"علاش ديري فوتينغ قبل المغرب" بهذه الكلمات استجابت الشرطة الجزائرية لدى استغاثة فتاة تعرضت للاعتداء الجسدي والضرب من قبل مجهولين في نهار رمضاني. الكلمات الثلاث، وهي بالعامية الجزائرية، تعني "لمَ تمشين قبل المغرب؟"، وقد وُجهت إلى الفتاة الجزائرية عند تقدمها بشكوى للسلطات. وهي لم ترتكب جرمًا سوى أنها ذهبت لممارسة رياضة الركض في مكان عام يشتهر بلجوء الجزائريين إليه لممارسة جميع أنواع الرياضة، ويقع في منطقة غابات بوشاوي التابعة لحي الشراقة غرب العاصمة.
?_rdc=1&_rdr
أثار هذا الفعل غضب مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي في عدد من البلدان العربية في شمال إفريقيا، وعلى وجه الخصوص الجزائر حيث حصلت الواقعة، تزامنًا مع توثيق الفتاة لشهاداتها في فيديو عما وقع لها وموقف السلطات المتواطئ بحجة أنها كانت تركض في "نهار رمضاني".
?_rdc=1&_rdr
"خليها طرونكيل"... من مادموزيل إس إلى فتاة بوشاوي
قبل هذه الواقعة، غردت المئات من الجزائريات عبر هاشتاج "خليها طرونكيل" وهو من كلمتين عربية وفرنسية، ويعني "دعها وشأنها" أو "اتركها في حالها" لتوثيق تزايد حالات التحرش الجنسي واللفظي في الشوارع الجزائرية، ومحاولة لتعزيز وعي الفتيات بكيفية التصرف حيال التعرض للتحرش. وهذه الواقعة المعروفة عبر منصات التواصل الاجتماعي في الجزائر بـ واقعة "مادموزيل إس" أو شيرين بوتلة الممثلة الجزائرية وإحدى أشهر "اليوتيبورز" في الجزائر. /1082920181848537/?type=3&_rdc=1&_rdr تبدأ الواقعة خلال شهر رمضان أيضًا عندما رفع أحد الأشخاص فيديو لبوتلة خلال إلقائها كلمة في مؤتمر مكافحة التحرش الإلكتروني في مارس/ آذار الماضي، وقد أوردت فيها نصوص الرسائل التي تتلقاها عبر صفحاتها على منصات التواصل الاجتماعي، والتي تتضمن إهانات وإيحاءات جنسية. قراءة بوتلة لنصوص الرسائل التي اعتبرها البعض "فاحشة" ولا يفترض بفتاة أن ترددها، كانت محاولة منها لزيادة الوعي والإدراك لدى الفتيات، لأن لتلك الكلمات المكتوبة من خلف الشاشة تأثيراً سلبياً على حياة الناس، وتعد ضمن وسائل التحرش الحديثة. علماً أن الممثلة الجزائرية وجدت نفسها ضحية التحرش والتنمر الإلكتروني عقب شهرين من مشاركتها في مؤتمر لزيادة الوعي ومكافحة التحرش السيبراني، مما دفع المئات من الجزائريين إلى التضامن معها ضد حملة التشهير الإلكترونية، وإدانة ناشر الفيديو. وبالعودة إلى هاشتاج "خليها طرونكيل" الرامي إلى توعية الفتيات بشأن كيفية التصدي للتحرش الجنسي، مع توثيق فتاة بوشاوي لما حدث معها عبر مقطع الفيديو المتداول، بدأت غالبية الصفحات المهتمة بالشأن المجتمعي في استقبال ونشر شهادات النساء ضحايا التحرش الجنسي واللفظي المتزايد في الشوارع الجزائرية. ولم تخلُ التعليقات على الفيديو من الجدل الذي لا يزال منتشرًا في المنطقة العربية من المحيط إلى الخليج، ومحوره إدانة الفتاة الضحية دومًا حتى من قبل بعض النساء. وهو ما يظهر في عدد من التعليقات المنشورة على الفيديو، والتي لم تخرج من توجيه اللوم لفتاة بوشاوي لأنها ركضت على مرأى من الغرباء بحسب قول حساب يحمل اسم مريم. وفي الإطار نفسه، انتقد حساب يحمل اسم رامي عليمي تعليقات بعض النساء اللواتي وجهن اللوم للفتاة، مستغربًا موقف رجال الشرطة الجزائرية.التي اكتفت بلوم الفتاة لأنها زاولت رياضة الركض في الشارع قبيل بضع ساعات من أذان المغرب بقولهم: ""علاش ديري فوتينغ قبل المغرب".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...