شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
غارات التحالف قتلت مئات المدنيين في الموصل وتشكل

غارات التحالف قتلت مئات المدنيين في الموصل وتشكل "جرائم حرب"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الجمعة 30 يونيو 201701:36 ص
أكدت منظمة العفو الدولية "أمنستي" في أحدث تقاريرها، الثلاثاء 28 مارس، أن مئات المدنيين العراقيين قتلوا في غارات جوية شنتها قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق للقضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي. وأوضحت المنظمة أن التحالف فشل في اتخاذ الإجراءات "الكافية" لحماية المدنيين خلال المعركة التي يخوضها إلى جانب الحكومة العراقية لاستعادة الموصل التي تعد المعقل الحضري الأكبر لدى داعش.

توجيهات حكومية قاتلة

وأضاف التقرير أن ناجين أكدوا أن بقاءهم في المدينة جاء بعد "توجيهات متكررة" من الحكومة العراقية عبر منشورات ألقيت على المنازل من طائرات وعبر الإذاعة، بضرورة المكوث في منازلهم للمساعدة في استرداد المدينة وطرد العناصر الإرهابية من دون أن تعي عدد الضحايا الذي قد تخلفه مثل هذه العملية. وقد أثار الارتفاع المفاجىء لعدد ضحايا الغارات الجوية من المدنيين الكثير من التساؤلات حول مشروعية تلك الهجمات، بحسب المنظمة التي أكدت أن "واحدة من أكثر الهجمات دموية، منذ سنوات، نفذت في السابع عشر من مارس 2017، وراح ضحيتها 150 من المدنيين، ما دفع السلطات الأمريكية والعراقية لإعلان سلسلة من التحقيقات بشأن هذا الحادث وغيره.

جرائم حرب

تؤكد دوناتيلا روفيرا، كبيرة مستشاري برنامج الاستجابة للأزمات في منظمة العفو الدولية، والتي أجرت التحقيقات في المدينة أن "الأدلة التي تم جمعها على الأرض شرق الموصل، تشير "على نحو مثير للقلق" إلى أن الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة، دمرت منازل مأهولة بعائلات". واعتبرت روفيرا أن قوات التحالف لم تتخذ الإجراءات الكافية لحماية المدنيين أثناء هجومها مما يمثل "انتهاكاً صارخاً" للقانون الإنساني الدولي، وأضافت أن "الهجمات غير المخططة جيداً والعشوائية" يمكن أن تشكل "جرائم حرب" لارتفاع أعداد ضحاياها من المدنيين.
منظمة العفو في تقرير بالأرقام: قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق ترتكب جرائم حرب
ما الذي تفعله قوات التحالف الدولي في الموصل تحديداً؟ تقاتل داعش أم تقتل مدنيين؟
وطالبت المسؤولة بالمنظمة السلطات العراقية وقيادة التحالف بالإعلان فوراً عن تحقيق "مستقل ونزيه" لبيان الحصيلة المروعة لضحايا عملية الموصل وكشف ما حدث وأسبابه.

شهادات قاسية للناجين

واستعان التقرير بشهادات مجموعة من الناجين، من بينهم وعد أحمد، الذي أكد اتباعه مشورة الحكومة العراقية بالبقاء. انتقل وأسرته لمنزل أخيه المكون من طابقين، وبقيت ثلاث أسر مكونة من 18 فرداً في غرفة واحدة. كشف أحمد عن انهيار المنزل المجاور خلال إحدى الهجمات، وانهيار الغرفة التي احتموا بها ففقد 6 أشخاص بينهم اثنان من أبنائه، وأخاه وزوجته وابنه. أما هند أمير، 23 عاماً، فقد فقدت 11 من أقاربها، بينهم والداها وأربعة من أشقائها، في هجوم جوي عنيف شرق الموصل في 13 ديسمبر 2016. "كنا نائمين حين انهار منزلنا وتعجبنا كيف لم يقتل أحد، وانتقلنا في الثانية ظهراً إلى منزل عمي، الذي قصف أيضاً وانهار علينا فقتل الجميع وبقيت أنا، واستغرق الأمر 6 أيام لجمع أشلاء الضحايا ودفنهم بمقبرة جماعية في المدينة"، توضح أمير في شهادتها. وتختم: "هل فكرت الحكومة أو قوات التحالف في حماية المدنيين في تلك الحرب؟ لا أعتقد ذلك". وكشف أحد أقارب الضحايا أن 16 شخصاً قتلوا في قصف جوي استهدف ثلاثة منازل مجاورة، في السادس من يناير 2017، مؤكداً أن لا أحد من التنظيم الإرهابي كان قرب تلك المنازل المدمرة.

إنكار واستعلاء أمريكي

وكان وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، قد صرح الاثنين بأنه "ليس هناك قوة عسكرية في العالم ثبت أنها أشد حساسية منا بالنسبة إلى إصابة المدنيين"، بعد تصاعد الأصوات المنددة باستهداف للمدنيين. في حين أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع "البنتاغون"، الاثنين أيضاً، أن الوزارة تولي "أهمية كبيرة" للتحقيق في الادعاءات بأن عشرات أو مئات من المدنيين أصيبوا في الغارات على غرب الموصل. جدير بالذكر أن السلطات العراقية قد بدأت قبل خمسة أشهر معركة لاستعادة الموصل من تنظيم داعش، مدعومة بشن مئات الغارات الجوية ونشر مستشارين عسكريين وأفراد من القوات الخاصة، ولم يصدر عن التحالف الدولي أي رد على تقرير أمنستي حتى الآن.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image