شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
هل قدرُ المرأة: سلة قمامة ومِكنسة؟ إعلان يثير الجدل بشأن مكانة المرأة

هل قدرُ المرأة: سلة قمامة ومِكنسة؟ إعلان يثير الجدل بشأن مكانة المرأة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 30 مارس 201904:05 م

عرضٌ خاصٌ قدمته سلسلة مخازن "عزيزة" في تونس لكُل فتاة مُقبلة على الزواج: سلة قمامة وصدرية مطبخ ومكنسة إلى جانب رافعة أوساخ بألوانٍ مُختلفة بأسعار مناسبة.

إعلانٌ استفز كثيرين في تونس التي تعتبر استثناء في المنطقة العربية بفضل تشريعاتها الثورية الداعمة للمرأة والتي تحاول إرساء المساواة التامة بين الجنسين، بل  صادق مجلس وزرائها، نوفمبر الماضي، على مشروع قانون لتنقيح أحكام المواريث في مجلة الأحوال الشخصية بشكل يُرسي المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث.



وبينما يُشكّل وجود المرأة التونسية في قطاعات مُختلفة مثل القضاء والطب والصيدلة أكثر من 50% بحسب نزيهة العبيدي وزيرة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن في تونس، تُقدّم مغازات عزيزة وشعارها "فيك الخير" الصورة النمطية الرجعية عن المرأة مستخفة بقُدراتِها لتجعلها مجرد أداة لتنظيف البيت، قدرها الكنس وجمع الأوساخ والطبخ، فوضعت في حملتها الإعلانية التي أطلقتها في الـ 27 من مارس الحالي وتستمر حتى 2 أبريل ملصقاً أصفر تظهر فيه فتاة تلبس صدرية مطبخ وقفازين من النيلون وإلى جانبها سلة قمامة ومكنسة ورافعة فضلات وكتبت عليها: زهاز لعروسة (جهاز العروسة).

الملصق الإعلاني حوّل الفتاة إلى "فتاة خارقة" مُستعدة لمُحاربة الغبار باستخدام الأدوات السحرية التي ستُقدّمها لها مغازات عزيزة. هكذا ظهر الإعلان على المجلة الأسبوعية التي تنشرها المجموعة إلى جانب حساب عزيزة على فيسبوك مُرفق بتعليق: "ما عطيناك بنتنا، كان ما نعرفوها مقديةومروتبة وما تغلبهاش الغبرة" (أعطيناك ابنتنا لأننا واثقون من أنها شاطرة وربة بيت نظيفة وقادرة على مُحاربة الغبار).

وبينما تُناضل كثيرات في العالم العربي لكسر الصور النمطية التي التصقت بهن طيلة قرون، تُرسخ بعض المتاجر فكرة أن دور المرأة يقتصر على الشؤون المنزلية: ترتيب البيت وتجهيز الأكل للرجل. الإعلان في  صورة أُخرى يظهر العروس مع حماتها مع جملة: اللي نجحت في اختبار الجاتو (الكيك) في دار (منزل) حماتها، جبنالك جهاز يريحك ويخلط. و إعلان آخر ضمن الحملة أيضاً يُظهر طنجرة بسعر مُخفّض مع جملة "لعرايسنا اللي ما يصعبش عليهم تركيب (تحضير) الفطور".

هذه السلسلة من الصور النمطية بعضها مهين للمرأة، يقزم دورها في البيت وفي المجتمع إلى مجرد وسيلة تنظيف طيعة في يد الرجل وأمه، وكأنها أيضا تنتظر أن ترضى عنها حماتها لأنها "شاطرة" في تنظيف البيت، أثارت غضباً في تونس في صفوف رجال ونساء على حد السواء ما جعل من متاجر عزيزة تقديم اعتذار مساء الجمعة 29 مارس وجهته للمرأة بشكل عام والتونسية بشكل خاص والتي وصفتها بـ "العمدة في كل شيء" مؤكدة محبتها واحترامها لها خاتمة اعتذارها بـ "نتمنى قبول اعتذارنا وتحيا المرأة التونسية".



عرضٌ خاصٌ قدمته سلسلة مخازن "عزيزة" في تونس لكُل فتاة مُقبلة على الزواج: سلة قمامة وصدرية مطبخ ومكنسة إلى جانب رافعة أوساخ بألوانٍ مُختلفة بأسعار مناسبة.

عزيزة موجودة في كُل بيت تونسي

"المُهمة الوحيدة للمرأة التونسية هي تنظيف الغبار.. أنا أقاطع مغازة عزيزة التي أهانت المرأة"،تقول إحدى السيدات على فيسبوك تعليقاً على الحملة، فيما قالت أُخرى: أصحاب هذه المغازة يعتقدون أن وظيفة المرأة تنظيف المنزل والتغلّب على الغبرة" مُشيرة إلى أن "سموم الرجعية"، على حد تعبيرها، مُنتشرة في كُل مكان في تونس بما في ذلك الراديو والتلفاز، مُتسائلة: أين كرامة المرأة التونسية؟

وتساءلت صفحة نساء تونس على فيسبوك: "إلى متى سنقبل حصر المرأة بهذا الدور؟ متى نرى مُشاركة الرجال كآباء وأزواج؟، بينما اعتبر شاب تونسي على فيسبوك أن مغازة عزيزة موجودة في كُل بيت تونسي، تسأل الفتيات: "ألم تجدي رجلاً بعد؟ سنفرح بك؟"، مؤكداً أن هذه "العقلية" لن تتغير بين يوم وليلة.

وكانت وزيرة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن في تونس قد استبعدت في وقت سابق أن تشكل مسألة المساواة "اعتداء على حق الرجل أو رجولته، بل هو احترام لحق الآخر"، مُعربة عن سعادتها بنجاح المرأة في الانتخابات البلدية (47.7%).

ولفتت في حوار مع أخبار الأمم المتحدة في 11 مارس الحالي ضمن مشاركتها في اجتماعات الدورة الثالثة والستين للجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة إلى أنها تتمنى رؤية امرأة ترأس تونس "على أساس الكفاءة وعلى أساس برنامج انتخابي واضح المعالم وأن تكون لها الجرأة على تنفيذ البرنامج الانتخابي الذي ستقدمه للمجتمع". 

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard