لا تعمل الدولة الإسلامية في الرقة والموصل فحسب، بل تطورت وسائلها وتقنياتها لتناسب العصر التكنولوجي الجديد. وبدلاً من أن تعلن حربها بالسيف فقط، تعلنها بالميديا والأجهزة الذكية والمعلومات.
هذه المرة، يعرف داعش ضحيته جيداً، وينسّق اللعبة بحرفية شديدة، ويركز هدفه، وللمرة الأولى، على الشريحة التي يدرك أنها أساس بناء المجتمعات أو تخريبها، وهي الأطفال.
تطبيقات آمنة للتواصل، كتطبيق وكالة أعماق وتطبيق الراوي، المستخدمين في الرسائل النصية السرية بين أفراد التنظيم. لكن هذه هي المرة الأولى التي يتوجه فيها القائمون على الدولة الإسلامية إلى الأطفال، وهم الفئة الأهم في تعليمهم ونشرهم للمنهج الإسلامي على طريقة الدولة الإسلامية.
تطبيق جديد أطلقته الدولة الإسلامية، تحت اسم "مكتبة الهمة" عبر قنواتها على Telegram للأجهزة الذكية بنظام Android. هو عبارة عن مجموعة من الألعاب المسلية والملونة والمدروسة لتعليم الأطفال اللغة العربية، لكن المشكلة لا تكمن في الوسائل المستخدمة أو في التعليم نفسه، بل بالكلمات الكبيرة الواضحة التي ترسخ في ذهن الطفل، وهي مصطلحات الحرب والجهاد والقتال، والتي يتم من خلالها التعليم التقليدي للأحرف.
لكل حرف كلمته الخاصة من مصطلحات القتال والجهاد. وبدل أن يقرأ الطفل الكلمات البسيطة التي تعلم المدراس التقليدية من خلالها الحروف، على الطفل أن يمر بساحة معركة أثناء استخدامه التطبيق. فلتعلّم حرف الباء مثلاً، يجب أن يعرف كلمة بندقية، والدال دبابة، والذال ذخيرة، والطاء طلقة، والصاد صاروخ.
لا يتوقف الأمر عند تلك المصطلحات، بل يمتد أبعد من ذلك. في التطبيقات التقليدية المعروفة لتعليم اللغة للأطفال، تحتل الأغاني مكانة أساسية، لمساعدة الطفل على استذكار الكلمات والأحرف مع اللحن. لكن الدولة الإسلامية قررت استبدال تلك الأغاني والألحان المحببة إلى قلب الطفل، بأناشيد إسلامية، تشجع في كلماتها على الجهاد والقتال في سبيل الله، وغيرها من المفاهيم والعقائد والمبادئ الخاصة بالدولة، في محاولة لبدء تربية الأطفال على الإرهاب، من خلال زرع الأفكار في عقولهم، عبر برامج الأطفال التي يستخدمونها.
يذكر أن هذا ليس التطبيق الأول للدولة الإسلامية على قنواتها على Telegram، فقد كان لها عدة رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
نسرين الحميدي -
منذ 20 ساعةلا اعتقد ان القانون وحقوق المرأة هو الحل لحماية المرأة من التعنيف بقدر الدعم النفسي للنساء للدفاع...
مستخدم مجهول -
منذ يوماخيرا مقال مهم يمس هموم حقيقيه للإنسان العربي ، شكرا جزيلا للكاتبه.
mohamed amr -
منذ يوممقالة جميلة أوي
mohamed amr -
منذ يومهو حضرتك المقال حلو ومع كل احترامي بس يعني هو أغلب الشباب العالم العربي مش بيحصلوا علي المداعبات...
mohamed amr -
منذ يومينمقالة جميلة اوي
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com