تأسس مركز خليل السكاكيني الثقافي عام 1996، على إسم الكاتب والمفكر الفلسطيني المعروف. يعدّ من أبرز الأماكن التي تهتم بالثقافة والفنون في مدينة رام الله، وفي فلسطين بشكل عام، وهو مؤسسة غير حكومية، وغير ربحية. يعتبر المركز اليوم مصدراً أساسياً لمواكبة النشاطات داخل فلسطين وخارجها، من عقد محاضرات، إقامة معارض، ورشات عمل، إضافة إلى مشاريع تربوية في المدارس، مما يتجاوز فكرة النخبوية في الجمهور.
من النشاطات الأخيرة في مركز السكاكيني التي أخذت هذا الطابع، إقامة الدورة الثالثة من مهرجان "سين" لفن الفيديو والأداء، بالشراكة مع مؤسسة "انستانت فيديو"Instants Video في مرسيليا، والمركز الثقافي الألماني الفرنسي، ومؤسسة عبد المحسن القطان في رام الله ( 17 – 23 يونيو 2013).
"حشود وحيدة" هي ثيمة المعرض التي وضعتها كلٌّ من لارا الخالدي من مركز خليل السكاكيني، وريم شله من مؤسسة عبد المحسن القطان. من الملفت في دورة المهرجان هذا العام، عرض الأعمال في أماكن عامة في مدينة رام الله، حيث دُعي تسعة فنانين لإنتاج أعمال يتم عرضها في سياق عام مناسب لمضمون العمل. كما شاركت تعاونية "مُصرِّين"، وهي مجموعة من نشطاء إعلاميين وصانعي أفلام من القاهرة، وقدمت بعض أعمال الفيديو. أما عن شراكة انستانت فيديو الفرنسية، فتمثلت بعرض ثلاثة برامج لأفلام فيديو ابتكرها فنانون عالميون لمناسبة الاحتفال بمرور خمسين عاماً على ظهور الفيديو في العالم. تضمن برنامج المهرجان عروض أفلام مختلفة في الهواء الطلق، وعدة محاضرات عامة لكمال الجعفري من فلسطين، روبرت ستيفان Robert Stephane ونادين يانس Nadeen Janssen (بلجيكا)، وويلي ليغوو Willy Legaud (فرنسا)، كما تخلل المهرجان عرض حي للفنان الألماني روخوس أوست Rochus Aust ، وعمل فيديو تركيبي رباعي القنوات وأداء حي لسمر حدّاد كينج.
من الأعمال المشاركة والمنتجة خصيصاً للمهرجان، فيديو الفنان علاء أبو أسعد "رحلة إلى رام الله" الذي عرض في رام الله القديمة. يقوم علاء بالاعتماد على خارطة مستشار التخطيط المدني في القدس (الأردن) لعام 1965 في تتبع رحلته من القدس الى رام الله مروراً بكل المحطات. يحاول الفيديو، كما يقول علاء، تصعيد الأسئلة ضمن مجال رؤية المشاهد/ المسافر.
أما بالنسبة لنشاطات المركز الدورية، فهناك مشروع مجموعة الأستوديو المفتوح. تدعو المجموعة فنانين من مختلف مناطق فلسطين والجولان، ليجتمعوا سنوياً في مدينة بيرزيت قرب رام الله مدة أسبوعين، وتنظم محاضرات ونقاشات حول مواضيع آنية وتربطها بالممارسة الفنية. ما يميز هذه الورشة معايشة الفنانين لبعضهم البعض ومراقبة تطور الأعمال عاماً بعد عام، في الوقت الذي تدخل فيه المجموعة عامها الخامس هذا الصيف. قامت المجموعة بعرض أعمالها في عدة معارض جماعية تشمل منتجاتها خلال الورشة، من ضمنها معرض "تجريب.. وإعادة تجريب"، ومعرض "اختزال" الذي ركز على ثورات العالم العربي. من المشاركات في المعرض الفنانة رندا مداح(1983)، من الجولان، التي عرضت لوحة رصاص على ورق قياس (250 × 150) مرفقة بنص قصير: "نقلاً عن ما قالته زوجة أحد الشهداء". يأخذ العمل طابعاً مسرحياً، ويميل ربما الى مسرح الدمى، لوجود شخصيات غير واقعية جميعها تنظر باتجاه المشاهد.
بالإضافة إلى ذلك ينظم مركز السكاكيني ورش عمل وندوات ومعارض دورية خلال السنة. في بداية شهر يونيو تم إطلاق ورشة عمل "الكتابة النقدية" مع الكاتب والمفكر والناقد اسماعيل الناشف. إنها أول ورشة من نوعها في مدينة رام الله تساهم في تأسيس فضاء للمعرفة النقدية حول الفن وتاريخه وأشكال نقده الممكنة بشكل عام، وفي السياق العربي الإسلامي والفلسطيني بشكل خاص. كما قدم في يوليو أيضاً منير فاشه ندوة تحت عنوان "إعادة الاعتبار للدجاجة الفلسطينية" وندوة أخرى حول "الصورة كوثيقة تاريخية" مع عصام نصار، و"المقاومة الشعبية، أين الشعب منها" مع علاء العزة. كما تم افتتاح معرض "فلسطين قبل 1948 ليست مجرد ذاكرة"، عرض لصور فوتوغرافية من أرشيف مؤسسة الدرسات الفلسطينية للمصور خليل رعد (1854-1957). ومنذ أيام قليلة وبالشراكة مع ورشة فلسطين للكتابة، تم تنظيم حوار مفتوح بعنوان "الكاتب، الفرد، في مواجهة المؤسسة، الجماعة" بإشراف الكاتبة والشاعرة مايا أبو الحيات. تقام تلك الندوات عادة في حديقة المركز ضمن مشروع "موسيقى في الحديقة" منذ أربع سنوات حتى الآن، حيث يقدم فنانون وموسيقيون حفلاتهم . وفي 31 أوغسطس قدم باسل زايد عزف صولو على آلة عود، وكان قد سبقه في تقديم الحفلات كل من محمد قططي (أكورديون)، ومحمد نجم (كلارينيت) مع أحمد عيد (باص) وسامر جرادات (إيقاع)، فيما قدمت أيضاً دنيا جرار حفلة على البيانو، وغيرهم الكثير.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين