ضاعفت الحروب والصراعات المسلحة من جهة، والجفاف من جهة أخرى، الأزمات الإنسانية التي تواجهها البشرية. فبحسب تقارير أممية وعالمية، هنالك 4 مجاعات على حافة الاندلاع في 4 دول أفريقية، من بينها ثلاث عربية هي الصومال واليمن وجنوب السودان، إلى جانب نيجيريا.
تحذيرات أممية واسعة
في جلسة العاشر من مارس لمجلس الأمن الدولي، أكد منسق الإغاثة الطارئة بالأمم المتحدة، ستيفن أوبراين، أن الأمم المتحدة بحاجة إلى 4.4 مليارات دولارات لإغاثة 20 مليوناً يواجهون خطر المجاعة في جنوب اليمن وجنوب السودان وشمال شرق نيجيريا والصومال. وفي تقريره عن الوضع في البلدان المتأثرة بالصراعات، أوضح أوبراين أن تلك التكلفة تفصيلية وليست مبلغاً للتفاوض، لافتاً إلى أن الأمم المتحدة وشركاءها على استعداد كامل للتوسع في العمل لإنقاذ المزيد من الأرواح، لكنها بحاجة "للوصول الآمن دون عوائق" للمتضررين وكذلك للأموال الكافية. وأضاف أوبراين أن كينيا يمكن ضمها للبلدان المتضررة من الجفاف إذ يعاني 2.7 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي فعلياً. بينما أكد أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، أن العالم يواجه أكبر حالة طوارئ للانعدام الغذائي في العالم، واصفاً الوضع بالخطير. فالملايين من الناس هم بالكاد على قيد الحياة بين سوء التغذية والموت، وعرضة للأمراض واضطروا إلى قتل الحيوانات وأكل الحبوب التي يخزنونها ليسدوا جوعهم، مشدداً على ضرورة جمع المبالغ التي تحتاجها منظمات الإغاثة والتي لا يتوفر منها حالياً سوى 90 مليون دولار.الأطفال أكثر تضرراً
أما اليونيسيف، فقد وجهت نداءاً عاجلاً لتوفير مبلغ 255 مليون دولار للاستجابة للاحتياجات "الملحة" للأطفال في شمال شرق نيجيريا والصومال وجنوب السودان واليمن. وأضافت أن الأمر بات خطيراً بالنسبة لأكثر من مليون طفل بسبب الجفاف والصراعات المسلحة التي دمرت الأرواح في شمال شرق نيجيريا والصومال وجنوب السودان واليمن. وتابعت على لسان كريستوف بوليارك، المتحدث باسمها، "لقد تعلمنا الدرس من مجاعة الصومال عام 2011 إذ مات عدد غير معلوم من الأطفال، ولا يمكن أن يحدث ذلك مجدداً، كذلك لا يمكن أن نترك الأطفال حتى تعلن المجاعة لنتحرك لإنقاذهم". وكان المسؤولون الأمميون شددوا مراراً على أن "المرونة" أكبر الدروس المستفادة من مجاعة الصومال الماضية، والتي لقى ربع مليون حتفهم خلالها، كما أنها أوضحت أن مفهوم المجاعة لا يقتصر على نقص الطعام فقط بل أيضاً على نقص المياه، العنصر الأكثر حيوية. 22 مليون طفل يواجهون الجوع والمرض، وقد شردوا وحرموا من التعليم في الدول الأربع. ويواجه نحو 1.4 مليون طفل خطر الوفاة المحدق هذا العام بسبب سوء التغذية الحاد، بحسب اليونيسيف.العالم يواجه أكبر حالة طوارئ للانعدام الغذائي في العالم، و3 دول عربية مهددة
يشكل اليمن أكبر حالة طوارئ للانعدام الغذائي في العالم اليوم. نحو 7.3 مليون شخص في حاجة إلى مساعدات غذائية
ترامب عكس التيار
وفي تحقيق مطول لـ"نيويورك تايمز"، أكدت الصحيفة أنه في الوقت الذي تسعى فيه الأمم المتحدة لجمع "بلايين" الدولارات لإنقاذ الإنسانية في الدول الأربع، يتعجل الرئيس الأمريكي ترامب إقرار الكونغرس لخفض المساعدات الأجنبية والنقدية للأمم المتحدة، الأمر الذي يخشى مسؤولو المنظمة الدولية أن يضاعف أعداد الضحايا، إذ تقدم الولايات المتحدة مساعدات تفوق أي بلد آخر خلال الكوارث والأزمات. وعلّق دومينيك ماكسورلي، المدير التنفيذي لمجموعة كونسرن العالمية، إحدى أهم الشركات المساعدات الخاصة: "إن النظام الإنساني والإغاثي العالمي على شفا الانهيار".الصراع العسكري يحاصر المدنيين في اليمن
يشكل اليمن "أكبر حالة طوارئ للانعدام الغذائي في العالم"، بحسب الأمين العام للأمم المتحدة، الذي يلفت إلى أن نحو 7.3 مليون شخص في حاجة إلى مساعدات غذائية، داعياً أطراف النزاع للسماح للمنظمات الإنسانية بالوصول إلى المحتاجين. كما أكدت منظمات أممية أن ثلثي الشعب اليمني يجدون صعوبة في تأمين الغذاء، وأن الحاجة "طارئة" لجمع 2.1 مليار دولار لدرء خطر المجاعة هناك. ويرى مندوب الفاو في اليمن أن سرعة تدهور الوضع وزيادة الأعداد التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي مقلقتان للغاية، بينما تؤكد اليونيسيف أن أعلى نسبة سوء تغذية بين الأطفال حتى الآن سجلت في اليمن.الحرب "تجوع" نصف شعب جنوب السودان
وكانت ثلاث منظمات أممية هي منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) وبرنامج الغذاء العالمي، قد أعلنت المجاعة في أجزاء من جنوب السودان في العشرين من فبراير الماضي. وأكدت المنظمات أن "الأشخاص بدأوا يموتون بالفعل بسبب الجوع"، فيما أكدت حكومة جنوب السودان أن ثلاث سنوات من الحرب والصراع العسكري أفضت بنصف الشعب إلى الجوع، لافتةً إلى أن الصراع العسكري المستمر أدى لتوقف الزراعة وانهيار الاقتصاد وارتفاع جنوني لأسعار مختلف السلع والخدمات. وهناك 5 ملايين شخص بحاجة للغذاء في جنوب السودان إلا أن ما يزيد التحديات التي تواجه جهود الإغاثة قتل عمال إغاثة وتعرض مجموعات تقديم المساعدات الإنسانية والإمدادات لهجمات وللسرقة، بحسب أوبراين.الكوليرا والجفاف يهددان 3 ملايين شخص بالصومال
لا يختلف الوضع كثيراً في جنوب الصومال حيث أدى الافتقار إلى المياه أو الجفاف والصراع بين القوات الحكمية وعناصر حركة الشباب الجهادية، وانتشار وباء الكوليرا وبعض التغيرات المناخية إلى إعلان السلطات الحكومية حالة "كارثة وطنية". وبحسب رئيس العمليات الإقليمية هناك، عبد الله عمر، فقد قتل 110 أشخاص في يومين أغلبهم من الأطفال وكبار السن، بسبب نقص المياه وعدم وجود علاج للكوليرا التي بدأت في التفشي بسبب ضعف إجراءات النظافة العامة. وأكدت الأمم المتحدة أنه في حال لم تعزز المعونات الإنسانية فإننا على أعتاب مجاعة ثانية في الصومال، حيث يعتمد 6.2 مليون شخص، نصف السكان، على المعونات الإنسانية. جدير بالذكر أن المجاعة تهدد 3 ملايين شخص في الصومال بينهم سبعون ألف طفل، كما يعاني 360 ألف طفل صومالي من نقص حاد في التغذية ويحتاجون بصورة عاجلة إلى العلاج الطبي. وتعرقل حركة الشباب المجاهدين الإسلامية" الصومالية المتطرفة جهود منظمات الإغاثة وتمنع وصولها للمتضررين مما يزيد الأمر سوءاً. أما في شمال شرق نيجيريا، فيعاني 5.1 مليون شخص من نقص في الغذاء، ونحو 500 ألف طفل من سوء حاد في التغذية، وسط استمرار النزاع مع جماعة بوكو حرام.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين