هل يطالبون بعودة الملكية من جديد؟ أما زالوا يعيشون حياة الرفاهية والقصور؟ هل عادوا مجدداً لبلادهم؟ هل يمارسون السياسة؟ هل يأسفون على ضياع عروش أجدادهم؟ هل يذكرون مآسي أسرهم الملكية وما لاقته من قتل وترشيد وسجن ونفي؟
كثيرة هي الأسئلة المتعلقة بمصير وواقع ومواقف أبناء أسر العروش الملكية التي تهاوت في خمس دول عربية في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي.
وبينما لم تزل أحلام عودة الملكية تراود أمراء السنوسية بليبيا وأشراف الهاشميين بالعراق، تنكر تماماً الأسرة العلوية في مصر والعائلة الحسينية في تونس، وأسرة آل حميد الدين باليمن، أي أطماع في العودة للسلطة مجدداً، فيما تجمع الأسر الملكية السابقة في البلاد الخمس العديد من المطالب من أبرزها عودة ممتلكاتهم المنزوعة ورد الاعتبار لأجدادهم.
ليبيا: أحلام الملكية ما زالت قائمة
"إنني على استعداد دائم لخدمة وطني وشعبي، متى طلب الشعب مني ذلك، فذلك شرف أعتزّ به، ولكنّ ذلك لا يتمّ إلا من خلال مشروع وطني، توافق عليه الأمة الليبية التي هي وحدها صاحبة الحقّ في إقرار ذلك، ولا بد أن تتجسد العودة إلى النظام الملكي في ميثاق وطنيّ شامل يجلب الاستقرار والطمأنينة، ويحقق تطلعات وطموحات الشعب الليبي". هذا جزء من كلمة لمحمد الحسن الرضا المهدي السنوسي، نجل ولي عهد ليبيا السابق، بمناسبة الذكرى 65 لاستقلال بلاده. السنوسي الذي عاد اسمه إلى وسائل الإعلام والساحات السياسية عقب سقوط حكم القذافي عام 2011، طارحاً نفسه أمام الشعب الليبي كخيار لعودة الملكية الدستورية، ابتعد عن الأضواء تدريجياً واكتفى بعيش حياته متنقلاً بين العواصم الأوروبية، مخاطباً الشعب الليبي بكلمات مرئية، عبر موقعه الرسمي، من حين إلى آخر مبدياً استعداده للعودة إلى ليبيا إذا طلب الشعب ذلك. يحاول السنوسي المتطلع لعرش ليبيا أن يستغل حنين طيف من الشعب لعودة الملكية، ونظرتهم للملك الراحل محمد إدريس السنوسي، باعتباره مؤسس ليبيا الحديثة، وأول حاكم لليبيا منذ إعلان استقلالها 1951 حتى انقلاب القذافي عام 1969. ويلقى وريث العرش الليبي دعماً من حراك "العودة للشرعية الدستورية" الذي يدعو إلى عودة الحكم الملكي إلى ليبيا ومبايعته ملكاً للبلاد. ولد الأمير محمد السنوسي، الذي يعيش حالياً بلندن، عام 1962، في طرابلس، ويعتبره الملكيون الليبيون ولي العهد الشرعي للعرش الليبي. عمل ضمن حكومة القذافي في وزارة الزراعة قبل أن يخرج إلى المنفى مصطحباً والده المريض عام 1987 إلى بريطانيا ثم لحقت به بقية الأسرة. ما زال الكثير من نسل الأسرة السنوسية يمارسون السياسة، أبرزهم أحمد الزبير السنوسي رئيس مجلس إقليم برقة الذي حاول الاستقلال بحكم الإقليم عقب الثورة على القذافي. وكان مجلس الوزراء الليبي قرر في مارس عام 2014، رد الاعتبار للملك الراحل محمد إدريس السنوسي وإرجاع الجنسية الليبية له ولأسرته، وحصر الأملاك الخاصة به وبأسرته وإرجاعها لورثتهم.اليمن: أسرة حميد الدين لا تفكير بالحكم
غادر أفراد أسرة حميد الدين التي حكمت اليمن لأكثر من 4 عقود، البلاد بعد قيام ثورة 26 سبتمبر 1962 المدعومة من مصر، والتي أطاحت بآخر أئمة هذه الأسرة، البدر محمد بن الإمام أحمد بن يحيى بن حميد الدين. أقام معظم أبناء الأسرة بالسعودية ومنحوا أعطيات ومخصصات، كما منحوا الجنسية السعودية عام 2001. أكد مسؤولو صفحة الإمام يحيى بن محمد حميد الدين، على فيسبوك لرصيف22 أن حال الأسرة في خير بعد استقرار أبنائها في السعودية والأردن وبريطانيا والولايات المتحدة، موضحين أن أبناء وأحفاد الأسرة لا يمكنهم العودة لليمن وأملاكهم مصادرة والبعض ما زالت نافذة بحقه أحكام بالإعدام. وليس لهم طموح بحكم اليمن، لكن لدى البعض منهم حرص على العودة. [caption id="attachment_96953" align="alignnone" width="700"] صورة لزفاف أحد أحفاد الإمام يحيى حميد الدين بمدينة جدة السعودية في ديسمبر عام 2016[/caption] وكشف يوسف بن محمد بن إسماعيل بن يحيى حميد الدين، صاحب الأرشيف التاريخي للأسرة المالكة السابقة باليمن لرصيف22، أن الأسرة لا تمارس أي دور سياسي واختارت المنفى، وبدأت تركز على تهيئة بيئة علمية وثقافية تحافظ على هوية الأسرة فكرياً وتعيش بهويتها اليمنية الأصيلة. وأشار حفيد إمام اليمين السابق إلى أن جميع أفراد الأسرة يحملون الشهادات الجامعية ويتقلدون مناصب متميزة في الإدارة، مؤكداً أن نساء الأسرة كلهن جامعيات ومنهن الدكتورة صفية ابنة الأمير الحسين ابن سيف الإسلام، المتخصصة في الفيزياء النووية.هل يطالبون بعودة الملكية من جديد؟ أما زالوا يعيشون حياة القصور؟ أحفاد ملوك العالم العربي السابقين يجيبون
أبناء أسر العروش الملكية التي تهاوت في 5 دول عربية يروون لرصيف22 واقعهم اليوم وطموحاتهم السياسية
باي تونس: البحث عن رد الاعتبار
"عائلتي لا تريد استرجاع الحكم، ولو أعطونا السلطة اليوم فلن نقبل، نحن نريد رد اعتبار عائلتنا ونطلب إنصافنا في البرامج التربوية والبعد عن تشويه عائلتنا"، هذا ما قالته سلوي باي، حفيدة محمد الأمين باي آخر بايات العائلة الحسينية الذين حكموا تونس من عام 1705 حتى عام 1957 حين أعلن الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة النظام الجمهوري.تعتبر حفيدة آخر بايات تونس، التي تخطت السبعين من عمرها، أن ذكرى إعلان الجمهورية مناسبة أليمة بالنسبة إليها وإلى بقية أفراد عائلتها، وتذكر في كثير من أحاديثها التليفزيونية والصحفية قصة نكبة الأسرة وانتزاع حكمها وأملاكها وطردهم من القصر والزج بالباي وابنه في السجن، وتشريد بنات ونساء الأسرة دون مأوى أو مصدر للعيش، متذكرةً كيف غادرت القصر حافية القدمين. وتكشف سلوى، التي اضطرت إلى عدم إكمال تعليمها الثانوي للعمل والإنفاق على أسرتها، في حديث لصحيفة جزائرية، أنها تمتلك مطعماً باسم "الوليمة" في وسط العاصمة تونس، موضحةً أن عائلة الباي المكونة اليوم من نحو 300 فرد تعيش حياة عادية وسط الشعب، بعضهم بتونس وبعضهم بسويسرا، وبعضهم يعاني الفقر.
مصر: الأسرة العلوية والملك الرضيع
من بين جميع العروش الملكية العربية السابقة، يبقى الملك أحمد فؤاد الثاني، ملك مصر السابق ونجل الملك فاروق الأول، آخر الملوك العرب السابقين الباقين على قيد الحياة. وتولى فؤاد الثاني الذي يعيش حالياً في الريف السويسري، عرش مصر اسمياً ولمدة 11 شهراً، حينما كان رضيعاً عمره 6 أشهر، بعد أن أُجبر والده على التنازل عن الحكم في يوليو 1952، وذلك قبل أن تعلن حركة الضباط الأحرار الجمهورية في العام التالي وتنهي حكم الأسرة العلوية الذي بدأ عام 1805. عاش آخر ملوك مصر مع شقيقاته الثلاث في سويسرا، واتم دراساته الجامعية هناك، ثم تزوج دومينيك بيكار وهي فرنسية يهودية أسلمت واتخذت لقب الملكة فضيلة، وعاش الزوجان في باريس 20 عاماً، حيث عمل أحمد فؤاد مستشاراً مالياً واقتصادياً. أعاد الرئيس الراحل أنور السادات للأسرة العلوية الجنسية المصرية وأشاد بتبرع الملك السابق بسيارات إسعاف للجيش خلال حرب أكتوبر، بل سمح السادات لزوجة فؤاد أن تنجب ابنهما الأول محمد علي على أرض مصر عام 1979، وذلك قبل أن تلد فوزية لطيفة في موناكو 1982، وفخر الدين بالرباط 1987. عقب ثورة 25 يناير، نادت أصوات خجولة بعودة الملكية لمصر، لكن آخر ملوكها خرج في حوارات كثيرة متلفزة وأكد أن الملكية جزء من الماضي وهمه الآن هو خدمة شعب مصر بعيداً عن أي دور سياسى، محاولاً تحسين صورة والده، نافياً ما تردد عن أخذه المال والمجوهرات قبل خروجه من مصر. فؤاد الذي يعيش في منزل ريفي حالياً في سويسرا، عبّر عن امتنانه للرئيس السيسي بعد منحه جواز سفر دبلوماسياً مكتوباً فيه "ملك مصر السابق"، نافياً في هذا الإطار ما تردد عن سعيه للعب دور سياسي بإعادة الملكية مرة أخرى لمصر، ومؤكداً عدم حبه للسياسة. &app=desktopالعراق: الهاشميون والبحث عن العرش
بمذبحة مروعة انتهى حكم الأسرة الهاشمية للعراق عام 1958، قتل خلالها جنود وضباط الانقلاب معظم أفراد العائلة التي حكمت العراق قرابة 40 عاماً، وفي مقدمتهم الملك فيصل الثاني والوصي على العرش الأمير عبد الاله. ولم ينج من تلك المذبحة سوى الأميرة بديعة خالة آخر ملوك العراق، وأبناؤها وزوجها الشريف الحسين بن علي الذين هربوا إلى لبنان ومنه إلى لندن حيث استقروا. وبرز من سلالة الهاشميين المتمسكين باستعادة عرش العراق الشريف علي بن الحسين، المولود في بغداد عام 1956، والذي ترعرع في المنفى بين لبنان وبريطانيا. هو أصغر أبناء الأميرة بديعة ويقود حالياً الحركة الملكية الدستورية التي تطالب بإعادة نظام الحكم الملكي للعراق. برز الشريف علي بن الحسين كأحد معارضي حكم الرئيس صدام حسين، وفي عام 1991، قال إنه ترك وظيفته في إدارة صناديق الاستثمار، وأصبح عضواً في المؤتمر الوطني العراقي، للتحريض على الإطاحة بصدام. ودخل مضمار العمل السياسي في العراق بقوة عام 2003 داعياً لعودة الملكية، غير أنه نال انتقادات كثيرة بسبب ترشحه للبرلمان على قوائم دولة القانون الموالية لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي، باعتبار ذلك الترشح تنازلاً عن حلم الملكية. وكاد الشريف علي في مارس الفائت أن يصبح وزيراً لخارجية العراق، بعد أن رشحه رئيس الوزراء حيدر العبادي للمنصب، غير أن هذا الترشيح لم يلق هوى البرلمان، ليستمر وريث العرش العراقي حالماً باستعادة الملك الدامي.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
HA NA -
منذ 3 أياممع الأسف
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ أسبوعحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينعظيم