تحل يوم 7 أبريل، الذكرى الـ43 لما يطلق عليه الليبيون "حفلات الإعدام" التي أقامها نظام الزعيم الليبي السابق معمر القذافي لطلبة الجامعات الذين ثاروا ضده ورفضوا مناهج التعليم الجامدة والرجعية التي كانت تُفرض عليهم.
في ذلك اليوم من العام 1976 كان الطلبة في جامعتي طرابلس وبنغازي يُساقون ليشاهدوا غصباً تدلي جثث زملائهم من المشانق بعد أيام من انتفاضتهم ضد القذافي.
ومساء اليوم ذاته، بث التلفزيون العمومي مشهد الإعدامات الجماعية للشعب الليبي حتى تصل الرسالة إلى من لم يحضر "حفلات الإعدام" في جميع أنحاء البلاد. ويقول ليبيون إن القذافي أراد من خلال فصل الرعب ذاك توجيه رسالة للجميع: "لن نسمح بالحرية في ليبيا".
تحل يوم 7 أبريل، الذكرى الـ 43 لإعدام معمر القذافي طلبة الجامعات الذين ثاروا ضده ورفضوا مناهج التعليم الجامدة والرجعية التي كانت تـفرض عليهم. نعود في هذا التقرير لمرحلة دموية من تاريخ ليبيا نُصبت فيها المشانق في ساحات الجامعات.
لكن التظاهرات الإحتجاجية على شنق الطلاب خرجت آنذاك وانتقلت إلى الساحات العامة وإلى طرابلس ومدن أخرى، لكن قوات الحرس الجمهوري تصدت لها بعنف وبات السابع من أبريل ذكرى مؤلمة لدئ فئات واسعة من الشعب فيما كان نظام القذافي يحيي ذكراها بفخر ويلقي فيها الخطابات في الجامعات وكأنها إنجاز.
ما الذي حدث؟
يتذكر أحد الليبين الذي كان طالباً في الجامعة في العام 1976 ما حدث في "حفلات الإعدام" قائلاً في شهادته: "تتزاحم الصور، وتتقافز وتتواثب أمام الذاكرة رغم محاولة جادة مني للتناسي خلال سنوات عديدة، ليس خيانة مني لذاكرة الوطن، ولكن للأثر النفسي السيئ الذي تحدثه تلك الذاكرة".
يتابع قائلاً: "كنا طلبة مفعمين بالحياة ومقبلين عليها تعلمنا أبجديات حب الوطن منذ نعومة أظافرنا حلمنا بوطن جميل نتمتع فيه بالحرية الحقيقية، نقول كلمتنا دون خوف، يكون لنا احتراما من كل دول العالم، حلمنا بالحوار الحر والبناء باختصار حلمنا بوطن جميل”. ويشرح كيف اعتقد نظام القذافي أن الجامعة تشكل خطراً عليه، وبالذات اتحاد الطلبة، فقام بحل اتحاد الطلبة، ورد الطلبة بمظاهرات سلمية ليقمعها النظام بإطلاق النار على المتظاهرين فسقط ثلاثة قتلى في شوارع بنغازي في شهر يناير من العام 1976، وبعدها توالت الاعتداءات على الجامعة والطلبة، ثم شن القذافي حملة اعتقالات واسعة.
يكمل المواطن الليبي في شهادته أن المعتقلين تعرضوا لإجراءات تعسفية من ضرب وإهدار للإنسانية، على حد قوله، ويضيف أن القوة كانت غير متكافئة، ففيما كانت قوة المتظاهرين تتمثل في أقلام ملونة وأوراق كان النظام يرد بالرصاص الحي.
ويروي الشاهد كيف نصب النظام المشانق في الساحات العامة والجامعات "دون أدنى احترام للمشاعر الإنسانية"، مضيفاً أن قوات القذافي كانت تجبر الناس على حضور الإعدامات لبث الرعب والخوف في قلوب جميع الليبيين، وأعقب الإعدامات الجماعية إعدامات أخرى للمئات في السجون الليبية.
إفلات من العقاب
وبحسب مراقبين فإن الإفلات من العقاب وعدم المطالبة بمحاسبة المسئولين عن تلك الجريمة التي روعت الليبيين وانتهكت حرم الجامعة وأثنت كثيرين عن التحدث لعقود هو السبب الأساسي وراء استمرار ملف إنتهاكات حقوق الانسان فى ليبيا حتى اليوم، وهو نفسه ما ساهم في تزايد حالات القتل خارج نطاق القانون من إعدامات تعسفية فردية وجماعية لحقت الكثير من الليبيين.
وكان بعض الليبيين قد طالبوا بأن يصبح السابع من أبريل رمزاً لما قالوا إنه أعواد المشانق والقتل والتنكيل بخيرة شباب ليبيا في ظل نظام القذافي، مطالبين بأن يصبح "يوم الشهيد الليبي"، ورمزاً لكل "شهداء" ليبيا الذين قتلوا من قبل أجهزة القذافي، ليس فقط في الجامعات ولكن كذلك في السجون وخارجها.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.