شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!

ملف لنتخيّل

بعد عشر سنوات على تأسيس رصيف22، وانطلاقته، نعود اليوم إلى نقطة البداية التي لم نفارقها يوماً: عطش الناس، خاصةً الشباب منهم، إلى رسم دورهم وتقرير مستقبلهم ومستقبل بلادهم. كان هذا العطش البذرة الأولى المحرّكة لتأسيس رصيف22، في العام 2013. كان البذرة التي جسّدت الأمل الفعلي القابل للتطبيق، وتزامن غرسها مع بداية إدراك أن ثورات هذه الشعوب تتحول شيئاً فشيئاً لتصير سجنها الذي شيّدته أنظمة ديكتاتورية ورأسمالية استعمارية، عربية وغير عربية وعالمية.

صار العطش منصّةً إعلاميةً مستقلّةً، ترتكز على قيم حقوق الإنسان، وتناضل من أجلها صحافياً، من خلال الاقتراب من أصوات بلادنا العربية، بتنوّعها الإثني والثقافي والديني والجندري. أي أنه صار منصةً منحازةً أولاً إلى الأصوات المهمّشة، مهمتها منح الأصوات تلك فرصةً للتعبير عن معاناتها وتحدياتها من جهة، وكذلك عن رؤيتها الفردية والجماعية للمستقبل. المستقبل الذي نعمل من أجله في رصيف22، يتسّع للجميع. لهذا نكتب، ولهذا نغطّي الانتهاكات التي تُمارسها السلطات السياسية والاجتماعية والدينية، باختلاف قوّتها وأدوات قمعها.

منذ اللحظة الأولى لتأسيس رصيف22، وحتى يومنا هذا، أخذ المستقبل حيّزاً أساسياً ويومياً في إنتاجنا الصحافي. لم يكن الحديث عنه مباشراً. لكن اليوم، وبعد أكثر من 10 سنوات على انطلاقتنا، رأينا أن نمنح المستقبل حيّزاً أوسع، وأكثر مباشرةً؛ أن نفكر فيه، ونتخيّله، ونتحدث عنه ونكتب، ونخطط له ونناقشه بشكل جماعي.

قد يبدو التفكير في المستقبل، وتخيّله، في هذه المرحلة التاريخية القاسية التي يتعرض فيها قطاع غزّة وأهله لحرب إبادة جماعية من قبل إسرائيل، مسألةً شديدة الغرابة، حيث يبدو المستقبل مظلماً وغير عادل أكثر مما كنا نتخيّل، في ظلّ هذا الكم من القتل والدم والدمار والمحو الذي لم ينجح أحد في إيقافه حتى الآن. فكيف يمكن أن نتحرّك من الإحباط المحقّ إلى تصوّر فاعل للمستقبل؟

الإجابة عن هذا السؤال أعادتنا إلى لحظة التأسيس التي لم نفارقها، من جديد، دون المقارنة بين الأزمنة والظروف. صحيح أنها كانت مرحلة إحباط محقّ من الاستيلاء على آمال شعوبنا وأحلامها بالحرية والكرامة والعدالة في ظلّ الدمار والدم والقتل، لكن إدراك أن تأثير تلك المرحلة علينا، لم يمنعنا من أن نخطو خطواتنا الأولى نحو البذرة التي شكّلت هويّتنا ومسؤوليتنا الصحافية، ألا وهي: الانحياز إلى معاناة الناس، وأصواتهم وأحلامهم، دفعنا إلى غرس البذرة التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه اليوم.

يومها، انطلقنا من الحاجة إلى التغيير السياسي والاجتماعي، وبناء واقع مختلف في المستقبل القريب والبعيد لبلادنا وناسها. انطلقنا في عزّ اليأس الذي استوطن فينا آنذاك، ومن رحم الدمار والقمع والانتهاكات.

نعود اليوم لنتذكر تلك اللحظة، ونحن نشاهد العذاب اليومي لأهلنا في غزّة، في ظل غياب الأمل، واستيلاء مشاعر العجز، والخوف والغضب علينا. نعود لنتذكر تلك البذرة في لحظة اختفت فيها حتى القدرة على الحُلم أمام وحشية تدمير الإنسان الفلسطيني وأرضه. نريد أن نتذكرها ونتمسّك بها: من حقنا أن نتخيّل مستقبلاً أفضل من هذا. من حقّنا أن يكون المستقبل كما نريده.

كيف سنحقق ذلك؟ لا نعرف. لا أحد يعرف كيف يمكن أن نحقق مستقبلاً أفضل طالما أن من يقرر هذا المستقبل ويرسم ملامحه، أياً كان، لا يكترث لقيمة الإنسان.

يوم انطلقنا كنّا وحدنا. اليوم نحن محاطون بالقرّاء، لذا ندعوهم، وندعو كتّابنا وكاتباتنا، لنكتب، ونفكر، ونناقش... والأهم "لنتخيّل" هذا المستقبل.


هل تنضم/ ين إلينا "لنتخيّل" معاً؟

إن كان لديك أي مقترح أو فكرة أو موضوع ترغب/ ين في الكتابة عنه يتعلّق بالمستقبل وتخيّله، يُرجى التواصل معنا عبر:

imagine@raseef22.com

Website by WhiteBeard
Popup Image