تعددت أشكال الفولكلور الشعبي الفلسطيني. إلا أن الأمثال الشعبية بقيت الأكثر تداولاً في الحياة اليومية، إذ لا يخلو حديث أهل أي منزل فلسطيني منها.
يتعلمها الأبناء منذ الصغر من الآباء الذين نقلوها من أجدادهم، وهي طريقتهم لإيصال صوتهم، والقول إن لهم جذوراً في الأرض التي يتصارعون هم والإسرائيليون عليها. وقد ذكرت الأمثال المرأة، أياً كان عمرها ودورها ووظيفتها ومكانتها. فلم تترك أماً أو أختاً أو إبنة أو حماة إلا تحدثت عنها.
فما هي أشهر أمثال أهل فلسطين عن نسائهم؟
"هم البنات للممات"
أول مثل يذكره الفلسطيني عند الحديث عن النساء هو "هم البنات للممات" والمقصود أن هموم أبي البنات لن تزول إلا عندما يموت.
وقد أعطت الأمثال الرجل مكانة أعلى من المرأة وجعلت إنجاب البنت همّاً وإنجاب الولد عزّاً، فقيل في المثل: "ولما قالوا غلام انسند ضهري وقام، ولما قالوا بنيّة انهدت حيطة عليّ". كيف لا وإنجاب الذكر يرفع مكانة المرأة عند زوجها وأهله.
وقد كانت العائلات الفلسطينية تسعى دوماً لتزويج الفتاة عند وصولها لسن البلوغ، وجاء في الأمثال: "المرأة يا سترها يا قبرها" أو "البنت يا جبرها يا قبرها" و"إخطب لبنتك قبل ما تخطب لابنك"، أي ابحث لها عن عريس يخطبها قبل أن تبحث لإبنك عن عروس.
بعض الأمثال المنصفة
رغم تهميش دور الفتاة في الحياة، هناك أمثال عدة أنصفتها، منها: "البنات رزقة وأبوهن مرزوق" أي أن البنات مصدر للرزق والبركة في حياة والدهن، ومثل آخر يقول: "بيت البنات بيت البركات" و "إذا كان سعدك قوي بكري بالبنت وثني بالصبي"."ولما قالوا غلام انسند ضهري وقام، ولما قالوا بنيّة انهدت حيطة عليّ" هكذا قالوا في أمثال فلسطين
نصائح لاختيار الزوجة
وتعددت الأمثال الشعبية التي توصف المرأة التي تصلح للزواج، وقدمت بعض تلك الأمثال النصائح للرجل لدى اختار زوجته، منها أن يتزوج من الأقارب: "خد بنت عمك بتشيل همك"، ويُقال أيضاً: "عليك بالدرب ولو دارت وبنت العم ولو بارت".
ترفض أمثال أخرى زواج الأقارب: "خذ من الزرايب ولا تاخذ من القرايب"، و"القرايب عقارب".
وتدعو غالبية الأمثال إلى اختيار المرأة المليحة، التي تجمع جمال الشكل وجمال الطبع، فيقال: "خد الحلو واقعد قباله وإن جعت شاهد جماله". كما تنصح أمثال أخرى بالزواج من المرأة الأصيلة: "خذ الأصيلة ونام على الحصيرة" وذلك لأنها ستتحمل الظروف الصعبة التي قد يمر بها زوجها.
كذلك نصح المثل الشعبي الرجل بالزواج بالمرأة المطيعة: "بارك الله في الدار الوسيعة والفرس السريعة والمرأة المطيعة".
وشددت الأمثال الشعبية على دور الأم في الحفاظ على الأسرة والأبناء، فيقول المثل: "الأم تعشعش والأب يطفش". ويقال أيضاً: "بنت الرجال عانت واستعانت، وبنت الأنذال حطت رأسها ونامت". وهنا يبيّن المثل أن المرأة ذات الأصول تعين زوجها وأسرتها في الحياة بعكس المرأة القليلة الأصل أو كما وصفها ببنت الأنذال، التي لا تفعل شيئاً سوى النوم.
الكنة والحماة
وتناولت الأمثال العلاقة بين الأم وزوجة إبنها أو "الحماة والكنّة"، واصفةً علاقة إحداهما بالأخرى بطريقة طريفة ومضحكة.
تفيد الأمثال بأنه من المستحيل أن تكون علاقتهما جيدة: " لو الحماة حبت الكنة لكان إبليس دخل الجنة". ويقال أيضاً: "أنكوي بالنار ولا حماتي تقعد معايا في الدار".
وتحاول الكنّة مواجهة الصراع مع الحماة بطريقتين، إما أن تحرض زوجها وتشّن حرباً على الحماة فتقول لزوجها "أهلك لا تقربهم بيقرصك عقربهم"، أو تتجه للطريقة الأخرى وهي استرضاء الحماة: "يا حماتي حبيني لولا إبنك ما شفتيني".
ويقول مثل آخر: "يا حماتي مكنتيش كنّة؟ فترد قائلة: كنت ونسيت".
وصوّرت الأمثال العلاقة بين الحماة والكنّة على أنها قائمة على الصراع على السلطة الأنثوية، فالحماة تعتقد أن الكنّة جاءت لتخطف إبنها، لذلك تحاول ضبط صلاحياتها قدر الأمكان، فيقول المثل "إتعبي يا خايبة للغايبة"، وتقول الحماة في المثل "لو كانت فلة بتظل على القلب علة". فالحماة لن تحب كنتها مهما حاولت الكنة إرضاءها
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
حوّا -
منذ يومشي يشيب الراس وين وصل بينا الحال حسبي الله ونعم الوكيل
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل هذه العنجهية فقط لأن هنالك ٦٠ مليون إنسان يطالب بحقه الطبيعي أن يكون سيدا على أرضه كما باقي...
Ahmed Mohammed -
منذ يوميناي هبد من نسوية مافيش منطق رغم انه يبان تحليل منطقي الا ان الكاتبة منحازة لجنسها ولا يمكن تعترف...
مستخدم مجهول -
منذ 3 أياموحدث ما كنا نتوقعه ونتأمل به .. وما كنا نخشاه أيضاً
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أيامصادم وبكل وقاحة ووحشية. ورسالة الانتحار مشبوهة جدا جدا. عقاب بلا ذنب وذنب بلا فعل ولا ملاحقة الا...
mahmoud fahmy -
منذ أسبوعكان المفروض حلقة الدحيح تذكر، وكتاب سنوات المجهود الحربي، بس المادة رائعة ف العموم، تسلم ايديكم