شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
ماذا يقول الشارع المصري عن

ماذا يقول الشارع المصري عن "صفقة القرن”؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 24 أبريل 201905:26 م

أعلن غاريد كوشنر كبير مستشاري البيت الأبيض (وهو أيضا صهر الرئيس دونالد ترامب) الثلاثاء أنه سيتم الكشف عن خطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط، المعروفة باسم "صفقة القرن"، بعد انتهاء شهر رمضان، أي في يونيو القادم.

وأدلى كوشنر وهو أحد "مهندسي" الصفقة الرئيسيين، بهذه التصريحات خلال منتدى لمجلة تايم الأمريكية في واشنطن الثلاثاء دون الخوض في تفاصيل الصفقة نفسها.

وقال كوشنر إن الولايات المتحدة ستنتظر إلى ما بعد شهر رمضان للإعلان عن الخطة، مشيراً إلى ضرورة الانتظار حتى يشكل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حكومة ائتلافية بعد فوزه في الانتخابات التي أجريت في وقت سابق من شهر أبريل.

وتتضمن الخطة، التي تأجلت لعدة أسباب جانبين رئيسيين، أحدهما سياسي والآخر اقتصادي. ويتناول الجانب السياسي وضع القدس بينما يهدف الجانب الاقتصادي إلى مساعدة الفلسطينيين على "تطوير اقتصادهم" ومن المتوقع أن تلعب دول عربية منها السعودية دوراً مهماً في هذا الجانب عبر تمويل مشاريع اقتصادية عديدة في الأراضي الفلسطينية وفق عدة مصادر.

ماذا يقول الشارع المصري عن صفقة القرن، هل سمع بها المواطن العادي؟ ما رأيه بها؟ رصيف22 رصد آراء المصريين، وهذه بعضها.

"أحد مشاريع السيسي العملاقة"

يقول المواطن المصري رمضان السيد، وهو بائع خضروات في شارع في المعادي إنه لا يعرف أي شيء عن صفقة القرن، لكنه أضاف لرصيف22 أنه يعتقد أنها أحد المشاريع الجديدة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأنها تشبه مشروع قناة السويس الجديدة على حد قوله.

لكن بعد أن كشفنا للسيد بعض الملامح الأساسية لصفقة القرن، قال لرصيف22 إنه يتمنى السلام للفلسطينيين لكنه واثق من أنه "لا شيء يأتي من الغرب يسر القلب" مثلما يقول المثل المصري، مؤكداً أن ترامب بالتأكيد لا يرغب سوى في مصلحة إسرائيل ولن يهتم بمنح أي مكاسب للفلسطينيين، خاتماً حديثه بجملة "ربنا مع أهلنا في فلسطين في اللي جاي".

على عكس رمضان السيد، تقول يارا الطالبة بأحد معاهد الحاسب الآلي المصرية والتي رفضت أن نذكر اسمها الكامل إنها تعرف عن صفقة القرن من وسائل الإعلام غير المصرية، وإنها تظن أن الصفقة تتضمن منح جزء من أرض سيناء للفلسطينيين، مضيفة أن وسائل الإعلام المصرية تتجاهل هذه الصفقة تماماً ولا يتم مناقشتها في البرامج المصرية، وهو ما يعني بحسب يارا أن "مصر متواطئة مع الجانب الأمريكي في تلك الصفقة التي تهدف إلى تسليم كل الأراضي الفلسطينية للإسرائيليين" على حد تعبيرها.

تقول يارا إن مصدرها في هذه المعلومة (إعطاء جزء من أرض سيناء المصرية للفلسطينيين) هو تقرير شاهدته على فضائية الجزيرة القطرية.

وكان مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، غيسون غرينبلات، قد نفى الأخبار المتداولة عن تسليم جزء من سيناء لغزة، كجزء من عملية صفقة القرن.

وقال غرينبلات في تدوينة على حسابه الرسمي في تويتر، يوم 19 أبريل الجاري، إن ما تتداوله بعض التقارير الإعلامية عن اقتطاع جزء من سيناء لمنحه لفلسطين، كجزء من عملية السلام "غير سليم” مضيفاً أنه يشعر بالأسى لما ينشره البعض كذباً عن محتوى خطة السلام في الشرق الأوسط وفق تعبيره.

لكن لا تقتنع يارا بصحة ما قاله غرينبلات حين أخبرناها به، وتقول إنه "شريك للعصابة الأمريكية والإسرائيلية في الصفقة ويجب أن يقول ذلك" بحسب قولها.

"لا أعرف أي شيء عن هذه الصفقة" هكذا يقول أحمد أحمد، سائق سيارة أجرة يعيش بمنطقة دار السلام في القاهرة، قائلاً لنا إنه أحياناً يسمع مصطلح صفقة القرن من خلال برامج الراديو التي يتابعها في سيارته، لكنه لم يفهم أبداً ما المقصود منها.

يكمل السائق المصري البالغ من العمر 36 عاماً أنه غير مهتم بالسياسة، ولا يرغب في معرفة ما يدور في أي بلد آخر، قائلاً "مايهمنيش غير شغلي أنا مش فاضي لفلسطين وإسرائيل، عندي عيال عاوزين ياكلوا ولازم أشتغل علشان أجيب لهم المم (الطعام)" بحسب تعبيره.

أما محمد يونس المحاسب بأحد البنوك المصرية فيعتبر أن صفقة القرن هي "نتيجة طبيعية لفشل العرب في الدفاع عن القضية الفلسطينية"، ويتعجب من أن الرئيس الأمريكي قرر أن يتدخل لحل مشكلة عربية بحتة بدلاً من أن يقوم العرب بذلك بأنفسهم، وهو ما يعتبره يونس احتقاراً من ترامب لكل الدول العربية على حد تعبيره.

ويضيف المحاسب المصري أن الإدارة الأمريكية اختارت انتهاء شهر رمضان للكشف عن الصفقة لأنها تعلم جيداً أهمية رمضان عند الدول الإسلامية والعربية، وتدرك أن الجانب الديني يكون طاغياً في هذا الشهر، ويمكن أن تخرج تظاهرات عديدة معارضة للصفقة وبالتالي قررت أن تنتظر حتى انتهاء الشهر الكريم.

ويعترف يونس بأنه لا يعرف الكثير عن الصفقة بسبب أن أمريكا ترفض الإفصاح عن تفاصيلها، لكنه يقول لرصيف22 إنه واثق من أنها ليست في مصلحة الفلسطينيين بشكل خاص ولا العرب بشكل عام، مضيفاً "ما الذي يمكن أن نتوقعه من الولايات المتحدة حين يتعلق الأمر بحبيبتها المفضلة في الشرق الأوسط؟ طبعاً صفقة في مصلحة الكيان الصهيوني".

أعلن صهر دونالد ترامب، غاريد كوشنر أنه سيتم الكشف عن "صفقة القرن"، بعد شهر رمضان. رصيف22 سأل مواطنين مصريين عمّا يعرفونه عن هذه الصفقة. ماذا قالوا؟

ما الذي نعرفه عن "صفقة القرن"؟

لم تعلن الولايات المتحدة حتى الآن بشكل رسمي عن تفاصيل "صفقة القرن"، لكن بحسب ما قاله كوشنر، الذي أعد الخطة مع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط غيسون غرينبلات، فإن الخطة ليست محاولة لفرض الإرادة الأمريكية على المنطقة. ولم يؤكد كوشنر إن كانت الخطة تدعو لحل الدولتين الذي سعت إليه جهود السلام الماضية.

وقال كوشنر: "ينصب تركيزنا في الواقع على القاعدة وهي كيف نحسن حياة الشعب الفلسطيني وما يمكن حله حتى تصبح هذه المناطق أكثر جذباً للاستثمار"، مضيفاً أنه ستكون هناك تنازلات صعبة من الجانبين، من دون أن يحدد ما هي هذه التنازلات.

وكانت محطة ريشيت 13 التلفزيونية الإسرائيلية قد ذكرت في تقرير لها أن الصفقة سوف تتضمن إقامة دولة فلسطينية على معظم أراضي الضفة الغربية المحتلة (90% منها) على أن تكون عاصمتها في القدس الشرقية من دون أن تشمل الدولة الفلسطينية التي يقترحها الرئيس الأمريكي "الأماكن المقدسة في القدس".

وأضاف التقرير أن ترامب يرغب من خلال صفقة القرن في استكمال الإجراءات الإسرائيلية المقترحة بتبادل الأراضي مع الفلسطينيين وأن تكون المدينة القديمة التي تحيط بها الأسوار في القدس الشرقية، وأن تضم المقدسات اليهودية والإسلامية والمسيحية، تحت السيادة الإسرائيلية لكن بإدارة مشتركة من الفلسطينيين والأردن.

وتابع التقرير أن معظم الأحياء العربية الحالية في القدس الشرقية ستظل تخضع للسيادة الفلسطينية وستكون بها عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية.

لكن من جانبه رفض البيت الأبيض، المعلومات التي جاءت في التقرير واعتبرها تخمينات غير دقيقة.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard