جذب الانفتاح الذي تشهده المملكة العربية السعودية في الأشهر القليلة الماضية، عبر انتشار مقاطع الفيديو المصوّرة لأغنيات مطلبية بأسلوب ساخر وكثرة المهرجانات التي تستضيفها وتنظّمها المملكة، انتباه وسائل الإعلام العالمية، أبرزها وكالة "بلومبيرغ" وصحيفة "واشنطن بوست" الأميركيتان وموقع صحيفة "ديلي ميل" البريطانية وموقع تلفزيون "فرانس 24" الفرنسي، فكتبت عنه وحلّلته.
وأشارت وكالة "بلومبيرغ" في مقال تحليلي نشرته مطلع الشهر الحالي، إلى أنّ المملكة تسعى إلى الإكثار من وسائل التسلية والترفيه والسماح للمواطنين بالاستمتاع بوقتهم، كنوعٍ من العلاج من الصدمة، بعد تدهور الوضع الاقتصادي للبلاد بشكل دراماتيكي، بالإضافة إلى أنّها تسعى لجني الأموال من خلال تحويل الترفيه إلى تجارة رابحة.
ولكن، بماذا يتمثّل هذا الانفتاح؟
أغنيات مطلبية بأسلوب ساخر


كثرة المهرجانات
تعتمد خطة "رؤية السعودية 2030" التي تهدف إلى الإصلاح والتنويع الاقتصادي، والتي أطلقها ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (31 عاماً)، وهو أحد أبناء العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، في إبريل الماضي، على جني الأرباح من النشاطات الترفيهية، ممّا يفسّر إقامة 37 مهرجاناً في مناطق مختلفة من المملكة هذا الأسبوع، بالتزامن مع إجازة منتصف العام الدراسي في البلاد.ازدياد بنسبة 30% في المهرجانات هذا العام، حفلات موسيقية وحديث في السينما.. مساحة أكبر للترفيه في السعوديةوتتميّز هذه المهرجانات بتنوّع فئاتها، فمنها ما هو تراثي وسياحي ورياضي وثقافي، بالإضافة إلى بعض المهرجانات التي من شأنها أن تروّج للمنتجات الشعبية والزراعية والحرف اليدوية والسياحة الشتوية والصحراوية وغيرها. وكان نائب رئيس قطاع التسويق والبرامج في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عبدالله المرشد، أوضح لصحف محلية أنّ مهرجانات هذه الإجازة توفّر أكثر من 4500 فرصة عمل موقّتة للشباب. كما أشار إلى أنّ المهرجانات هذا العام زادت بنسبة 30% عن العام الماضي وأصبحت برامجها أكثر جودة وأكثر إفادة، مع زيادة فعاليات الشباب والنساء والأطفال، والفعاليات الثقافية والتراثية والرياضية. وعلى صعيدٍ آخر، ينتظر السعوديون الحفل الغنائي الذي سيقام في 30 يناير الجاري في مدينة جدّة والذي يستضيف كلّ من الفنانين محمد عبده ورابح صقر وماجد المهندس. وكان عبده عاد لتقديم الحفلات الغنائية في المملكة في شهر أغسطس الماضي، ضمن فعاليات افتتاح مهرجان سوق عكاظ في مدينة الطائف، غرب البلاد، بعد غياب دام 11 عاماً عن الحفلات الغنائية في المملكة.
تقليص صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
لا ننسى أنّ من أهمّ أسباب الانفتاح الذي تشهده المملكة في الأشهر القليلة الماضية، هو سماح هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمستوى أعلى من الحريات، وذلك عقب تقليص صلاحياتها في شهر إبريل الماضي، بعد أن جرّدت الحكومة السعودية أعضاء الهيئة من صلاحياتهم طبقاً لقانون جديد صدر عن مجلس الوزراء. ولا يحقّ لأعضاء الهيئة وفق القانون الجديد، إيقاف الأشخاص أو التحفظ عليهم أو مطاردتهم أو طلب وثائقهم أو التثبت من هوياتهم أو متابعتهم. وأصبح دور أعضاء الهيئة يقتصر على إخبار أفراد الشرطة أو إدارة مكافحة المخدرات عن الاشتباه بشخص معيّن. وعُرف أعضاء هذه الهيئة تحت إسم "المطاوعين" وكان عملهم خلال العقود السابقة التأكّد من أنّ الجميع يظهر ويتصرّف ويعمل وفقاً للشريعة الإسلامية، كالتأكد من ارتداء السيدات والفتيات أزياء مناسبة وإغلاق جميع المتاجر أثناء مواعيد الصلاة. كما كان بإمكان أفراد الهيئة اعتقال من يشرب الخمر أو يتناول المخدرات أو من يشتبه بممارسته السحر والشعوذة.السينما قريباً؟
أعلنت الهيئة العامة للترفيه التابعة للحكومة، والتي أمر الملك سلمان بن عبد العزيز باستحداثها في شهر مايو الماضي، عن مشروع الترخيص بالحفلات الغنائية ودراسة إنشاء دور السينما في أنحاء البلاد في وقتٍ سابق من الشهر الحالي، إلا أنّ مفتي البلاد، عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، حذّر من هذا التوجه باعتبار أنّه "مفسد للأخلاق ومدمر للقيم". وعلى الرغم من عدم وجود قاعات للسينما في السعودية حالياً، إلا أنّ الأفلام السعودية بدأت تحقّق في الأعوام القليلة الماضية نجاحات عربية وعالمية، إذ نال فيلم "وجدة" للمخرجة السعودية هيفاء المنصور استحسان النقاد حول العالم، كما حصل على جوائز عدة في مهرجانات عالمية في العام 2013. أمّا المخرج السعودي محمد الهليّل، ففاز بجائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان بيروت السينمائي في دورته الـ16 عام 2016، عن فيلمه "ماطور". ويقام في مدينة الدمام في المنطقة الشرقية للملكة، مهرجان أفلام السعودية منذ سنوات. وفي شهر أكتوبر من العام 2016، شارك مئات الرجال والنساء في الرياض، جنباً إلى جنب في حفل غير اعتيادي، جمع بين الرقص وأساليب الإبهار بالتقنيات البصرية، في حدث وصف بأنّه "بداية عصر جديد في مجال الترفيه في المملكة".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
mahmoud fahmy -
منذ يوممادة قوية، والأسلوب ممتاز
Karami Meriam -
منذ يومنيتمءتحءنخوماك الامام الخامنئي, ب58
Karami Meriam -
منذ يومنيتمءتحءنخوماك الامام الخامنئي, ب58
Apple User -
منذ 4 أياماتمنى الرد يا استاذ ?
Apple User -
منذ 4 أيامهل هناك مواقف كهذه لعلي بن ابي طالب ؟
Assad Abdo -
منذ 6 أيامشخصية جدلية