أثار قرار نص مشروع القانون الإسرائيلي الجديد الذي يحظر تشغيل مكبرات الصوت الخارجية للمساجد في الأماكن المختلطة بين المسلمين واليهود والمسيحيين في القدس وأراضي الـ1948، جدلاً واسعاً بين المسؤولين الفلسطينيين والسلطات الإسرائيلية، إذ اعتبره النواب العرب "إسكات للأذان" وعنصرية تجاه المسلمين، كما دعا بعضهم إلى تنفيذ إجراءات احتجاجية واسعة في حال أقرّ القانون، أبرزها إعلان الإضراب العام في المناطق الفلسطينية. ويعلّل القانون هذا الحظر بأنّ الآذان "يزعج المواطنين الإسرائيليين ويسبب أذىً بيئياً ويضر بمستوى المعيشة". ويشير القانون إلى أنّ "مئات الآلاف من اليهود القاطنين قرب التجمعات السكنية العربية يعانون بشكل يومي وغير اعتيادي من الضوضاء الشديدة الناتجة عن رفع الآذان عدة مرات خلال الليل وفي ساعات الصباح الباكر". وسيحدّد القانون معدلات مكبرات الصوت في "مختلف بيوت العبادة لجميع الديانات" في إسرائيل. ويمنح وزير الداخلية الإسرائيلي صلاحية منع استخدام مكبرات الصوت في دور العبادة خلال ساعات الليل وعند الفجر. ويتم الحديث عن تعديلات في مشروع القانون، ليشمل المسلمين فقط، مستثنياً المعابد اليهودية والكنائس، على أن يقتصر الحظر على آذان الفجر فقط. وفي حال إقراره، يعطي القانون العنصري الشرطة الإسرائيلية صلاحية استدعاء المؤذنين والأئمة للتحقيق واتخاذ إجراءات قانونية ضدهم وفرض غرامات مالية في حال كانوا من المخالفين. وإسرائيل ليست الأولى التي تفرض قيوداً على الآذان. هنالك دول، ومدن أخرى تفرض قيوداً على المآذن وارتفاعها وقوة الصوت الذي تطلقه، وبعضها في العالم العربي.

سويسرا

صوّت 57.5% من الشعب السويسري في شهر نوفمبر من العام 2009 على قانون يحظر بناء المآذن في المساجد. وبقيت المساجد الأربعة التي كانت مبنية قبل إجراء الاستفتاء الوحيدة التي لديها مآذن.

لاغوس، نيجيريا

أغلقت السلطات النيجيرية في يونيو الماضي 70 كنيسة و20 مسجداً و10 مطاعم للتخفيف من نسبة الأصوات العالية في المدينة. وتعتزم الحكومة تحويل لاغوس في العام 2020 إلى أكبر مدينة في إفريقيا لا أصوات مزعجة فيها.

إندونيسيا

في إندونيسيا أكثر من 200 ألف مسجد، ما يتسبّب بضجّة مزعجة للسكان في كلّ مرة يطلق الآذان من هذا العدد الهائل من المساجد. لذلك، قرّرت السلطات الإندونيسية في شهر يونيو من العام 2015، تعميم فكرة خفض صوت الآذان كي تصبح مسموعة في المنطقة القريبة من كل مسجد فحسب.

مومباي في الهند

أزالت السلطات الهندية في مومباي مكبرات الصوت غير القانونية في المساجد التي تخالف القانون وتثير الضجيج، وهي بحدود 49 مسجداً.

القاهرة، مصر

في القاهرة أكثر من 4 آلاف و500 مسجد، تطلق الآذان معاً في كلّ مرّة مع تفاوت بسيط بين مؤذّن وآخر، وهذا ما يسبّب للسكان الضياع. لذلك، قرّرت الحكومة المصرية في العام 2010، وضع أذان موحّد ينطلق في الوقت نفسه من جميع مساجد المدينة مع التحكم بقوة الصوت في كلّ مسجد.

السعودية

خفضت السعودية في العام 2009 أصوات المؤذنات في مكة المكرمة والرياض لأنها عالية جداً، وأوعزت إلى الأئمة في المدينة المنورة بإطلاق الآذان "الأساسي" فقط للمحافظة على التقليد، وأزالت 100 مكبر للصوت من مساجد في منطقة الباحة. ولطلما أثار موضوع مكبرات الصوت في المساجد جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية، مع انتشار هاشتاغ: #يجب_ايقاف_مكبرات_صوت_المساجد.

دول ومدن أخرى حول العالم

لا يوجد قوانين تقضي بوضع قيود واضحة على الآذان في ألمانيا، هولندا، بريطانيا، فرنسا، النمسا، بلجيكا، بالإضافة إلى ميشيغان في الولايات المتحدة الأميركية وأوسلو في النروج، إلا أنّ بعض التقارير تشير إلى تقييد الدول والمدن المذكورة للأذان عبر وضع شروط معيّنة عليه.