شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
شحّ المياه، كارثة العالم العربي المقبلة

شحّ المياه، كارثة العالم العربي المقبلة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأحد 30 أكتوبر 201610:41 ص
تبدو المياه قضية ثانوية حيال ما يشهده العالم من أعمال عنف وحروب واضطرابات سياسية، على الرغم من أنها قضية أساسية قد تشكّل سبباً كافياً لاندلاع الحروب والنزاعات. ومع ازدياد الطلب على المياه، في ظل الارتفاع السريع للنمو السكاني، وارتفاع الاحتباس الحراري، ونسبة الهدر العالية في المياه، تعاني الكثير من دول العالم، وغالبها دول عربية، من أزمة حقيقية. وحذر الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، من خطورة الشح المائي في المنطقة، في كلمته أمام الدورة الثامنة لمجلس وزراء المياه العرب التي انعقدت في 26 أكتوبر بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية. وتعتبر المياه سبباً رئيسياً للعديد من الأزمات في العالم العربي، إسرائيل ومطامعها في المياه العربية، أزمتها المستمرة مع لبنان وسرقتها للمياه الفلسطينية، بالإضافة إلى الحرب المائية المستمرة بين تركيا وكل من سوريا والعراق، هذه كلها عوامل جعلت من العالم العربي يعاني مائياً، لتساهم الحرب السورية واليمنية والعراقية والليبية أيضاً في تفاقم الأزمة. وبحسب دراسة للمعهد العالمي للموارد World Resources Institute، استند فيها إلى أبحاث ضخمة حول نقص المياه في العالم، آخذاً بعين الاعتبار الأوضاع الاقتصادية للبلدان، 33 دولة في العالم ستعاني بحلول العام 2040 من نقص حاد في المياه وجفاف كبير، منها 16 دولة عربية. WAter Crisis TableWAter Crisis Table

البحرين، والكويت، وقطر في المرتبة الأولى عالمياً في نقص المياه

صنفت هذه الدول الثلاث في المرتبة الأولى للدول المهددة بالجفاف، بالإضافة إلى سان مارينو وسنغافورة. تعاني هذه الدول الخليجية بمناخها الصحراوي والارتفاع الكبير في الحرارة، من استهلاك غير محكم، وهدر كبير في المياه. وهي تعتمد على الأمطار كمصدر وحيد ورئيسي للمياه، ويتوقع ازدياد سكانها بشكل كبير في السنوات المقبلة، وزيادة الطلب على استهلاكها للمياه.

فلسطين

ليس مفاجئاَ أن تكون فلسطين من بين الدول العشر الأوائل، التي تعاني من شح في المياه. وفقاً لتقرير لهيئة الإذاعة البريطانية BBC، تستخدم إسرائيل 80% من مياه الخزان الجوفي الجبلي في الضفة الغربية، ما يترك منها 20% فقط للفلسطينيين. كما يتم منح المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المياه، بنسبة أكثر بثلاث مرات. وعلى الرغم من أن إسرائيل أيضاً تواجه ندرة في المياه، وتحتل المرتبة الثامنة عالمياً في مشكلة الشح، إلا أن المشكلة الفلسطينية أضخم بأضعاف، بسبب حرمان عدد كبير من الفلسطينيين من الحد الأدنى لكمية المياه المطلوبة للبقاء على قيد الحياة.

الإمارات والسعودية وعمان

كبقية الدول الخليجية الصحراوية، تعاني السعودية والإمارات وعمان من أزمة مياه حقيقية. فتحتل الإمارات المرتبة السادسة عالمياً، وتحتلّ السعودية المرتبة التاسعة، وتتربع عمان على المرتبة العاشرة، من بين دول العالم المتوقع أن تعاني من الجفاف خلال السنوات المقبلة. أظهرت دراسة صادرة في العام 2012 لوزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية، أن 86% من السعوديين لا يعلمون أن هناك شحاً في مصادر المياه في المملكة، و82% من السكان لا يطبقون أي إجراءات لتوفير المياه. وأظهرت الدراسة أن 99% لا يعرفون أن كلفة تحلية المياه مرتفعة جداً. وتعدّ السعودية ثالث دولة في الترتيب العالمي في استهلاك المياه للفرد، بعد الولايات المتحدة الأمريكية وكندا. وهذا ما يظهر أن الاستهلاك عالٍ للغاية مقارنة بعدد السكان والطبيعة الجغرافية الصحراوية، عدا أن السعودية تعتبر ضمن النطاق الجاف، وتعتمد على محطات التحلية كمصدر رئيس لتوفير المياه.

لبنان

هو بلد المياه، لكنه يعاني من شحّ كبير، ويحتلّ المرتبة 11 من بين الدول التي يهددها الجفاف. لا تقتصر أزمة المياه اللبنانية على الاستهلاك المرتفع والهدر الكبير، ومشكلة التصحر المتفاقمة في السنوات الأخيرة، بل تتعداها إلى استمرار إسرائيل لسنوات طويلة في سرقة المياه اللبنانية، بالإضافة إلى مشكلة التلوث الكبير التي ازدادت خلال السنتين الأخيرتين، مع أزمة النفايات التي لم تحلّ حتى اليوم. أما استقبال لبنان لعدد هائل من النازحين السوريين منذ بداية الحرب السورية عام 2011، الذي تخطى عددهم المليون ونصف المليون لاجىء، فأدى إلى زيادة عالية في الاستهلاك، ما ينذر بأزمة حقيقية تستهدف بلد الثروة المائية.

الأردن

في المرتبة الـ14 عالمياً في شح المياه، تتربع الأردن، التي تضاعفت أزمتها في السنوات الأخيرة مع تدفق اللاجئين السوريين. بحسب تقرير لجمعية Mercy corps الدولية عام 2014، تفقد الأردن كل عام كمية مياه يمكن أن تلبي الاحتياجات الأساسية لـ2.6 مليوني شخص، أي أكثر من ثلث سكانها الحاليين.

ليبيا

على الرغم من وفرة احتياطي النفط، يرتفع الطلب على المياه في لبييا، في ظل سوء إدارة تفاقم بشكل كبير مع الحرب الدائرة هناك. بسبب مناخها الجاف وندرة الأمطار فيها، تزداد أزمة المياه في ليبيا التي تحتلّ المرتبة 15 من بين بلدان العالم المهددة بالجفاف وشح المياه بحلول العام 2040. وتشكل الصحراء 90% من مساحة نحو 1.8 مليون كيلومتر مربع في ليبيا، الأمر الذي يجعلها تفتقر لموارد المياه الطبيعية.

اليمن

يمكن اعتبار أن مشكلة المياه في اليمن توازي بصعوبتها الحرب التي تعاني منها منذ سنوات. بحسب تقرير لرويترز، ارتفعت أسعار المياه بشكل هائل في اليمن منذ بداية الحرب، لتبدأ معاناة أكثر من 25 مليون نسمة يعيشون في بقعة جغرافية، تعتبر من الأفقر والأكثر جفافاً في العالم، مع نقص حاد في المياه، لتحتل هذه الدولة المرتبة 16 عالمياً، بين الدول المهددة بالجفاف مستقبلاً.

سوريا والعراق

حرم مشروع الغاب التركي العراق وسوريا من الاستفادة من مياه نهر الفرات. ومع تفاقم أزمة البلدين المائية مع تركيا، تعتبر الحرب بعد الهدر والتلوث، من المشكلات الأساسية التي جعلت العراق تحتل المرتبة 21، وسوريا المرتبة 25 من بين الدول المهددة بالجفاف، خلال السنوات العشرين المقبلة. وتعاني اليوم العديد من المحافظات السورية والعراقية، من انقطاع شبه دائم للمياه، في ظل نقص كبير سيستمر في التفاقم مع استمرار الحرب.

المغرب والجزائر وتونس

تعاني دول المغرب العربي الثلاث من شحَ كبير في المياه. وتحتلّ المغرب المرتبة 19 والجزائر المرتبة 30 وتونس المرتبة 33، من بين الدول التي ستعاني من نقص حاد في ثروتها المائية خلال العقود المقبلة. النقص الحاد في المياه لا يقتصر على البلدان العربية، أو حتى على البلدان النامية أو الفقيرة. فالولايات المتحدة الأميركية والصين مثلاً، في طريقهما للمعاناة من أزمة مائية. وتُصنف إيران وتركيا واليونان وتشيلي وإسبانيا، من بين الدول الـ33 التي تعاني من أزمة مائية حقيقية. فصحيح أن جزءاً كبيراً من الكرة الأرضية مغطى بالمياه، ولكن 2.5% فقط، هي النسبة التي يمكن اعتبارها صالحة للاستخدام البشري. حتى هذه النسبة الضئيلة غير متوفرة بالكامل، لأن نصفها فقط في مواقع مناسبة تمكن الإنسان من استغلالها. ويمكن اعتبار تغيّر المناخ أو مشكلة الاحتباس الحراري، سبباً رئيسياً في تفاقم أزمة المياه، اذ إن ارتفاع درجات الحرارة يعني أن معدل التبخر آخذ في الارتفاع، ما يهدد بالجفاف.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image