انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.
هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.
"المشكلة ليست في لباس المرأة إطلاقاً، بل في عقلك القذر أيها الرجل"... نساء اليمن يواجهن التحرّش
0:00استمع-ـي إلى المقال هنا
هنا اليمن. حيث أصبحت أصوات نساء هذا المجتمع المنغلق مرتفعةً رافضةً التحرش بجميع أشكاله، وهذا ما يبدو معه أن اليمن وُضِعت على خارطة رفض التحرش وحَكي التجارب بلا خجل.
تحاول اليمنيات محاكاة الاتجاه السائد في نيل حقوقهن التي يرى الرجال أنهن لا يستحقنها وأن مكانهن المنزل وتربية الأولاد، فاليمن هو تعريف لـ"عالم الرجال" لذلك تكمن مشكلة النساء في النظرة المجتمعية للمرأة التي أمامها عقود طويلة لكي تتغير وتصبح معها المرأة في نظر الجميع مواطناً كاملاً مثله مثل أي شخص.
على الرغم من أن قسماً كبيراً من النساء اليمنيات بحسب التقاليد السائدة لا يرتدي العباءة التقليدية فحسب بل النقاب، تعاني كثيرات منهن ويلات التحرش. تقول علياء مازحة وهي طالبة في التاريخ اليمني في عدن: "على المرأة اليمنية أن تخترع شيئاً يجعلها غير مرئية للرجال لكي تُترك وشأنها، علينا أن نخترع عباءة غير مرئية لربما نكون قادرات على السير في الشوارع دون الرغبة في قذف شيء ما على أحد".
هنا اليمن. حيث أصبحت أصوات نساء هذا المجتمع المنغلق مرتفعةً رافضةً التحرش بجميع أشكاله، وهذا ما يبدو معه أن اليمن وُضِعت على خارطة رفض التحرش وحَكي التجارب بلا خجل.
"قع رجال"... صرخة في وجه المتحرشين
عبر "فيسبوك"، شنّت المصورة اليمنية جهاد محمد حملة ضد التحرش، واختارت لها هاشتاغ "قع رجال"، بمعنى "كُن رجلاً"، وعن اختيار هذا الاسم تقول محمد: " تم اختيار الهاشتاغ بعد نقاشات واستشارات ومقترحات، والسبب هو أن الاسم مأخوذ من اللهجة اليمنية واستخدامه رائج عند غالبية الشعب، فهذا الاسم صفعة في وجه المتحرش لنقول له ما تفعله لا يرتقى للرجولة وإن هذه التصرفات ليست "حركات رجال"، وأظن أن أي شخص حين الأخلاق عليه أن يتوقف عن هذه التصرفات الشائنة حتى لا يسمع "قع رجال" لأن فيها انتقاصاً من رجولته التي يتباهى بها".
علينا أن نخترع عباءة غير مرئية لربما نكون قادرات على السير في الشوارع دون الرغبة في قذف شيء ما على أحد
لقيت هذه الحملة تفاعلاً كبيراً وبدأت العديدات يروين حكايا عن مواقف تعرضن لها، تقول جود: "المشكلة ليست في لباس المرأة، المشكلة في عقلك القذر".
وتقول mer: " إعطاء الرجل أعذاراً لِحيونته وتحرشه؛ ينتج عنهما قمع واضطهاد أكبر للمرأة من خلال تحديد أشياء تشكل تدريجياً سجن للمرأة، وذلك بزعمهم أنه يحِد من مشكلة التحرش، وما هو إلا تبريرات لتُشعِر الرجل بأن ما يصدر منه شيء غريزي وطبيعي".
التفاعل أيضاً جاء من رجال كثر. كتب مُهيب فؤاد: " كنت ماشي في الشارع بأمان الله وفجأة شفت شيء عجيب اول مرة اشوف حاجة مثله وفي جو التعجب والاعجاب خرجت هذه الجملة من فمي "ماشاء الله..!"، أهم شيء اكتشفت ان هذا الشيء طلع يتكلم لانه صاح في وجهي وقال #قع_رجال ومشى وتركني أجمع شظايا جبهتي المبعثرة على طول الرصيف، وأعتقد أنه وقع لي اليوم درس ماراح أنساه".
وكتب الوجيه عمار :" كفاية أعذار ومبررات للتحرش بالبنات #قع_رجال".
"لا تسكتيش"... تواصل مثمر لحملة رفض التحرش
مع التفاعل الكبير للحملة، ذهب فريق "بنوّت" - المكوّن من 4 فتيات يمنيات يقدمن مقاطع فيديو ساخرة وملهمة عن الوضع في اليمن - بالحملة إلى منصة "يوتيوب"، من خلال فيديو حمل هاشتاج #لا_تسكتيش، يسخر من الفكرة القديمة الجديدة بأن مبرر التحرش ملابس الفتيات.
ويوضح الفيديو أنه سواء ارتدت الفتاة النقاب أو العباءة لن تسلم من التحرش والمتحرشين، مطالبات بعدم السكوت عن أي تصرف ينتهك النساء.
تقول منى مطهر، مُعدة الفريق: "في الفترة الأخيرة بدأت الفتيات يتعرضن للتحرش بصورة كبيرة، لا أعرف سبب تفشي هذه الظاهرة، لكني أعتقد أن السبب هو سكوت الفتيات اللواتي يمنعهن أهاليهن من فضح المتحرشين بحكم أنه عيب. لذا بدأت حالة التمادي من قِبَل المتحرشين الذين استغلوا سكوت الفتيات".
تفاعلت فتيات كثيرات مع الموضوع، وبدأن بنشر قصصهن مع التحرش، وبهذا خرجن من قوقعة العيب للدفاع عن أنفسهن.وعن فكرة الفيديو، تقول مطهر إن زميلتها في الفريق وبطلة الفيديو وديان هادي نشرت عبر صفحتها منشوراً تحث من خلاله النساء على المواجهة إذا تعرضن للتحرش وفضح المتحرش لأنه جبان، وتوضح: "في اليمن قانون لا يتم تطبيقه لصعوبة ذلك. من هنا لا توانى المتحرشون في إيذاء الفتيات في أي وقت".
تضيف مطهر: "بينما كان رد الرجال أن التحرش سببه ملابس الفتيات بالدرجة الأولى ولو ارتدين ملابس أكثر حشمة لما تعرضن للتحرش، جاءت فكرة الفيديو مُناصرةً للحملة ورفضاً لهذا التفكير الذكوري العقيم، إيماناً منّا بأن ملابس المرأة ليست لها أي علاقة. فكثير من النساء يتعرضن للتحرش وهن في أسوأ حالاتهن. حتى الحوامل والكبيرات في السن هن أيضًا فرائس للمتحرشين".
المشكلة ليست في لباس المرأة، المشكلة في عقلك القذر
تتابع: " لو كان هناك عنزة تمشي في الشارع لتحرشوا بها. فكرة الفيديو هي أن فتاة خرجت لتمارس حياتها اليومية وتعرضت للتحرش سواء كانت كاشفة أو منقبة أو لابسة جلباباً واختتمنا الفيديو بتهديد لأي متحرش بأنه سندافع عن أنفسنا".
القصص عن التحرش كثيرة جداً، تحكي وفاء " اسم مستعار" عن قصتها مع التحرش: "بينما كنت ذاهبة لإجراء فحص تلفزيوني لمعرفة نوع جنيني، وحين وجدت الشارع خاوياً رفعت "اللثمة" عن وجهي لثوان، مرت سيارة وسمعت أصواتاً "يا جميل - يا مزة"، فأنزلت اللثمة بسرعة، قلت له "أنت أعمى مابتشوفش" قصدي أنني حامل ومرتدية بالطو فضفاض جداً يشبه ثوب جدتي، لم أتخيل أن أحداً قد يعاكس حاملاً، المشكلة أنه حاول أن يلمس بطني ثم شدّ لثمتي فأوقعني على الأرض".
أكثر من 90% من النساء اليمنيات قد تعرضن للتحرش مرة على الأقل في حياتهن
إطار قانوني
أكثر من 90% من النساء اليمنيات قد تعرضن للتحرش مرة على الأقل في حياتهن، وحتى الآن لا يوجد قانون يعترف بـ "التحرش الجنسي" على أنه انتهاك. اليمن لديه فقط "أفعال مخالفة في العلن" التي غالباً ما يُترك تفسيرها للقاضي. المادة 273 من القانون تعتبر جنائية "أي فعل يسيء إلى الأخلاق العامة أو الشرف ويكشف عن المناطق الخاصة أو ينطوي على التحدث بشكل غير لائق". وبموجب اللائحة، لا يمكن إدانة الطرف المذنب لأكثر من ستة أشهر من السجن أو تغريمه أكثر من 1000 ريال - 5 دولارات - لأن القانون لا يحدد ما هي الأعمال التي تستحق الشجب، فتُترك السلطات حرة في تفسير القانون كما تشاء.
ملاحظة، التحرش هو من الأفعال ذات الطابع الجنسي التي تنتهك خصوصية الجسد وهو أي كلمة (أو تصرف) لا يرحب بها متلقّيها.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...