وفي مقال على موقع دوتشيه فيليه الألماني في نسخته العربية حمل عنوان نعم.. أنا متهم في قضية عسكرية، أرجع الأسواني سبب ملاحقته إلى توجيهه النقد لكل من يستحق حتى ولو كان الرئيس السيسي نفسه، بحسب تعبيره، مضيفاً أن السبب الآخر لملاحقته هو كتابه الأخير "جمهورية كأن" الممنوع من البيع داخل مصر.

وقال الأسواني في مقاله: "منذ يومين علمت أنه تمت إحالتي إلى القضاء العسكري بتهمة إهانة رئيس الدولة والتحريض ضد النظام بسبب روايتي الأخيرة والمقالات التي أكتبها في هذا المكان" في إشارة إلى موقع دوتشيه فيليه.

أنا فخور بجريمتي

اعتبر الأسواني في مقاله أن جريمته الوحيدة أنه كاتب يعبر عن رأيه بحرية، مؤكداً أنه في الأسبوع الأول من رئاسة السيسي لمصر تم منعه من الظهور في القنوات المصرية، وقال له صديقه المذيع الشهير الذي لم يذكر الأسواني اسمه إن المخابرات المصرية منزعجة جداً من ظهوره ويعتبرون أنه يؤثر سلباً على تفكير الناس.

يكمل الأسواني: "لم أهتم بذلك المنع لأننى كنت أعتذر عن عدم قبول معظم الدعوات ولا أظهر في التلفزيون إلا مع مذيعين قليلين أثق فيهم".

ووجه الأسواني رسالة إلى المدعي العام العسكري، قال فيها إنه إذا كانت جريمته هي التعبير بصراحة عن أفكاره فإنه معترف وفخور بها، مضيفاً "أن ما تعتبرونه جريمة أعتبره واجب الكاتب وشرفه ولسوف أستمر في ارتكاب هذه الجريمة حتى نهاية العمر"، على حد تعبيره.

ولم تعلن السلطات المصرية رسمياً أية ملاحقات قضائية بحق الكاتب المصري، إلا أن مصادر قضائية، إضافة إلى منظمات مجتمع مدني مصرية تدافع عن حرية التعبير ومنها الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، أكدت أن هناك شكاوى قدمت بالفعل أمام القضاء.

ويعيش الكاتب علاء الأسواني حالياً في الولايات المتحدة حيث يدرس الأدب.

وأكدت دار نشر أكت سود الفرنسية التي تنشر كتب الأسواني الثلاثاء ملاحقته قضائياً في مصر، ونشرت الدار بياناً قالت فيه إن الاتهامات الموجهة الى الأسواني تستند الى مقالات يكتبها في دوتشيه فيليه العربي وإلى روايته الأخيرة "جمهورية كأن" التي تروي أحداث ثورة العام 2011.

بعد الفنان عمرو واكد، القضاء العكسري المصري يلاحق الكاتب علاء الأسواني.

وجه علاء الأسواني رسالة إلى المدعي العام العسكري، قال فيها إنه إذا كانت جريمته هي التعبير بصراحة عن أفكاره فإنه معترف وفخور بها.

ماذا حدث في جمهورية كأن؟

يقول الأسواني إنه وصف في كتابه جمهورية كأن، الجرائم التي ارتكبتها السلطات المصرية ضد شباب الثورة، مضيفاً أن الكتاب منع من البيع في جميع الدول العربية باستثناء تونس والمغرب ولبنان، على حد قوله.

والأسواني من مواليد العام 1957 وهو واحد من أشهر الكتاب المصريين، وحققت روايته الأولى عمارة يعقوبيان مبيعات كبيرة في المكتبات المصرية والعربية، وتحولت إلى فيلم سينمائي ناجح من بطولة الممثل المصري  عادل إمام. ترجمت كتب الأسواني إلى أكثر من ثلاثين لغة ونال نحو 15 جائزة أدبية.

وفي جميع مقالاته منذ العام 2011 يدافع الأسواني عن قيم الديموقراطية وحقوق الإنسان، وكان أحد مؤسسي حركة كفاية المصرية التي وقفت ضد الرئيس المصري محمد حسني مبارك بعد ترشيح نفسه لفترة رئاسية جديدة قبل ثورة يناير.

وفي العام 2011 كان الأسواني أحد الوجوه الشهيرة في ميدان التحرير أثناء التظاهرات الحاشدة التي خرجت يوم 25 يناير ضد قمع الشرطة المصرية ولمطالبة مبارك بالتنحي.

وفي سياق تتبع المنتقدين، ذكر الممثل المصري عمرو واكد يوم 4 مارس عبر حسابه على تويتر أنه علم أنه محكوم عليه غيابياً من القضاء العسكري المصري بخمس سنوات سجن، وحكم آخر بثلاث سنوات سجن بتهمتين مختلفتين، هما نشر أخبار كاذبة، وإهانة مؤسسات الدولة.