خلافاً للشائع بأن المنطقة العربية والسعادة خطان متوازيان لا يلتقيان أبداً، يبدو أنه ما زال للسعادة مكان في العالم العربي. بل حتى الموظفون، الشريحة الأكثر تذمراً، يشعر كثير منهم بالرضا عن وضعه الشخصي والمهني وخاصة راتبه الشهري، والبعض الأخر يبدو سعيداً بظروف البلد الذي يقيم فيه.
56% من الموظفين في الشرق الأوسط راضون عن حياتهم بشكل عام، بحسب استبان قامت به مؤسسة "بيت.كوم"، أكبر موقع للوظائف في الشرق الأوسط، بالتعاون مع يوجوف، المنظمة المتخصصة بأبحاث السوق، تحت عنوان "السعادة في منطقة الشرق الأوسط".
كما أن حوالي ثلثي المجيبين (65%) راضون عن قدرتهم على إقامة علاقات شخصية جيدة، فيما عبر 77% من المهنيين عن أن ارتفاع تكاليف المعيشة هو أكبر عامل مسبب للتوتر بالنسبة لهم.
وبشكل عام٬ يشعر المشاركون في الاستبيان بالرضى عن وضعهم الحالي من ناحية الصحة البدنية والنفسية، إذ قال 65% و49% منهم على التوالي إنهم راضون جداً.
في المقابل، لا يشعر المشاركون بنسبة عالية من الرضا فيما يتعلّق بالجوانب المختلفة من حياتهم المهنية. وفي ما يتعلق بالبلدان التي يقيمون فيها، فيبدو أن فرص العمل وتكاليف المعيشة هما الأمران اللذان يشعر المشاركون بالنسبة الأقلّ من الرضا تجاههما.
9% فقط من الموظفين في العالم العربي راضون تماماً عن رواتبهم الشهرية... هل أنت منهم؟
58% من المواطنين العرب يشعرون بالتوتر والإرهاق الشديد...وتساهم العديد من العوامل في التأثير على سعادة الأشخاص ورفاهيتهم، منها العائلة والصحة والعمل والدخل ومكان الاقامة. ووفقاً للاستبيان فقد حدّد المجيبون أكثر خمسة عوامل تؤثر على مستويات سعادتهم العامة في بلد إقامتهم، وقد شملت توافر فرص العمل (51%)، وتوفر الأمن والسلامة العامة (48%)، والتمتع بحالة مادية مستقرة (48%)، والقدرة على إنشاء علاقات شخصية جيدة (38%) وانخفاض تكاليف المعيشة (37%).
مستويات الرضا الشخصي
الرضا عن الأمور المتعلّقة بالحياة الشخصية من العوامل المؤثرة على مستويات السعادة لدى الأفراد في المنطقة العربية. وقد عبر المهنيون المشاركون في الاستبيان عن رضاهم بشكل عامٍ عن وضعهم الشخصي من خلال مؤشرات: الصحة النفسية (87%)، والعلاقة مع العائلة (83%)، والصحة الجسدية (82%)، والاستقلالية في اتخاذ القرارات (77%) وحرية التواصل مع الآخرين (67%). لكن النسبة الأقل من الرضا ترجع إلى مستوى المعيشة الحالي في جميع الدول بمعدل عام 15% فقط، فيما عدا قطر (21%). وقد سجل لبنان أقل نسبة في ذلك (6%). كما يحوز مؤشر الاستقلال المادي النسبة الأقلّ من الرضا هو الآخر، إذ عبر 20% فقط من عينة الاستبيان عن رضاهم بشأن استقلالهم المادي.السعادة المهنية
عندما يتعلق الأمر بالعمل والمال تغيب السعادة في العالم العربي. لا يشعر المجيبون بنسبة عالية من الرضا فيما يتعلّق بالجوانب المختلفة من حياتهم المهنية، إذ يزعم 9% فقط من المشاركين بأنهم راضون تماماً عن الراتب الذي يحصلون عليه في الوظيفة. وبشكل عام، حاز هذا الجانب النسبة الأقل من الرضا. وتشمل العوامل التي تتعلق بالسعادة المهنية، ساعات العمل، والدعم الذي يتلقونه من الزملاء، والتوازن بين حياتهم الشخصية والمهنية، والتقدير في العمل، والحرية في اتخاذ القرارات في العمل. ونالت الأمور المتعلّقة بفرص التقدم والتطور الوظيفي بالإضافة إلى نسبة الضغوط في العمل، نسبة منخفضة من الرضا، مقارنة بالنواحي الأخرى من حياتهم المهنية. وعبّر 18% فقط من المشاركين عن رضاهم الشديد بشأن التوازن الحالي الذي يقومون بتحقيقه بين الحياة العملية والشخصية. كما أن مستوى الرضا عن الوظيفة الحالية منخفض في المنطقة، إذ أن 9% فقط من المشاركين يشعرون بأنهم راضون جداً عنها. وتسجل تونس النسبة الأقل عربياً إذ عبر 3% فقط من التونسيين عن رضاهم الكبير بوظيفتهم الحالية.الرضا عن بلد الإقامة
يلعب بلد الإقامة دوراً محورياً في مدى شعور الفرد بالسعادة والرضا تجاه حياته وعمله. على المستوى العربي، يبدو أن فرص العمل وتكاليف المعيشة هما الأمران اللذان يشعر المشاركون بالنسبة الأقلّ من الرضا تجاههما في بلد الإقامة، إذ عبّر نصف المشاركين فقط عن رضاهم تجاه مستوى المعيشة في بلدانهم، كما عبّر 80% عن عدم رضاهم بشأن توافر فرص العمل في بلد الإقامة. ومن بين العوامل المتعلّقة بالمعيشة في بلد الإقامة، والتي قام الاستطلاع بتغطيتها٬ برز الطقس المعتدل كأكثرها إيجابية في شمال أفريقيا، إذ جاءت نسبة الرضا عن ذلك الأعلى بنسبة فاقت الـ70%. وبالمقارنة مع غيرهم٬ يبدو أن المقيمين في دول الخليج هم الأكثر رضى عن معظم الأمور التالية: السلامة العامة والأمن، وتوفر الخدمات الأساسية والمرافق العامة. الشعور بالإرهاق والتوتر والضغوط النفسية تعتبر من منغصات السعادة لدى الموظف العربي. فبحسب نتائج الاستبيان فإن 58% يشعرون بالتوتر والإرهاق الشديد، على الرغم من أن 77% من المشاركين يشعرون بأن حالتهم الصحية جيدة. في المقابل يعاني 19% منهم من أمراض تتعلّق بالضغوط والإرهاق مثل الاكتئاب والتوتر. وتأتي زيادة تكاليف المعيشة على رأس قائمة العوامل التي تساهم في زيادة التوتر لدى الموظفين بنسبة 70%، يليها الوضع الاقتصادي الحالي في بلد الإقامة بنسبة 48% ثم المشاكل المتعلقة بالعمل بـ46%. أعداء السعادةرصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...