أظهرت دراسة أعدها باحثون سويسريون نشرت في صحيفة Lancet Psychiatry أن البطالة تتسبب بنحو 45 ألف حالة انتحار سنوياً في 63 بلداً، فيما تتوقع منظمة العمل الدولية أن تصل معدلات البطالة بين الشباب في العالم إلى 212 مليون شخص العام 2019 من 201 مليون شخص اليوم.
وأوضحت الدراسة، التي ارتكزت على معطيات عن الوفيات بين العامين 2000 و2011 والتي شملت الدول الغربية ذات الاقتصاد المتطور، باستثناء البلدان ذات أعداد السكان الكبيرة جداً مثل الصين والهند، أن هذه الدول سجلت 233 ألف حالة انتحار كمعدل سنوي، منها حالة واحدة من خمس متصلة بالبطالة، أي حوالى 45 ألف حالة انتحار. ومع أن المرحلة بين عامي 2000 و2011 شهدت ازدهاراً نسبياً، جاء الاضطراب الاقتصادي الأكبر عام 2008، فتسببت الأزمة المالية بانتحار خمسة آلاف شخص.
وفي تعليق على الدراسة، حذر مقال في الصحيفة من أن ظاهرة الانتحار المرتبطة بالركود الاقتصادي ليست سوى "غيض من فيض"، إذ يعتقد أن الأزمات المالية المتعاقبة تنتج مجموعة واسعة من المشاكل الاجتماعية والنفسية.
وبحسب الدراسة "يواجه عدد من الأفراد الذين يحافظون على وظائفهم في هذه الأوقات الصعبة ضغوطاً نفسية خطيرة بسبب سلسلة من الأزمات الاقتصادية غير البطالة، بما في ذلك انخفاض الدخل والمقاولات وانعدام الأمن الوظيفي، والإفلاس جراء تفاقم الديون". وتشير الدراسة إلى أن تأثير البطالة على الانتحار يرتفع في الحقيقة في البلدان التي تنخفض فيها أساساً نسبة البطالة.
شدد معدو الدراسة، وهم باحثون في جامعة زيوريخ، على ضرورة عمل البلدان ذات نسب البطالة العالية على اعتماد سياسات وقائية محددة تضع حد للبطالة وعدم الاكتفاء بالتركيز على الآثار السلبية للأزمات الاقتصادية.
في الوقت الحالي،
تبلغ نسبة البطالة لدى الشباب في البلدان النامية 12%، وهي ثلاثة أضعاف نسبة البطالة عموماً في هذه البلدان. ووفق أرقام الدراسة الأخيرة لمنظمة العمل الدولية، تتصدر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مناطق العالم من حيث عدد الشباب العاطلين عن العمل إذ إن واحداً من كل ثلاثة في سوق العمل يحتاج إلى وظيفة في حين تصل نسبة النساء العاطلات عن العمل في المنطقة إلى 45%.
فيما
أشار رجال المال والأعمال العرب الذين توافدوا إلى مؤتمر Davos الاقتصادي في يناير الماضي إلى أن نسبة الشباب العاطلين عن العمل في العالم العربي وفق معطياتهم بلغت حوالي 25.1% مقابل معدل عالمي يبلغ 12.6%. وحذروا من أن عدد العاطلين عن العمل يبلغ حوالي 149.5 مليوناً من إجمالي التعداد السكاني في المنطقة، الذي يتوقع أن يصل إلى 598 مليون نسمة عام 2050.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
mahmoud fahmy -
منذ 3 ساعاتكان المفروض حلقة الدحيح تذكر، وكتاب سنوات المجهود الحربي، بس المادة رائعة ف العموم، تسلم ايديكم
KHALIL FADEL -
منذ يومراااااااااااااااااااااااااائع ومهم وملهم
د. خليل فاضل
Ahmed Gomaa -
منذ يومينعمل رائع ومشوق تحياتي للكاتبة المتميزة
astor totor -
منذ 6 أياماسمهم عابرون و عابرات مش متحولون
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامفعلاً عندك حق، كلامك سليم 100%! للأسف حتى الكبار مش بعيدين عن المخاطر لو ما أخدوش التدابير...
Sam Dany -
منذ أسبوعانا قرأت كتاب اسمه : جاسوس من أجل لا أحد، ستة عشر عاماً في المخابرات السورية.. وهو جعلني اعيش...