عندما تتوجهون إلى مقابلة عمل للظفر بوظيفة جديدة، تتملككم رغبة عارمة في شد انتباه صاحب العمل وتريدون معرفة نسق تفكيره وعما يبحث تحديداً كي تقدموا عرضاً موفقاً. لا يفلح الكثيرون في فك شيفرة تفكير أصحاب الأعمال ويواجهون عادةً حظاً عاثراً في إيجاد وظيفة. ويترك الفشل المتكرر في مقابلات العمل ندوباً نفسية لدى الباحثين عن الوظائف تزيد من توترهم وتدفعهم لمزيد من الأخطاء في مقابلات العمل، ليتحول الأمر إلى حلقة مُفرغة.
لكن ماذا لو عرفتم ما يبحث عنه أصحاب الأعمال لدى المتقدمين للوظائف في الدول العربية؟
موقع بيت. كوم، للتوظيف في الشرق الأوسط، أجرى استبياناً لأصحاب العمل في المنطقة العربية حول الميزات التي يبحثون عنها في الموظفين الجدد، وحول الأخطاء التي يرتكبها المتقدمون للوظائف خلال مقابلات العمل، والتي من شأنها أن تحرمهم من الفوز بالمنصب، وخلص إلى أن " المرشحين سيكونون أكثر نجاحاً إذا أخذوا الوقت الكافي لمراجعة سِيَرهم الذاتية قبل تقديمها إلى أي صاحب عمل محتمل"، فعدم إجراء بحث مستفيض عن طبيعة العمل والمنصب وعن الشركة إلى جانب تقديم سيرة ذاتية غير مرتبة شكلاً، سيقلل من فرص حصولكم على وظيفة جديدة.
هل لديكم ما يكفي من الشغف؟
عندما تجلسون أمام لجنة التوظيف في شركة، أو إلى صاحب العمل في مكتبه كي تقنعوه بجدوى توظيفكم تجول في خاطركم أسئلة كثيرة، أهمها ماذا يريد مني هذا الشخص كي أكون مقنعاً؟ بحسب استبيان بيت.كوم فإن أهم العوامل التي يأخذها أصحاب الأعمال في الشرق الأوسط في الاعتبار عند اتخاذ قرار توظيفكم هو شغفكم بالعمل ودوافعكم وطموحاتكم بنسبة 28.8%، وذلك أمر يُستشعر ويظهر لا واعياً في إجاباتكم وفي حديثكم خلال المقابلة. في المقابل، تأتي اعتبارات الرواتب في المرتبة الثانية بنسبة 22.7% كأحد أهم العوامل عند اتخاذ قرار التوظيف.74% من أصحاب الأعمال يريدون توظيف كوادر أعلى مهارة بغض النظر عن خبرتهم وعمرهم
الشغف والطموح أهم عامل في اتخاذ قرار التوظيف لدى أصحاب الأعمالوفي الجانب المتعلق بالمسار المهني، فإن 67.2% من أصحاب الأعمال في الدول العربية يفضلون توظيف مرشح لديه مهارات وإن كان لا يتمتع بخبرة مباشرة في مجال الشركة، لذلك لا تقلقوا في شأن مسألة الخبرة التي كانت فيما مضى حجر عثرة أمام العديد من المواهب الشابة في إيجاد مكان لها في سوق العمل، فالمهارة أصبحت العامل الرئيس للتوظيف عربياً وعالمياً بغض النظر عن الخبرة والأقدمية المهنية، وأصبحت أيضاً أهم حتى من الشهادات العلمية في الكثير من مجالات الأعمال. فقد عبر 74% عن رغبتهم في توظيف كوادر أعلى مهارة وقدرةً وتأهيلاً بغض النظر عن خبرتهم وسنهم.
أخطاء يجب أن تتجنبوها
قبل أن تقدموا سيرتكم الذاتية يجب أن تحرصوا بشكل دقيق على أن تكون منسقةً شكلاً ومضموناً، إذ تقف السيرة خلف الكثير من حالات الفشل خلال مقابلات العمل. وفقاً للاستبيان، فإن 21.3% من أصحاب العمل يقولون إن اللغة الركيكة المستخدمة في كتابة السيرة الذاتية هي أكبر الأخطاء التي يرتكبها الباحثون عن العمل. في المقابل اعتبر 19.7% منهم أن تقديم سيرة ذاتية غير مخصصة للدور الوظيفي يعد أمراً غير مقبول يدعو إلى شطب المتقدم من الحصول على الوظيفة. كذلك تضعف المبالغات في تقديم أنفسكم عند تحرير سيركم الذاتية، والتي تظهر لصاحب العمل غروراً وثقة زائدة في النفس، من حظوظكم في الظفر بالوظيفة، إذ اعتبر 16.4% من أصحاب الأعمال ذلك خطأً جسيماً. كما يُعدّ التنسيق الضعيف لشكل السيرة ومضمونها من الأخطاء التي يرتكبها المرشحون بنسبة 14.8%. أما الأخطاء التي يرتكبها المرشحون خلال إجراء مقابلات العمل، فـيأتي في المرتبة الأولى الاستعداد الضعيف لدى الموظفين المحتملين بنسبة 20%، ويليه الكذب، إذ يرى 17.5% من أصحاب الأعمال أن الكذب هو أسوأ صفة يمكن أن تشهدها مقابلة العمل. وبالنسبة نفسها يعتبر الوصول المتأخر لدى إجراء المقابلة أو طرح أسئلة وتعليقات غير ملائمة خلال المقابلة من الأخطاء القاتلة، فليس لائقاً أن تبدأ مسيرتك المهنية في عمل ما بالوصول متأخراً. وعلى الرغم من أن الثقة الزائدة في النفس صفة غير محمودة لدى أصحاب الأعمال خلال مقابلات العمل، فإن الحماس غير الكافي للدور المطلوب مستقبلاً في الوظيفة، واللامبالاة وضعف المهارات التواصلية لديكم، هي عوامل مهمة قد تحرمكم من النجاح، فقد اعتبر 12.5% من أصحاب العمل، المشاركين في الاستبيان، أن ذلك يأتي على قائمة أكبر الأخطاء. أما ارتداء ثياب غير لائقة خلال المقابلة فهو من الأخطاء غير الشائعة وجاءت في المرتبة الخامسة بنسبة 7.5%.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...