شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
قطع رأس تنظيم داعش في العالم الافتراضي

قطع رأس تنظيم داعش في العالم الافتراضي

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الجمعة 12 أغسطس 201602:40 م

الحرب ضد داعش متعددة الأوجه، لا تقتصر على الطائرات وعمليات القتال التقليدية. فالتنظيم فرض على العالم الدخول معه في حرب من نوع آخر. إنها الحرب الإلكترونية. وهذه نتيجة طبيعية لاستخدامه المكثف والممنهج للإنترنت بهدف الترويج لأعماله واستدراج مؤيديه وإبهار العالم بقوته التي تجسدها جرائمه الموغلة في الوحشية.

داعش والإنترنت

ارتبط اسم تنظيم داعش بفيديوهات قطع الرؤوس والحرق واستعباد البشر، التي يحمّلها على يوتيوب وغيره من المواقع الالكترونية، كما يغرّد بها على تويتر وينشرها على فايسبوك وبقية مواقع التواصل الاجتماعي. وعندما بدأ عمليته العسكرية الضخمة في العراق، أطلق هاشتاغ توعّد فيه الغرب وهو #SykesPicotOver. وحالياً ينشط مؤيدوه على تويتر تحت هاشتاغ #الحملة_العالمية_لنصرة_الدولة_الإسلامية. ويعمل داعش من خلال الشبكات الاجتماعية على تشجيع الناس على مبايعة "الخليفة".

في آخر الإحصاءات، أشارت دراسة أجراها معهد Brookings إلى أن هناك حوالى 46 ألف حساب على تويتر تعمل لمصلحة التنظيم. وقد برزت حسابات داعمة لداعش وتكتب بالانجليزية، مثل حساب "شامي ويتنس" الذي يتابعه 17 ألف شخص، وقد قالت الشرطة الهندية في ديسمبر 2014 أنها اعتقلت المشرف عليه. وكان تويتر قد حجب هذا الحساب، لكنه عاد للظهور بعد أن وضعت الشرطة الهندية يدها عليه وسجلت جميع تغريداته ومحادثاته.

مجابهة داعش

نشاط داعش الإكتروني لم يمر بدون رد من خصومه. فقد أطلقت الحكومة الأمريكية حملات إلكترونية تستهدف التنظيم، واعتمدت على التشكيك في ما يبثه وتبيان زيف ادعاءاته وانتقاد دمويته. وكان من أبرز تلك الحملات صفحة Think Again Turn Away، الناطقة باللغة الإنجليزية والتي تخاطب، عبر فايسبوك، الشباب الذين يفكرون في الانضمام إلى داعش من أجل دفعهم إلى مراجعة مواقفهم. على سبيل المثال، تُظهر في أحد مناشيرها صورة لأطفال تقول إنهم في معسكرات تدريب التنظيم وتصف الأمر بأنه انتهاك لبراءتهم.

//
Post by Think Again Turn Away.

لكن المدون وخبير الإعلام الاجتماعي الموريتاني المقيم في أمريكا، ناصر ودادي، يقول لرصيف22 إن "الخطاب الغربي المواجه لداعش على الساحة الإعلامية ضرب من الخيال العلمي، وواضح أن أصحابه لا يفهمون ميكانيكية الخطاب الجهادي". ويضيف: "من أجل محاربة الدواعش يجب الإطلاع على الثقافة الإسلامية وأيضاً فهم ثقافة جيل ما دون الثلاثين لأن هؤلاء هم الفئة العمرية التي نجح الدواعش في اختراقها وتجييشها". وفي رأيه: "الغرب والدول العربية خسرت تلك المعركة بجدارة وما زالت حتى الآن تتخبط". ويخلص ودادي: "في النهاية، الحل ليس بيد الحكومات بل بيد الناشطين من تلك الفئة العمرية نفسها فهم الأقدر على إنتاج رسائل مضادة مصممة لأقرانهم بأسلوب يفهمونه ويتفاعلون معه".

وكان للناشطين العالميين والعرب والعراقيين خصوصاً دور كبير في مجابهة داعش إلكترونياً، وذلك من خلال حملات مناهضة للتنظيم. وقام الناشطون والمدونون العراقيون باطلاق حملة لمواجهة إدعاءات داعش في بداية غزوه للعراق، حين ادعى، في سبتمبر عام 2014، بأن مقاتليه يحاصرون العاصمة العراقية بغداد. فأطلق هؤلاء حملة لفضح كذب داعش وغردوا بكثافة على هاشتاغ #بغداد_بخير وBaghdad_Okay#، من أجل مجابهة الخوف الذي قد تسببه الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي. ودعوا المواطنين إلى نشر صور أحيائهم في بغداد للتأكيد أن التنظيم يكذب في إداعاءاته. وكان هناك تجاوب كبير مع هذه الحملة. وأيضاً نشط المغردون على هاشتاغات #insm_iqو #NO2ISIS للغاية نفسها.

بدورها، دخلت مجموعة "أنونيموس"، بعد الاعتداء الإرهابي على مجلة شارلي إيبدو، على خط مواجهة داعش. فهددت التنظيم بقرصنة حساباته وحسابات مناصريه على شبكات التواصل الاجتماعي. وفعلاً، أعلنت المجموعة قرصنتها حسابات مؤيدة لداعش على موقعي تويتر وفايسبوك.

وحذف موقع تويتر هو الاَخر 18 ألف حساب داعماً للتنظيم، 800 منها في خريف 2014، وذلك حسب دراسة معهد بروكينغز. سلوك الموقع هذا كان قد تسبب بنشر تهديد منسوب للتنظيم، يهدد فيه بتصفية مؤسس تويتر والعاملين فيه، وجاء في بيان التهديد: "كيف ستحمي يا جاك موظفيك البائسين عندما تصبح رقابهم هدفاً رسمياً لجنود الخلافة وأنصارها المنتشرين بين ظهرانيكم! بماذا ستجيب أُسرهم وأبناءهم، وقد ورطتهم في هذه الحرب الخاسرة؟".

ونقلت رويترز عن خبراء إمكان تحول تنظيم الدولة الإسلامية إلى مواقع تواصل اجتماعية أخرى، مثل موقعي كونتاكت وداياسبورا الروسيين، وذلك بعد التضييق عليه في تويتر وفايسبوك. كذلك حجبت الحكومة العراقية موقّتاً بعض المنابر الإعلامية التي يستفيد التنظيم منها بما في ذلك فايسبوك وتويتر وسكايب ويوتيوب.

في المقابل، ردّ التنظيم على المضايقات التي يتعرض لها على الإنترنت وأظهر امتلاكه إمكانات تقنية أتاحت له قرصنة حساب القيادة العسكرية الأمريكية للمنطقة الوسطى وتالياً نشر وثائق تخص الجيش الأمريكي.

السخرية هي الحل؟

قال لرصيف22 المدون المصري طارق عمرو إن أفضل وسيلة لمجابهة داعش هي السخرية منه"، وأضاف: "أنا أرى أن الحرب مع داعش هي حرب فكرية بالأساس، وعليه فإن حظره سيكون انتصاراً له، والمفروض هو فتح المجال أكثر لوجوده على الشبكة لفهم أفكاره ومناقشتها ودحضها".

ويبدو أن رأي طارق عمرو يجد صدى بين الناشطين العرب على الإنترنت. فالسخرية من داعش تكتسح الشبكة الاَن، وتتعدد أساليبها، من رقص ساخر ورسوم كاريكاتورية ومناشير ومقالات. ومن أكثر نماذج السخرية من التنظيم رواجاً، تلك الفيديوهات التي انتشرت في المدة الأخيرة معيدةً تلحين نشيد "صليل الصوارم"، أبرز أناشيد التنظيم الدعائية، على ألحان شعبية معروفة والرقص عليه بسخرية.

وكذلك تركيبه على مشاهد من أفلام عربية شهيرة

بل حتى الرقص عليه في الأعراس

وتحوير كلامه في تغريدات على تويتر.

وقد ظهرت على فايسبوك صفحات عدة مخصصة للسخرية من داعش ومقاتليه والفتاوي التي تصدر عنه، منها صفحة "داعش ودعدوشة" التي فاق عدد معجبيها الـ25 ألف، وتنتقد إيديولوجيا التنظيم. وهناك صفحة "فتاوي داعش" التي تعرض مناشير وصوراً وكاريكاتورات ساخرة ويفوق عدد معجبيها الـ42 ألف، يتفاعلون معها بشكل جيّد. وتعرف الصفحة عن نفسها بالقول: "سنبطش بالجميع ونقيم الخلافة -صفحة ساخرة بامتياز- نقبل الجميع بشرط عدم الشتم".

وتكشف حالة السخرية من التنظيم على الإنترنت وجود رغبة لدى الكثيرين في كسر الهالة المرعبة التي يضعها تنظيم داعش حوله، والتي تظهر بشكل جلي في فيديوهاته.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image