شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
تفسيرات ماورائية لحرائق إسرائيل: قدوم المسيح وبناء الهيكل الثالث

تفسيرات ماورائية لحرائق إسرائيل: قدوم المسيح وبناء الهيكل الثالث

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 29 نوفمبر 201608:55 ص
عندما اندلعت الحرائق في إسرائيل، علّق عرب كثيرون بطريقة ماورائية رابطين الحرائق بقانون منع الأذان الذي تريد إسرائيل أن تقرّه. هكذا وصفها القيادي في حركة حماس، مشير المصري، إذ قال إن الحرائق التي ضربت إسرائيل ما هي سوى عقاب إلهي بسبب إقدام إسرائيل على إقرار قانون منع الأذان. ولكن الذهاب إلى التفسيرات الدينية أو الماورائية لم يقتصر على المسلمين فقط، بل ذهب قسط من الإسرائيليين إلى أن هذه الحرائق ما هي إلا إشارة يمكن استغلالها في بناء الهيكل الثالث المزعوم. ومنذ اندلاع الحرائق على مدار الأيام الماضية، انقسم الإسرائيليون اليهود بين شريحة تلقي باللوم على الفلسطينيين لأنهم المتسببون فيها، بحسب زعمهم، وشريحة أخرى ترى أن ما يحدث عقاب إلهي من الرب، وأخرى تراها بشارة لبناء الهيكل الثالث.

عقاب إلهي

وبعيداً عن الشريحة التي تلقي اللوم على الفلسطينيين، لاعتبارات سياسية وأمنية، قال الحاخام الإسرائيلي، أليكيم ليفانون، بحسب ما ذكر موقع "والا" العبري، إن النيران المشتعلة في إسرائيل اليوم، عقاب من الرب بسبب إخلاء مستوطنة عمونا، والتهديد بهدم بعض المستوطنات الأخرى وإقرار قانون "تنظيم المستوطنات". وقانون تنظيم المستوطنات هو قانون يهدف إلى تسوية أوضاع البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية مثل مستوطنة عمونا، والمقامة على أراض فلسطينية من خلال منح أصحاب الأراضي الفلسطينيين تعويضاً مالياً مناسباً، مقابل بقاء المستوطنات دون هدمها أو إخلائها. وتابع الحاخام الإسرائيلي الذي يعرف بأنه من أقطاب الصهيونية الدينية في إسرائيل أن النيران والجفاف سوف يستمران في ضرب إسرائيل ولن ينزل المطر ما دام هناك تهديد للمستوطنات الإسرائيلية. أما الحاخام الإسرائيلي، تسيون بؤرون، وهو أحد أقطاب الحريديم الشرقيين في إسرائيل، فقد ذهب إلى أن الحرائق المندلعة في إسرائيل عقاب من الرب لأن اليهود لا يحافظون على قدسية يوم السبت، ويفتحون محالهم التجارية في هذا اليوم، وهو أمر مخالف للشريعة. وأكد الحاخام، بحسب ما ذكر موقع "والا"، على ضرورة أن يعود اليهود إلى الرب ويقدسون يوم السبت، مشيراً إلى أن النار أو الحرائق إشارة من الرب إلى اليهود لكي يتّحدوا جميعاً.

الهيكل الثالث في الخلفية

ما ذكره الحاخامات اليهود عن النار والحرائق والرب، دفع موقع "هيدبروت" العبري الحريدي، الذي يعتبر أكبر ناطق بلسان الحريديم في العالم، بحسب وصف نفسه، إلى نشر تقرير حول كيفية استغلال النيران الملتهبة في أرجاء إسرائيل في قدوم المسيح المخلص، وبناء الهيكل الثالث المزعوم. وقال الموقع الإسرائيلي: "من الصعب أن نقف عاجزين أمام الصور والفيديوهات الخاصة بألسنة اللهب التي تتراقص أمام أعيننا، فهناك الآلاف من سكان إسرائيل تم إخلاءهم من المنازل". وتابع أن الذين أصيبوا، والذين فقدوا منازلهم وممتلكاتهم، يشعرون في هذه الأثناء، أكثر من أي شخص آخر، بالمنفى المرّ. وأضاف الموقع الحريدي الإسرائيلي: "في صلاة الرثاء التي تقال في التاسع من أغسطس من كل عام، نذكر أن الهيكل الثالث سوف يبنى داخل النار، ونقول: لأنك أنت الرب بالنار أحرقته وفي النار سوف تبنيه". وصلاة التاسع من أغسطس التي تحدَث عنها الموقع العبري، هي صلاة المراثي التي تشير إلى اليوم الذي تم فيه تدمير الهيكلين اليهوديين، بفارق نحو 550 سنة، بحسب المعتقد اليهودي. وفي هذا اليوم يصوم اليهود نحو 25 ساعة، لا يأكلون ولا يشربون، ويمارسون طقوس الحداد المتمثلة في عدم الاغتسال وعدم الحلق وعدم شراء وسائل رفاهية. حتى أن المتشددين منهم ينامون على الأرض، وليس على الأسرّة. وكذلك من عادة الكثيرين الذهاب إلى القدس وقراءة المراثي والصلوات لذكرى الهيكل المدمَّر. وأورد الموقع سبع نصائح لليهود يمكن من خلالها تحويل اللهب الذي يضرب "الأرض المقدسة" بحسب وصفه، إلى النار التي تبني الهيكل الثالث، من خلال التسريع من خلاص اليهود. ومن النصائح المقدمة، الطلب والتضرّع إلى الله، "لأن الخروج من مصر حدث بعد أن صرخ بنو إسرائيل إلى الرب وطلبوا منه الخلاص"، كما يجب تنفيذ المزيد من الأعمال الطيبة، بهدف تحقيق الخلاص، "فكل عمل طيب وكل تلاوة في التوراة يقربان من مجيء الخلاص وبناء الهيكل”، وضرورة الحفاظ على قدسية يوم السبت، لأن مَن لا يقدس يوم السبت فإن "الأرض المقدسة" سوف تلفظه إلى خارجها. أصحاب هذا التفسير الماورائي للنيران المشتعلة في إسرائيل، يعتمدون على ما ورد في سفر زكريا، الإصحاح الثاني، الآية الخامسة، حيث يقول الرب عن أورشليم: "يقول الرب أكون لها سور نار من حولها وأكون مجداً في وسطها". هذا بالإضافة إلى ما ذُكر في سفر "إيخا" من أن يهوه، أحد أسماء الرب عند بني إسرائيل، أشعل النيران في القدس، فالتهمتها عن بكرة أبيها، وما ذكر في سفر الخروج (الإصحاح 22، الآية 6) من أنه "إذَا خَرَجَتْ نَارٌ وَأَصَابَتْ شَوْكًا فَاحْتَرَقَتْ أَكْدَاسٌ أَوْ زَرْعٌ أَوْ حَقْلٌ، فَالَّذِي أَوْقَدَ الْوَقِيدَ يُعَوِّضُ". وهذا يعني أن الرب سوف يعوّض بني إسرائيل على ما أحرقه. وبحسب مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، فقد أسست إسرائيل متحفاً اسمه "معهد إيش هتوراة" أي "معهد نار التوراة" ويحتوي على سلسلة زجاجية طولها 3.5 أمتار تقريباً وعرضها متران، مصنوعة من الزجاج على شكل "الماء والنار" كرمز لمركز نار التوراة. علماً أن ثمة خلافاً بين مدارس الحاخامات اليهود، فهناك مَن يرى أن الهيكل الثالث سيتم بناؤه بواسطة الرب وسينزل من السماء، في حين يذهب آخرون إلى أن سواعد بشرية سوف تتدخل في بنائه عن طريق معجرات إلهية، وبذلك يتداخل البشري مع الإلهي في بناء الهيكل الثالث المزعوم.  

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image