رغم مرور نحو ستة أسابيع على انتحار طفلة سورية لاجئة بولاية ألبرتا الكندية، على خلفية مزاعم تعرضها للتنمر في المدرسة، إلا أن ملف الحادث لم يغلق حتى الآن وترك أثاره على أسرتها التي لم تستوعب الصدمة بعد، وعلى المنطقة حيث كانت تعيش.
ونقلت شبكة غلوبال نيوز الكندية قبل أيام عن والد الطفلة، عارق الشتيوي، قوله إن ابنته أمل (9 سنوات) انتحرت في 6 مارس الماضي، وأنه اكتشف جثتها في غرفة نومها. ووصلت عائلة الشتيوي إلى كندا قبل ثلاث سنوات، هرباً من جحيم الحرب في سوريا. نجت الطفلة من نيران الحرب لكن جحيم التنمر كان قاتلاً في بلد اللجوء.
يقول طبيب متخصص في علم نفس الأطفال والمراهقين لرصيف22 إن التنمر قد يؤدي ببعض الأطفال إلى الانتحار خصوصاً إذا كان منظماً ومتكرراً.
وبحسب أسرة الضحية، كانت أمل تعود من مدرستها وهي تشكو من تعرضها للتنمر والتخويف من قبل زملائها، وتؤكد أمها أن زملاء ابنتها كانوا يضايقونها ويخبرونها بأنها قبيحة، وبأن الأفضل لها أن تقتل نفسها.
ورغم تحميل عائلة أمل التنمر مسؤولية مقتل طفلتها، إلا أن الشرطة الكندية قالت إنها لم تجد أدلة كافية لبدء تحقيق جنائي في واقعة التنمر.
من جانبها أعلنت إدارة التعليم في مدينة كالجاري، وهي أكبر مدن ولاية ألبرتا حيث تعيش العائلة السورية، أنّه عقب التحقيق في الواقعة "لم تظهر أية مؤشرات على التنمر أو التخويف ضد الطفلة السورية".
ما يفعله التنمر بالأطفال
"نعم يمكن للتنمر أن يؤدي بالطفل إلى التفكير في الانتحار"، يقول الطبيب المصري عمرو عزمي المتخصص في الطب النفسي للأطفال والمراهقين لرصيف22، مضيفاً أن التنمر يعني تعرض الشخص لإهانات من بعض الأشخاص هم غالباً أقوى منه، بهدف إذلاله أو جعله لا يثق بنفسه، وهذا ما يجعله يشعر بأنه غير مقبول فينعزل عن الناس، خصوصاً إذ لم يجد أصدقاء أو عائلة تقف معه وتدعمه.
لا يستبعد عزمي أن تكون الطفلة السورية قد واجهت تنمراً من زملائها جعلها تقرر الانتحار، خصوصاً أن المشكلة في التنمر صعوبة إثباته لأن من يتعرض له كثيراً ما لا يدرك أنه يتعرض للتنمر، وهذا لا يجعله يتخذ موقفاً حازماً في الوقت المناسب، مثل أن يقرر رفع قضية ضد الشخص المتنمر مثلاً أو أن يشكوه لجهات إدارية، وهي إدارة المدرسة في حالة الطفلة أمل.
انتحرت طفلة سورية لاجئة في كندا الشهر الماضي بعد تعرضها للتنمر من قبل زملائها في المدرسة. ما هو التنمر؟ وما تأثيره على الأطفال؟ وكيف نحمي صغارنا منه؟
"نعم يمكن للتنمر أن يؤدي بالطفل إلى التفكير في الانتحار"، يقول الطبيب المصري عمرو عزمي المتخصص في الطب النفسي للأطفال والمراهقين لرصيف22. هذا القاتل الصامت “التنمر” ماذا يفعل بالأطفال؟
يشرح الطبيب المصري كيف شاع التنمر في كل مدارس العالم، إذ يقوم أحد الطلاب بأفعال سلبية تجاه طالب آخر، مضيفاً أن هذه الأفعال تتخذ أشكال التهديد، أو التوبيخ، أو الإهانة، أو حتى الضرب.
ويؤكد عزمي أن ما سبق لا يمكن اعتباره تنمراً إلا إذا كان هناك عدم توازن في القوة، بمعنى أن يكون هناك صعوبة في الدفاع عن النفس، لكن إذا حدث خلاف بين طالبين متساويين تقريباً من ناحية القوة الجسدية فإن ذلك لا يعد تنمراً.
بحسب عزمي، فإن التنمر يمكن أن يكون ذا تأثير شديد في الأطفال البعيدين عن أوطانهم بسبب حواجز عديدة، منها حاجز اللغة وملامح الوجه والبعد عن الأصدقاء الذين تعوّد عليهم الطفل في وطنه الأم وفجأة لم يجدهم بجانبه.
وينصح عزمي كل أم وأب بالتقرب من أطفالهم، وشرح التنمر لهم بطريقة مبسطة، ودعمهم نفسياً، وإخبارهم بأن يبلغوا عن أي حادث تنمر يتعرضون له، وأن يشرحوا لهم أن العالم ليس خيراً فقط بل فيه الكثير من الشر، وأن علينا تعلم كيفية مواجهة الشر بطريقة متحضرة.
وينصح عمرو عزمي قراء رصيف22 بتحميل هذا الكتاب المجاني المهم عن التنمر، (الرابط أسفل التحقيق) للتعرف على كيفية مواجهتها.
https://www.unicef.org/egypt/sites/unicef.org.egypt/files/2018-12/Bullying%20Final.pdf
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ 3 ساعات??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 23 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون