسبق بعد شهر فقط من تركه منصبه في العام 1993، عثر عليه عند نهر في نيفير وقد أطلق رصاصة على رأسه من مسدس أحد حراسه. كان بيريغوفوي يتزعم حرباً على الفساد لكن اتهامات بالفساد طالته ولم يتحمل ففضل الموت.

وحديثاً، فشلت محاولة انتحار الرئيس التايواني الأسبق تشن شوي بيان (62 عاماً) داخل سجنه حيث كان يقضي عقوبة بالحبس 20 عاماً، في يونيو/حزيران 2013، احتجاجاً على إدانته بالفساد أيضاً.

وانتحر الجنرال تشانغ يانغ، عضو اللجنة العسكرية المركزية والمسؤول العسكري الرفيع بالصين، في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، بعد التحقيق معه في قضايا فساد.

وفي الشهر نفسه، انتحر خورخي ديلهون وهو مسؤول أرجنتيني في الفيفا سابق بعد اتهامه بتلقي رشاوى ضمن ملف الفضائح الذي هز الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) منذ عام 2015. وألقى ديلهون بنفسه تحت عجلات قطار في إحدى ضواحي العاصمة بوينوس إيرس.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2017، رجحت السلطات الأمريكية فرضية انتحار السيناتور الجمهوري البارز دان جونسون (57 عاماً) بعد اتهامه بالاعتداء جنسياً على قاصر. وكان جونسون الذي سبق له تشبيه الرئيس باراك أوباما وزوجته ميشيل بالقردة نفى هذه الاتهامات قبل انتحاره.

وعربياً، أعلنت السلطات السورية انتحار رئيس الوزراء السابق محمود الزعبي في شقته حيث كان تحت الإقامة الجبرية، في 21 مايو/أيار 2000. في حين رجح كثيرون اغتياله لتحميله عبء الفساد في الدولة وتمهيدا لرئيسها الجديد بشار الأسد. وفي أكتوبر/تشرين الأول 2005، عثر على جثة وزير الداخلية السوري السابق غازي كنعان في مكتبه حيث أطلق رصاصة داخل فمه.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image