منذ سنوات، احتفظت الإمارات العربية المتحدة، وتحديداً إمارة دبي بمكانة لها كوجهة سياحية بامتياز بفضل طقسها الحار وشواطئها الرملية ومتاجرها التجارية العملاقة وفنادقها الراقية.
وتشكّل السياحة عاملاً أساسياً في الناتج الإجمالي المحليّ، إذ احتلّت الإمارات المرتبة الثانية والثلاثين (من بين 184 دولة) عام 2013 من حيث مساهمة السفر والسياحة في دعم اقتصاد البلاد، بحسب المجلس العالمي للسفر والسياحة. كذلك حقق قطاع السياحة والفنادق في دبي ارتفاعاً بنسبة 10% خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2014 مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2013، وهذا ما يبيّن استمرار نجاح هذا القطاع منذ السنوات الثلاث الأخيرة.
لا تعتبر داوني أن "سياحة الأعراس" مفهومٌ جديد في دبي لأن العديد من الأشخاص يسافرون، منذ سنوات، إليها لقضاء شهر العسل أو الزواج، لكن ساهمت المواقع الإلكترونية المتخصصة في توفير الكثير من المعلومات والنصائح الضرورية لتنظيم حفلات الزفاف، مما ساهم في زيادة عدد السياح لهذا الغرض.
ذكرت داوني لرصيف22 استطلاعاً للرأي أجرته مؤسسة "إنفورما إكسيبيشونز" Informa Exhibitions شمل نساء أجنبيات يتأهبنّ للزواج. وبحسب الاستطلاع، أجابت 36% منهنّ أنهنّ يفضلن الزواج في الإمارات العربية المتحدة مقابل 37% يفضلن الزواج في أوطانهنّ.
واعتبرت داوني أنّ "هذه الثقة بسوق الزفاف في المنطقة تعدّ خبراً ساراً لقطاع الزفاف المتوسّع في الإمارات، حيث يصل معدل ميزانية الزفاف إلى ما يقارب 55000 دولار. وأضافت داوني: "لاحظت ارتفاعاً كبيراً في عدد التجارب في قسم "زفاف حقيقي" في الموقع، لأناس لا يعيشون في الإمارات لكن اختاروا الزواج فيها".
عدا "سياحة الأعراس"، نجد تزايداً في عدد الأشخاص الذين يختارون دبي لعرض الزواج. أمر تعرفه جيداً كارولين غارفي، مؤسسة موقع Proposalboutique.co.uk الذي يساعد كل شاب على تنظيم طلب الزواج في دبي على نحو يلائم شخصيات ورغبات وأحلام الثنائي.يعتبر هذا الموقع أول "منظّم لعروض الزواج" ويلجأ إليه زبائن من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودبي والهند وتركيا، أشخاص تراوح أعمارهم بين 28 و38 عاماً، بحسب غارفي. تقول "استوحيت فكرة الموقع بعد أن طلب زوجي يدي بأفضل طريقة قد تحلم بها أيّ فتاة، وأردت تحقيق هذه الأحلام للآخرين" وتضيف "نقدّم كل أنواع الخدمات التي يطلبها الزبائن ولا نجد أي طلب غريباً أو صعب التحقيق. يريد بعض الزبائن أن نطلب الأزهار والمصور فقط في حين قد يطلب زبون آخر رقصة فلاش".
تبقى دبي الجامع المشترك لهذه السياحة الجديدة. تعتبر داوني أن السبب يعزى إلى أن دبي تقدّم الكثير للثنائي يوم الزفاف، من تنوّع الأمكنة وجمال المواقع المغلقة وفي الهواء الطلق، إلى الطقس الجميل معظم أيام السنة، والموقع الجغرافي الذي يسمح للعرسان الجدد بالانطلاق إلى معظم أنحاء العالم لشهر العسل.
تشير غارفي إلى أن دبي تملك كل ما قد يحلم به كل شخص يريد أن يضمن أن تقول له حبيبته "نعم" لاسيما أنّ "لا شيء مستحيلاً فيها، إذ تستطيع أن تكون على أعلى برج في العالم لتنتقل إلى منحدر للتزلج ثم تسبح في يوم واحد". وتشير إلى أن من الأماكن المفضلة لزبائنها الآتين من الخارج، برج خليفة الذي يعدٌ أكثر مواقع طلب الزواج شهرةً، في حين يفضل المقيمون في دبي مواقع منعزلة على الشواطئ الموجودة غالباً في مختلف فنادق جزر النخيل. قد تختلف أحلام كل فتاة أو شاب في ما يتعلق بالزفاف وتنظيمه وموقعه، إلا أن دبي نجحت، على ما يبدو، في تحقيق أحلام الكثير من العرسان الجدد. ويبقى الأهم، بالنسبة لداوني، الاستمتاع بهذا اليوم وتنظيم كل شيء مسبقاً لتفادي خيبات الأمل.
نشر هذا الموضوع على الموقع في تاريخ 05.11.2014
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...