تسود الخرافات والعادات الغريبة عالم كرة القدم بسبب الطبيعة الاحتمالية لهذه اللعبة، إذ إن الحظ عامل أساسي في تكوينها. من هذا المنطلق نشأت علاقة بين الساحرة المستديرة والشعائر أو الطقوس التي تعمل على استرضاء الأرواح البعيدة وكسبها إلى جانب الفريق.
في التاريخ، شواهد عديدة على لجوء أهم أساطير الكرة للمشعوذين والسحرة بغرض الاستعانة بقدراتهم في كشف خبايا المستقبل، أو لغرض الحماية من لعنات قد يلجأ إليها خصومهم بغرض الإيذاء.
فما هي أشهر الشعوذات في عالم كرة القدم؟
السحرة يرفعون دعوة على وزير الرياضة
يقول ديزموند موريس في كتاب "قبيلة كرة القدم"، أن بيليه الذي اكتشف انخفاض مستواه بعد أن قام بإهداء أحد المشجعين قميصه، طلب مساعدة صديق له من أجل اوصول إلى ذلك المشجع واستعادة القميص. وبالفعل تم ذلك وعاد الملك لهوايته في هز الشباك. وفي كتاب "كرة القدم الحياة على الطريقة البرازيلة" قول أليكس بيلوس أن في البرازيل حيث انتشرت ديانة الكندومبلي، فقد كان القساوسة هم عرابي التزاوج الممنهج بين الشعائر الدينية وكرة القدم. وانتشرت هذه العادات الشعائرية تدريجياً لدى البرازيليين واللاعبين الأفارقة في بدايات القرن الماضي وغزت أوروبا والعالم بفعل تألق هؤلاء اللاعبين المحترفين في الخارج. وقد ذكر موقع أم بي سي أن عدد من السحرة رفعوا دعاوى قضائية ضد وزير الرياضة لاتهامه بالنصب والاحتيال عليهم، بعدما خلف وعده لهم بمكافآت مالية كبيرة عند مساعدتهم للمنتخب في الفوز بلقب أمم إفريقيا. وفي المبارة التي لعبها المنتخب المصري ضد السينغال في كأس أمم إفريقيا عام 2002، وجد مراقب المبارة كيساً تحت المقاعد التي يجلس عليها إحتياطيّ الفريق المصري، ليجدوا فيها عظاماً لحيوانات وكتابات غريبة على ورق صغير، بحسب الموقع ذاته.رفع عدد من السحرة دعاوى على وزير الرياضة لأنه وعدهم بمكافآت مالية حال مساعدتهم للمنتخب ثم تهرب
تسود الخرافات والعادات الغريبة عالم كرة القدم. فمن أشهر من آمن بها؟
حارس المرمى "القديس"
أيها القديس تافاريل... أيها الملاك الحارس... أنقذت مرمانا وأحلامنا وسعادتنا... بوركت يداك اللتان دافعتا عن ترابنا... حتى أخر شبر من أرض الأجداد. كتب هذا النشيد الأديب البرازيلي كارلوس دراموند ونشر بعد يوم من فوز البرازيل على هولندا بركلات الجزاء الترجيحية في نصف نهائي مونديال فرنسا1998. يعتبر حارس المرمى لدى الكثير من الثقافات، كما قالت القصيدة، قديس حارس. ويقع عليه اللوم في حالة الخسارة، فيما يكون أقل اللاعبين حظاً في الشهرة والمجد. لذا يميل الكثير منهم للإيمان بالمعتقدات لحاجتهم القصوى للدعم الروحي والمعنوي. ولنا في حارس البرازيل باربوسا أكبر مثال على ذلك، فما زال يحمل صليب خسارة منتخبه مونديال 1950 أمام أورغواي. حامي عرين نادي سبارتاك موسكو أرتيم ريبروف اشتهر بتقبيل عوارض المرمى والتحدث إليها قبيل المباراة. وكان غويكوتشيا حارس الأرجنتين يقوم بعادة غريبة تتمثل بالتبول في الملعب قبل التصدي للركلات الترجيحية، كما حدث في مباراة الأرجنتين ويوغوسلافيا في ربع نهائي كأس العالم 1990، والتي فاز فيها منتخب التانغ وواجه إيطاليا ليعود الحارس ويكرر عادته مجدداً قبل ركلات الجزاء التي تأهل على إثرها للنهائي. وكان حارس منتخب انكلترا سابقاً ديفيد جيمس يذهب إلى الحمام قبل كل مباراة وينتظر حتى يتم إخلاؤه ثم يبصق على الجدران لطرد النحس.طقوس غريبة قبل السفر
عند سفر بعض الفرق للعب خارج ميدانها، ترى بعضها مصراً على الإقامة بنفس الفندق الذي أقامت فيه عندما حققت الفوز، أو الابتعاد عنه في حال الخسارة. يقول بيلوس في كتابه أن ثمة طقوس يتبعها بعض اللاعبين في الحافلة أثناء السفر. فبعضهم يلتزم الجلوس على نفس المقاعد التي جلس عليها في رحلته السابقة للمدينة وحقق فيها نتيجة طيبة، أو يغير مكانه في حال الخسارة. وفي بعض الأحيان، تمنع بعض الفرق دخول النساء للحافلة لأن ذلك يجلب الحظ السيئ.طقوس الممر المؤدي إلى الملعب
قالت دراسة أجريت في انكلترا في ثمانينيات القرن الماضي نشرها موريس في كتابه وتتناولت العادات التي يقوم بها اللاعبون، إن ما نسبته 40% من الطقوس يحدث قبل المباراة من غرف الملابس حتى الممر إلى الملعب. فعندما يخرج اللاعبون من غرف الملابس، فقد تجد البعض يحرص على عدم لمس الكرة، في حين يقوم آخرون بلمسها وركلها عدة مرات نحو الجدار. وفي الممر المؤدي إلى المستطيل الأخضر، هناك طقوس خاصة تتعلق بموضع اللاعبين في الصف المؤلف من أحد عشر لاعباً. أحد اللاعبين يحرص أن يكون ثالثاً في الصف، أو خلف صاحب القميص رقم عشرة. البعض اعتاد الوقوف في المؤخرة كالإنكليزي جاك شارلتون الذي رفض الحصول على شارة القيادة لأن ذلك يتضارب مع عادته. فعلى القائد أن يكون أول من يدخل، وعند الوصول للملعب يقوم العديد من اللاعبين بلمس العشب ثم رسم شارة الصليب على صدورهم، ويقرأ آخرون الفاتحة للمباركة على سبيل المثال.ديربي كاونتي و لعنة الغجر
في بعض الحالات، يكون المكان هو اللعنة بحد ذاتها. ففي ملعب ديربي كاونتي في إنكلترا في نهاية القرن الثامن عشر، عانى الملعب من لعنة تركها الغجر. يقول موريس في كتابه أن الملعب بُني فوق أحد مخيماتهم وتم تهجيرهم. وحين وصل النادي لنصف نهائي كأس الاتحاد الإنكليزي في أربع مناسبات وتم إقصاؤه، حصل اكتشاف هذه اللعنة التي تركها هؤلاء الغجر. ولفكها توجه قائد الفريق بعد وصول النادي لنهائي البطولة عام 1946 إلى هؤلاء الغجر وطلب إزالة اللعنة، وبالفعل نال مطلبه وأزيلت، وانتصر دربي وتوج باللقب.كارليتو روكا و تعويذة الكلب بيربا
يذكر بيلوس في كتابه أن كارليتو روكا، رئيس نادي بوتافوغو في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، كان يصر على تكرار روتين اليوم الذي يفوز فيه فريقه بحذافيره من دون زيادة أو نقصان. وفي أحد الأيام تم إيقاف حافلة النادي التي تقل اللاعبين إلى إحدى المباريات لأنها كانت تسير بالاتجاه الخاطئ، فتوجب على السائق أن يعود بالحافلة ليصل إلى الاتجاه الصحيح. لكن روكا رفض ذلك الأمر وقال إن الفريق لا يمكن أن يتراجع وأجبر اللاعبين أن يكملوا الطريق إلى ملعب الماراكانا سيراً. وكانت تعويذة الفريق الأساسية هي الكلب بيربا، الذي دخل عالم بوتافوغو بالمصادفة حين اقتحم الملعب في إحدى مباريات الفريق وتسبب بإرباك حارس الفريق الخصم وسهل تسجيل هدف لبوتافوغو، ومنذ تلك الحادثة أصبح بيربا عضواً أساسياً في الفريق ويحضر جميع مبارياته من المدرجات.تعويذة لوران بلان
كان لوران بلان مدافع منتخب فرنسا في مونديال 1998، يقبّل رأس حارس المرمى فابيان بارتيز قبل كل مباراة. وقد نجحت فرنسا بالتتويج في ذلك المونديال وبقي مشهد القبلة على رأس الحارس الفرنسي عالقاً في أذهان المتابعين في كل مكان.على كرسي بلاستيكي
كان مدرب اينتراخت فرانكفورت السابق هورست ايرمانترا يمنع مساعده من الدخول إلى غرفة الملابس قبل كل لقاء، معتبراً أن وجهه نذير شؤم على الفريق. كذلك كان هورست في كل مباراة يجلس على كرسي من البلاستيك رخيص الثمن مفضلاً الابتعاد عن الدكة والاقتراب أكثر من الملعب. وصرح المدرب ذات مرة بأنه يفضل أن يكون وحيداً لأن ذلك يزيد قدرته على التركيز أكثر فأكثر. ولا يزال ذلك الكرسي البلاستيك في متحف النادي الالماني.عادات بعض النجوم قبل المباريات
قبيل كل مباراة كان الأسطورة الهولندية يوهان كرويف يلكم حارس مرماه على المعدة ويتوجه لبصق علكته في نصف الملعب المخصص للخصم. ويقول موريس في كتابه أن أيقونة المنتخب الإنكليزي بوبي مور اعتاد أن يكون اللاعب الأخير الذي يرتدي سرواله في غرفة الملابس. وإن حدث وارتدى أحدهم سرواله بعده فيخلع السروال ويرتديه من جديد ليكون آخر من يرتدي سروال المباراة. أسطورة البرتغال أوزيبيو اعتاد وضع إحدى العملات النقدية في حذائه كتعويذة حظ، تلك العملة بقيت لديه حتى رحيله وكان يستخدمها أثناء مشاهدة مباريات منتخب بلاده في سنواته الأخيرة. المهاجم الروماني السابق أدريان موتو كان يضع أوراق ريحان في جواربه قبل المباراة، وعندما تم تحذيره من أن صديقته السابقة لجأت لأعمال السحر لكي تنتقم منه، كان رده بأن اللعنات لا يمكن أن تطال شخصاً يرتدي سرواله الداخلي بالمقلوب. لا يردد توماس روزيسكي لاعب منتخب التشيك للرجال كلمات نشيد منتخب بلاده قبل المباراة، لأنه اكتشف عندما كان في منتخب الشباب أنه في كل مرة يردد النشيد يتعرض فريقه للخسارة.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...